أبدى حقوقيون مغاربة قلقهم من اعتقال الصحافي سليمان الريسوني على خلفية أخلاقية عشية عيد الفطر من أمام منزله، واعتبروا اعتقاله "تعسفيا".
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة، في بيان، إنها "تابعت بقلق بالغ ملابسات الاعتقال التعسفي الذي تعرض له الصحافي سليمان الريسوني رئيس تحرير يومية "أخبار اليوم" عشية عيد الفطر من أمام بيته بالدار البيضاء".
ورأت أن "الطريقة التي جرت بها عملية الاعتقال اكتست طابعا تعسفيا، نظرا لأنه كان بإمكان الشرطة القضائية أن توجه له استدعاء في إطار البحث التمهيدي وتحقق معه في المنسوب له خصوصا أن الاتهام كان بناء على تدوينة، وفي غياب لحالة التلبس، بدل اعتقاله بتلك الطريقة المهينة وتعرضه للتشهير بتصوير جزء من عملية الاعتقال".
وكان الريسوني قد اعتقل مساء يوم الجمعة الماضي بناءً على تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب لا يظهر هويته الحقيقية ويبلغ من العمر 24 عاما، يتهم فيها الريسوني بالاعتداء عليه جنسيا قبل عامين. وبث موقع إلكتروني محلي لقطات لعملية الاعتقال.
وقرر الوكيل العام للملك (النيابة العامة) بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء اعتقال الريسوني احتياطيا وأحاله على قاضي التحقيق الذي حدد 11 يونيو/حزيران المقبل موعدا لاستكمال إجراءات التحقيق.
ويقول حقوقيون إن صحيفة "أخبار اليوم" مزعجة للسلطات وتنتقد الحكومة بشكل كبير.
ويقضي توفيق بوعشرين، مدير يومية أخبار اليوم، عقوبة السجن 15 عاماً بتهمة الاعتداء الجنسي والاتجار في البشر.
وفي وقت سابق، اعتقلت السلطات هاجر الريسوني، وهي ابنة أخ سليمان الريسوني، وتعمل صحافية بنفس اليومية، وحكم علها بالسجن بعد إدانتها بإجراء إجهاض سري قبل أن تغادر السجن بعفو ملكي.
وعبّرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن خشيتها من "أن تكون هذه القضية حلقة جديدة ضمن مسلسل الاتهامات ذات الطابع الأخلاقي التي أضحت أسلوبا أثيرا للدولة المغربية في استهدافها لنشطاء حقوق الإنسان والصحافيين المستقلين والمنتقدين المعارضين أو المعبرين عن مواقفهم المخالفة للسلطة وبعض مؤسساتها".
(رويترز)