فصلت قناة "الغد العربي"، التابعة للإمارات العربية المتحدة وتبث من العاصمة المصرية القاهرة، نحو 100 موظف ما بين صحافي وعامل، من دون سابق إنذار، متحججة بجائحة فيروس كورونا المستجد وتأثيره على الاقتصاد.
وأرسلت القناة التي يديرها القيادي الفلسطيني المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، لصالح الإمارات العربية المتحدة بريداً إلكترونياً لجميع العاملين فيها، قالت فيه "سنتخذ في الفترة الحالية بعض التدابير والإجراءات المؤسفة التي تشمل: تقليص الإنتاج وتخفيض الرواتب وإنهاء خدمة بعض الزملاء".
ويعمل في قناة "الغد العربي" صحافيون وموظفون من جنسيات عربية مختلفة، لكن الأكثرية من المصريين والفلسطينيين. وأكدت مصادر من داخل القناة لـ"العربي الجديد" أن كل المفصولين هم من المصريين.
واطلع "العربي الجديد" على البريد الذي أرسلته القناة إلى المفصولين، وجاء فيه: "يشهد العالم الآن جائحة لا تهدد فقط الصحة والسلامة العامة، لكنها تهدد أيضاً الاقتصاد العالمي وتعرضه لكبوة كبيرة، وستؤثر تلك التداعيات على الأوضاع الاقتصادية للمنظمات والمؤسسات والشركات بشكل واسع، كما ستلقي بظلالها على شركتنا بما يحتم علينا اتخاذ تدابير وإجراءات مؤسفة من تخفيض للإنتاج، وتقليل للعمالة، وإعادة النظر في الرواتب. ولكل ما سلف يؤسفنا بشدة إبلاغكم بالاستغناء عن خدماتكم في الشركة".
وقال مصدر مسؤول من داخل القناة إن إدارة الشركة كانت تخطط أيضاً لخفض الرواتب إلى النصف، لكن حديث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حول ضرورة عدم المساس برواتب العمال والموظفين في القطاع الخاص جعلها تراجع موقفها، لا سيما أن مسؤول القناة محمد دحلان وفريقه يعملون تحت مظلة النظام المصري وأجهزة مخابراته.
من جهة ثانية، وجه عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، محمود كامل، نداء لنقيب الصحافيين ضياء رشوان، قائلاً إنه تلقى شكاوى من زملاء صحافيين نقابيين وغير نقابيين يعملون في قناة "الغد العربي" تفيد بأن إدارتها اتخذت قراراً "عنيفاً" اليوم، بفصل أكثر من 80 موظفاً بينهم صحافيون وعمال وموظفون من دون سابق إنذار أو مبرر، بالإضافة إلى وقف كل البرامج المسجلة.
وقال كامل في بيان "أولاً: القرار يعتبر المخالفة الأولى للتصريحات والتطمينات الصادرة عن رئيس الجمهورية التي حذر فيها القطاع الخاص من المساس بالموظفين في ظل الأزمة الطاحنة. ثانياً: أناشد نقيب الصحافيين بالانتصار للقيم النقابية والتدخل لدى إدارة القناة لعودة جميع الزملاء الصحافيين المفصولين وعدم تركهم بلا مصدر رزق في مثل تلك الأزمة". وتابع عضو مجلس نقابة الصحافيين: "ثالثاً: أناشد نقيب الصحافيين الانتصار للقيم الإنسانية التي لا تنفصل عن القيم النقابية بالتدخل لدى إدارة القناة لعودة جميع الموظفين والعمال المفصولين".
الجدير بالذكر أن رئيس "الهيئة العامة للاستعلامات" ونقيب الصحافيين، ضياء رشوان، يعمل لدى قناة "الغد العربي" مقدماً برنامج "بالمصري" الذي يتناول خلاله الشأن العربي.
محمد عادل، واحد ممن فصلوا من القناة دون سابق إنذار، كتب على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك": "كباقي زملائي الأعزاء في قناة الغد، رفضت عيوني تصديق ما جاء في بريد إلكتروني أبلغني بالاستغناء عن خدماتي التي تجاوزت 6 سنوات، في التجربة الأحب إلى قلبي، فلم أتوقع أن تنتهي هكذا يوماً، وتتوقف حكاياتها في لمح البصر، لم أنكر شعوري وقتها بشيء لا أفهمه يدور بي، وأنا أرى أمامي شريط الذكريات، والتحديات والمواقف، بل والتضحيات".
عادل مثله مثل كثيرين فصلوا من القناة علماً أنهم انضموا إليها منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، فكانوا الحلقة الأضعف في هذه الأزمة، إذ استسهلت الإدارة فصل الموظفين في الوقت الذي تنفق فيه أموالاً طائلة على الإنشاءات والمعدات. ولدى القناة استثمارات مع "مدينة الإنتاج الإعلامي" في مصر ومنها إنشاء استوديو ضخم مجهز بأجهزة جديدة بتكلفة مائة مليون جنيه (نحو 7 ملايين دولار أميركي)، ومن المفترض أن يُسلم مبنى كامل جديد للقناة داخل المدينة خلال شهر. كما أن القناة أسست استوديو آخر في لندن تكلف ملايين الدولارات منذ 6 أشهر.