بدأت القصة عندما زار الوزير مستشفى أبي عبيدة في الأغوار الشمالية. وخلال حديثه مع مدير المستشفى مؤيد شكور عن أوضاعه "المستشفى"، استأذن الموظف فني المختبرات فرج محمد في الحديث أمام الوزير، فسمح له الوزير بالحديث. وبدأ فرج بشرح صعوبات العمل التي يعانيها الموظفون في المختبرات، وأكد له أنها بحاجة إلى تطوير، الأمر الذي أغضب الوزير؛ إذ بقي صامتاً ولم يرد على الموظف.
وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة الأردنية، راضي جوارنة، لـ"العربي الجديد"، إن وزير الصحة امتعض من شكوى فني المختبر بحق مدير المستشفى، لذلك أوعز بنقله من عمله. وروى جوارنة تفاصيل الحادثة التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً إن الوزير تجوّل في أقسام المستشفى، برفقة مديره والمسؤولين، ولدى دخوله إلى المختبر اقترح توسعة مساحته وتحديثه وتحسينه.
وردّ مدير المستشفى على الوزير، بأن العمل جارٍ على تحسين المختبر ونقله إلى قاعة أكبر، بحيث تُنقل الأجهزة والمعدات تباعا، لعدم إمكانية وقف المختبر عن العمل. وخلال مناقشات الوزير والمدير والمسؤولين، تدخّل فني المختبر فرج بالحديث عن أوضاع المختبر، مبدياً شكواه منها، وهو ما أزعج وزير الصحة سعد جابر، وفقاً لجوارنة.
وأضاف جوارنة: على إثر ذلك، أوعز الوزير إلى مدير المستشفى بنقل فرج من دون تحديد محافظة بعينها. ولفت إلى أنه لا قرار رسمياً اتخذ بالنقل حتى اللحظة، ولا معلومات لديه إن كان إيعاز وزير الصحة قد ألغي بقرار من الرزاز.
من جانبه، قال الموظف صاحب القضية التي أثارت الجدل، فرج محمد، لـ"العربي الجديد"، إنه تحدّث أمام الوزير عن المصاعب التي يواجهها القسم، وأشار إلى أن القسم غير مُجهز لخدمة 50 ألف مواطن يسكنون في المنطقة، والقسم ضيق جيدا، ولا توجد فيه المعدات الكافية للعمل.
وتابع فرج "الوزير لم يرد عليّ، وما أن أنهيت ملاحظاتي حتى قال مباشرةً لمدير المستشفى (شكله فرج مش عاجبه الشغل هون، انقله)".
القضية أخذت حيزاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن. إذ كتب الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي على "تويتر" "فرج رضي والدين.. حظه ان فخامة جلالة سمو الفيسبوك انتبه لقصته.. لو لم ينكش قصته الناس لأكلها مفروكة".
وكتب زيد عاصم على تويتر "هل فرج أصبح مجرم بحق الانسانيه لكونه طلب من وزير الصحه تطوير المختبر". وغرد الصحافي نضال سلامة "عمر بن الخطاب قال: لو رأيتم في اعوجاجا فقوموه بحد السيف.. وزير الصحة اليوم لممرض عكس حقيقة الوضع الصحي: انقلوه وشعتلوه، لا وكمان فوقها بدون بديل... هذه حكومة النهضة يا رزاز".
وغرد النائب السابق نايف الليمون قائلاً "فني المختبر في مستشفى أبي عبيدة بن الجراح فرج محمد فرج ظن أن زيارة الوزير ستحل مشكلة المختبر المتهالك فتشجع وشرح الهم للوزير ليوعز بالفرج فكان أن أوعز بنفي فرج ويا فرجة ما تمت على فرج محمد فرج".
وكتبت رنا ملحس "منذ متى يتم نقل الموظفين بناء على اعتبارات شخصية !يا ريتك ما نطقت يا حضرة الناطق!". وكتب الناشط يحيى الزعارير "مهي البلد مطوبه باسم وزير الصحة... اذا ما بدك تسمع شكاوي ليش رايح لعندهم وبعدين هاي وظيفتك تلف وتسمع شكاوي وتحل مشاكل.. ولا بدك توخذ راتب وعلاوات وخدم وحشم وانت نايم!".