لم يتدخل "تويتر" هذه المرة، ولا يبدو أنه سيفعل، لحذف سيل حماقات عنصرية مكرّرة من رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، وهذه المرة بحق سيدات منتخبات في المؤسسة التشريعية الأميركية. فتغريداته الأخيرة ليست الأولى ولم تكن ولن تكون الأخيرة، وهنا أصابت بالتأكيد النائبة إلهان عمر بردّها عليه قائلةً إنّه يقصد تعزيز النزعة العرقية البيضاء.
ترامب الذي يحاسب نساء وصلن إلى ما وصلن إليه بجهودهنّ في مجتمع احترام الجهد والفرص، على خلفية جذورهنّ العرقية والثقافية والدينية، هو ترامب نفسه الذي وصف دولاً وشعوباً بما لا يوصف. وهو لا يعبر هنا سوى بصدق عن صورة الغرب الأخرى، مطلقاً العنان لتفشي الشعبوية والتخاطب بمفهوم العرقية الذي يطاول أجيالاً ولدت وكبرت في مجتمعاته.
في أوروبا مثلاً، حيث يندفع فيها إعلام شعبوي متعصب ثمة "ترامبيون" كثر، بعضهم سبق الرجل في التعبير عن مكنونات شبيهة. وفي أكثر من مناسبة، خلال تغطية أخبار تخصّ بعض أكثر الدول ديمقراطية وشفافية، في اسكندنافيا على سبيل المثال، وردت تصريحات شبيهة. ففي كوبنهاغن كررت وزيرة الهجرة السابقة، إنغا ستويبرغ، على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد ووسائل التواصل وفي ندوات عامة ما قاله زملاؤها في حزب الشعب اليميني المتطرف. وفي التشبه الأوروبي، وبشكل عدواني منذ مجيء ترامب إلى السلطة، أمثلةٌ على قول ترامب "إذا ما كان المرء يكره بلده وغير سعيد هنا فيمكنه الرحيل"، وهو يواصل "يمكنه السفر حالاً فلا أعرف من سيفتقده". إذ لا فوارق بين قول الرجل وأقاويل ساسة أحزاب اليمين المتشدد لأبناء الجيل الثالث والرابع في أوروبا "أنتم لستم مثلنا"، وهو ما ردده حرفياً، وبدون محاسبة، سياسي مثل مارتن هينركسن في كوبنهاغن، وبقية الماكينات الدعائية الإيطالية والألمانية والنمساوية والبريطانية والبلجيكية والهولندية، لأحزاب وساسة ووسائل إعلام ترى الترامبية نظاماً في التخاطب، وبصراحة وقحة تتحدث عن مفهوم المواطنة القائم على عرقية مدمرة.
اقــرأ أيضاً
أيضاً، وفي ذات السياق في التشبه والتشابه، يخطئ من يظن أن لغة العرب بعيدة عن الترامبية، قبلها وبعدها، إن في العنصرية الجندرية أو العرقية - الثقافية - الدينية، تعاطياً مع المواطن أو المقيم، وغيرها من عنصريات من على شاشات أنظمة وصفها ترامب بنفسه "الأكثر فساداً"، والتي يحميها ويشرعنها وغيره بأموال طائلة، مع مرض في فهم "العظيمة" و"العظمى" لدى آخرين.
ففي حديثه عن "كراهية البلد" لاستهداف السيدات ما يذكرنا بمذيعي قنوات الاستبداد التي تختزل البلاد في شخص الحاكم وحاشيته. فكم من مرة صرخ مذيعو و"صحافيو" هذه وتلك العاصمة بوجه المواطن المتذمر أو المنتقد سياسياً لفساد نظام الحكم أن "يغرب عن وجهنا وليغادر إذا لم تكن تعجبه البلد". والاقتباس هنا بلغة مخففة عن سيل الوقاحة المستخدم من على الشاشات وعلى وسائل التواصل، بعد وصلات التخوين وتناول في الشخصي الفضائحي، وتشكيك حتى المعتقد تكفيرًا وسخرية من الحرية، إذ لا تتحمل لا "العظمى" ولا "العظيمة والديمقراطية" انتقاد الحاكم، أو السؤال عن اعتقال صحافي أو ناشط/ة، مثل لجين الهذلول، مثلاً، أو تقطيع جسد جمال خاشقجي، والتهام نظام حكم لمن خرجوا قبل سنوات يصفقون لـ"المخلص".
نعم، في أميركا لا تصمت وسائل الإعلام عن القول لترامب "أغلق فمك أيها المعتوه"، مثلما قيلت لغيره في الغرب، ولن يسمح أغلبية المشرعين والمواطنين أن يتحول انتقاد سياسات معينة إلى خرق دستوري لقيمة وكرامة وحقوق الإنسان المواطن، بعيداً عن الأصل الطبقي والعرقي. لكن المذهل هنا، هي مشاهد نفاق إعلامية عربية وهي تقفز على المشهد متناسية، باستغباء للمتلقي، أنها بنفسها صفقت كثيراً للترامبية وحرضت عليها، إن في أوروبا أو في أميركا نفسها، وحتى في التعامل البيني مع من يفترض أنهم "أخوة"، بلغة ما فوق العنصرية بدرجات.
في أوروبا مثلاً، حيث يندفع فيها إعلام شعبوي متعصب ثمة "ترامبيون" كثر، بعضهم سبق الرجل في التعبير عن مكنونات شبيهة. وفي أكثر من مناسبة، خلال تغطية أخبار تخصّ بعض أكثر الدول ديمقراطية وشفافية، في اسكندنافيا على سبيل المثال، وردت تصريحات شبيهة. ففي كوبنهاغن كررت وزيرة الهجرة السابقة، إنغا ستويبرغ، على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد ووسائل التواصل وفي ندوات عامة ما قاله زملاؤها في حزب الشعب اليميني المتطرف. وفي التشبه الأوروبي، وبشكل عدواني منذ مجيء ترامب إلى السلطة، أمثلةٌ على قول ترامب "إذا ما كان المرء يكره بلده وغير سعيد هنا فيمكنه الرحيل"، وهو يواصل "يمكنه السفر حالاً فلا أعرف من سيفتقده". إذ لا فوارق بين قول الرجل وأقاويل ساسة أحزاب اليمين المتشدد لأبناء الجيل الثالث والرابع في أوروبا "أنتم لستم مثلنا"، وهو ما ردده حرفياً، وبدون محاسبة، سياسي مثل مارتن هينركسن في كوبنهاغن، وبقية الماكينات الدعائية الإيطالية والألمانية والنمساوية والبريطانية والبلجيكية والهولندية، لأحزاب وساسة ووسائل إعلام ترى الترامبية نظاماً في التخاطب، وبصراحة وقحة تتحدث عن مفهوم المواطنة القائم على عرقية مدمرة.
أيضاً، وفي ذات السياق في التشبه والتشابه، يخطئ من يظن أن لغة العرب بعيدة عن الترامبية، قبلها وبعدها، إن في العنصرية الجندرية أو العرقية - الثقافية - الدينية، تعاطياً مع المواطن أو المقيم، وغيرها من عنصريات من على شاشات أنظمة وصفها ترامب بنفسه "الأكثر فساداً"، والتي يحميها ويشرعنها وغيره بأموال طائلة، مع مرض في فهم "العظيمة" و"العظمى" لدى آخرين.
ففي حديثه عن "كراهية البلد" لاستهداف السيدات ما يذكرنا بمذيعي قنوات الاستبداد التي تختزل البلاد في شخص الحاكم وحاشيته. فكم من مرة صرخ مذيعو و"صحافيو" هذه وتلك العاصمة بوجه المواطن المتذمر أو المنتقد سياسياً لفساد نظام الحكم أن "يغرب عن وجهنا وليغادر إذا لم تكن تعجبه البلد". والاقتباس هنا بلغة مخففة عن سيل الوقاحة المستخدم من على الشاشات وعلى وسائل التواصل، بعد وصلات التخوين وتناول في الشخصي الفضائحي، وتشكيك حتى المعتقد تكفيرًا وسخرية من الحرية، إذ لا تتحمل لا "العظمى" ولا "العظيمة والديمقراطية" انتقاد الحاكم، أو السؤال عن اعتقال صحافي أو ناشط/ة، مثل لجين الهذلول، مثلاً، أو تقطيع جسد جمال خاشقجي، والتهام نظام حكم لمن خرجوا قبل سنوات يصفقون لـ"المخلص".
نعم، في أميركا لا تصمت وسائل الإعلام عن القول لترامب "أغلق فمك أيها المعتوه"، مثلما قيلت لغيره في الغرب، ولن يسمح أغلبية المشرعين والمواطنين أن يتحول انتقاد سياسات معينة إلى خرق دستوري لقيمة وكرامة وحقوق الإنسان المواطن، بعيداً عن الأصل الطبقي والعرقي. لكن المذهل هنا، هي مشاهد نفاق إعلامية عربية وهي تقفز على المشهد متناسية، باستغباء للمتلقي، أنها بنفسها صفقت كثيراً للترامبية وحرضت عليها، إن في أوروبا أو في أميركا نفسها، وحتى في التعامل البيني مع من يفترض أنهم "أخوة"، بلغة ما فوق العنصرية بدرجات.