يتلقّى المصور الصحافي، عبد الرحمن الكحلوت، علاجه على سرير داخل مستشفى القدس جنوبي مدينة غزة بعد إصابته بشكل مباشر برصاص الاحتلال في قدميه أثناء تغطيته لفعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي غزة في الجمعة الخامسة والسبعين. ولا تزال الرصاصتان اللتان اخترقتا قدمي المصور الفلسطيني داخل قدميه، في انتظار إجراء العملية الجراحية اللازمة، بعدما قيَّم الأطباء إصاباته المتعددة بالحرجة والمتعمدة، إذ استهدفت مناطق حساسة في القدم، تؤثر على الأوتار والعصب.
واستقرّت رصاصة القدم اليُمنى في مركز العصب الأساسي للجسد، بينما استقرّت الرصاصة الأخرى في مركز الأوتار خلف الركبة، فيما ينتظر الكحلوت إجراء عملية جراحية لاستخراج الرصاصتين اللتين استقرتا داخل الجسم بفعل عدم وجود مخرج.
(عبد الحكيم أبو رياش)
وقام قناصة الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحافي الكحلوت في جمعة "مخيمات لبنان" على الرغم من ارتدائه أدوات السلامة المهنية الخاصة بالصحافيين، والمتمثلة في البزة الزرقاء الموسومة بشعار الصحافة، والخوذة الزرقاء. يقول المصور الكحلوت (23 عاماً)، والذي يعمل مصوراً حراً، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باستهدافه بشكل مباشر ومتعمد رغم ارتداء أدوات السلامة المهنية الشهيرة، إلى جانب بعده بشكل واضح عن الحدود والأماكن الساخنة بنحو 350 متراً "إلا أن الاحتلال استهدفني برصاصتين، واحدة في القدم اليمنى، وأخرى في القدم اليسرى، وقنبلة مطاط بشكل مباشر ومتزامن في ذات اللحظة".
ويوضح الكحلوت أن إصابته الأخيرة هي الإصابة الرابعة، إذ أصيب في المرة الأولى برصاص متفجر بتاريخ 27 إبريل/ نيسان، خلال تغطيته جمعة الشباب الثائر في مسيرات العودة وكسر الحصار، وبشكل متعمّد من قناصة قوات الاحتلال، على الرغم كذلك من أخذ تدابير السلامة المهنية، والبعد عن الخطوط الساخنة. ويتابع في حديث مع "العربي الجديد": "تعرضتُ كذلك للإصابة بقنبلة غاز بشكل مباشر خلال تغطيتي الصحافية لمواجهات في معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة، بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول، تلتها إصابة ثالثة بقنبلة غاز في الكتف من الخلف بتاريخ 1 فبراير/ شباط 2019".
ويضيف: "خلال إصابتي كنت أقف على بعد 350 متراً من الحدود والمتظاهرين، برفقة مجموعة من الصحافيين الدوليين، وتمّت إصابتي بشكل مباشر برصاصتين وقنبلة غاز، ما يدلّل على الاستهداف المتعمد والمباشر، واستخدامي كـ شاخص للتدريب من قبل جنود الاحتلال".
يؤكّد الكحلوت على أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمّد استهداف وإصابة الصحافيين من أجل طمس الحقيقة، وتغطية الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة، وتحديداً ضد المواطنين والمدنيين على طول الشريط الحدودي، خلال فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية.
(عبد الحكيم أبو رياش)
وينتهك الاحتلال الإسرائيلي القوانين الدولية الخاصة بحماية الصحافيين، وفق الكحلوت الذي يرى أن المحاكم الدولية تبرّئ الاحتلال من ممارساته بدلاً من محاكمته، ما يجعل استهداف الصحافيين المستمرّ أمراً طبيعياً وروتينياً. ويختتم الكحلوت بالتنبيه إلى أنّ الجميع تلقّى نبأ إصابته دون استغراب، نتيجة الاستهداف المتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين، ويقول "في السابق، كان المتظاهرون يحتمون بنا، على اعتبار أنّنا نتمتع بحماية دولية، على عكس الآن، إذ بتنا هدفاً مباحاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي".