منعت الأجهزة الأمنية في مرفأ بيروت صحافيي قناة "الجديد" ومصوريها من تغطية المؤتمر الصحافي للمدير العام للجمارك بدري ضاهر، اليوم الخميس. والمفارقة أنّ ضاهر كان يتحدث في خلال المؤتمر عن حق الوصول إلى المعلومة، لكنّه منع صحافيين من الوصول إليها.
وجاء مؤتمر ضاهر رداً على تحقيق لقناة "الجديد" أعدّه الصحافي الاستقصائي رياض قبيسي يفضح جزءاً من فساد ضاهر في تخليص المعاملات وإدخال البضائع من مرفأ بيروت.
والمنع طاول المراسل حسان الرفاعي وقبيسي نفسه ومصورين.
وطلبت القوى الأمنية التي كان بينها عناصر مخابرات الجيش اللبناني من القناة التوقف عن التصوير، وتهجّم أحدهم على المصور بدايةً قبل أن يردّ قبيسي بأن لا مادة قانونية تمنع تصوير العسكر، وبالتالي لا يمكن منعهم من التصوير.
وقال العناصر إنّ المنع جاء بسبب عدم امتلاك القناة تصريحاً بالدخول، مع أنّ ضاهر كان قد دعا إلى مؤتمر صحافي. وأشار مراسل القناة إلى أنّ العناصر الأمنيين أبلغوهم بأنّ المنع جاء بطلب من ضاهر نفسه.
وكانت القناة قد عرضت قبل نحو شهرين تحقيقاً يُظهر التلاعب بأوراق تُعفي أحد المستوعبات في مرفأ بيروت من الضريبة الجمركيّة بناءً على أنّها أثاث منزل لبنانية عائدة إلى البلاد، بينما في داخله كان بضائع أخرى غير محددة. وادعى ضاهر على قبيسي والقناة إثر التحقيق.
ولاقى التحقيق ردود فعل واسعة في البلاد منذ يومين إثر إعادة عرضه على القناة والكشف عن تسجيلات صوتية جديدة تُظهر بوضوح تورط ضاهر.
ولدى سؤال أحد الصحافيين الحاضرين عن منع قبيسي، قال ضاهر في مؤتمره: "هناك فرق بين حق الحصول على المعلومات وبين زملائك الذين يريدون تحريف المعلومات. يمكنك أخذ المعلومات، لكن لا يمكنك أن تحرّف الحقيقة. لا يمكن أن تقوم بمزاد وهمي. نكون موجودين يومياً لخدمة بلدنا. التشويش إذا كان بريئاً نحن وضحنا، وإن لم يكن بريئاً فلن يثنينا عن عملنا". وأضاف قاصداً قبيسي: "أنا مدعي 3 دعاوى على الشخص الذي يشهّر بي، وهناك قضية جديدة تتحضر".