وأفاد بيرنرز-لي بأن نحو 3.5 مليارات شخص فقدوا "شريان الحياة" الذي وفرته شبكة الإنترنت، الذي أتاح العمل والتعليم والتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، خلال أزمة فيروس كورونا الجديد. وأضاف أن "انعدام المساواة يشكل عائقاً أمام المساواة على نطاق أوسع، ونعلم أن ذلك يؤثر أكثر على أولئك المهمشين بالفعل، أي الأشخاص في البلدان النامية وذوي الدخل المنخفض، وبالطبع النساء والفتيات. ويظل الرجال أكثر ترجيحاً من النساء بنسبة 21 في المائة من حيث الاتصال بالإنترنت، ويزيد الاحتمال بنسبة 52 في المائة في البلدان الأقل نمواً".
وكان يتحدث خلال حفل افتتاح عبر الإنترنت لخريطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للتعاون الرقمي. تتمثل الخطوة الأولى في تطوير نماذج مالية جديدة لتوفير اتصال بالإنترنت بأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030. كما تدعو إلى توسيع التدريب وحماية البيانات والخصوصية، وتقدم الأمم المتحدة باعتبارها منصة للتعاون لضمان أن الذكاء الاصطناعي جدير بالثقة ويحترم حقوق الإنسان ويعزز السلام.
وقال بيرنرز-لي إن معالجة انعدام المساواة تتطلب رفع المستوى من إمكانية الوصول الأساسية إلى ضمان أن يكون لدى الأشخاص "اتصال هادف" بشبكة الإنترنت، "الذي يجب أن يشمل البيانات والأجهزة لاستغلال قوتها الكاملة".
وأشار غوتيريس إلى أن العالم الرقمي له فوائد عدة، ولكن "أُسيء استخدامه بشكل خطير"، موضحاً أن "خطاب الكراهية والتمييز وسوء المعاملة أصبح أقوى وأكثر شيوعاً في الفضاءات الرقمية. حملات المعلومات المضللة تضع الصحة والحياة في خطر... والهجمات السيبرانية على أنظمة المستشفيات تهدد بتعطيل الرعاية المنقذة للحياة ".
وأضاف أن خارطة الطريق للتعاون الرقمي تهدف إلى "الاتصال واحترام وحماية الأشخاص في العصر الرقمي"، عبر تعزيز البيانات المفتوحة والذكاء الاصطناعي المفتوح ونماذج التمويل والبرمجيات مفتوحة المصدر.
واعتبر غوتيريس أنه "ما لم نعالج انعدام الاستقرار وانعدام المساواة في المجال الرقمي فسيستمران في التفاقم في المجال المادي"، محذراً من أن الفجوة الرقمية تهدد بأن تصبح "الوجه الجديد لانعدام الأمن والصراع".
ساعدت مؤسسة "شبكة الويب العالمية" التي شارك في تأسيسها بيرنرز-لي في تطوير خريطة الطريق. وأطلقت العام الماضي مبادرة "عقد من أجل الويب"، وهي خطة عمل عالمية للحكومات والشركات والمجتمع المدني، لمواجهة النشاط المتزايد المعادي للديمقراطية على الإنترنت وإبقاء المعرفة متاحة مجاناً.
وأفاد بيرنرز-لي بأن العقد يحتوي على 1300 موافقة، وبأن المؤسسة تطور طرقاً للحكومات والشركات لإظهار كيف أنها تفي بالتزاماتها لتحقيق "شبكة ويب آمنة وتمكينية، وربط غير المتصل، واحترام الخصوصية ومكافحة المعلومات المضللة".
منذ بداية أزمة "كوفيد ــ 19"، قفز استخدام الإنترنت بنسبة 70 في المائة، وزاد استخدام تطبيقات الاتصالات بنسبة 300 في المائة، وأدوات التعاون الافتراضية بنسبة 600 في المائة. وقال الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، إن بعض خدمات بث الفيديو زادت 20 ضعفاً.
لكنه لفت إلى أن نصف العالم فقط لديه اتصال بالإنترنت. ومن بين 25 دولة أقل اتصالاً، توجد 21 في أفريقيا. عمل المنتدى الاقتصادي العالمي مع الشركاء في مجال الصناعة والاتحاد الدولي للاتصالات والبنك الدولي والجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي إس إم إيه) وغيرهم، لوضع خطط للتعاون بين القطاعين العام والخاص بشأن توسيع الاتصال الرقمي.
وقال شواب: "تمت مشاركة هذا الأمر بالفعل مع 170 دولة وهو قيد الاستخدام النشط... إن شراكة المسار السريع هذه مشجعة للغاية". ودعا إلى اتخاذ إجراءات "طموحة" بشأن إمكانية الوصول الرقمي والاستثمار في نماذج التمويل المبتكرة. وأشار إلى أن 1 في المائة فقط من التمويل من مصارف التنمية العالمية يذهب إلى البنية التحتية الرقمية.
ورأى الرئيس القادم لغرفة التجارة الدولية والرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ماستركارد"، أجاي بانغا، أن إعادة تعريف قواعد الفضاء الإلكتروني لا تقل أهمية عن بناء البنية التحتية الرقمية. وأضاف بانغا: "حان الوقت للتركيز على حماية النظام البيئي الرقمي بأكمله والمستخدمين العالميين، وليس على الأجزاء غير المرغوبة من النظام".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فودافون" نيك ريد: "يجب أن نعيد البناء بشكل أفضل وأكثر مرونة وشمولية. وخارطة طريق الأمم المتحدة ضرورية لهذا الغرض".
(أسوشييتد برس)