رحل المخرج المصري، مدحت السباعي، اليوم، عن عالمنا بعد أزمات صحية متلاحقة بسبب تغيير بعض الشرايين في قلبه، كان آخرها في العناية المركزة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة عن 65 عاماً.
مدحت السباعي كان مُقلاًّ بشكل كبير في أعماله الفنية وبعد غياب في الفترة الأخيرة. وقد عاد، العام الماضي، مؤلّفاً ومخرجاً من خلال مسلسل "نظرية الجوافة"، إلى جانب إلهام شاهين وسماح أنور.
مدحت السباعي هو زوج المنتجة ناهد فريد شوقي، لكن رغم ذلك لم يعملا معاً نهائياً. وابنته هي الممثلة الشابة، ناهد السباعي، التي لم تمثّل إلى جانبه سوى في "نظرية الجوافة".
وعن التعامل معه، قالت الفنانة إلهام شاهين لـ"العربي الجديد" إنّها صدمت للغاية لوفاته: "كنت أعلم بالفعل أنّ لديه مشاكل مرضية لكنّ قضاء الله نُفِّذَ". وأضافت:"هو مخرج متواضع للغاية لا يتعصّب مهما حدث. لكن في الوقت نفسه كان الممثلون يخشون غضبه". ودعت لزوجته وابنته بالصبر والسلوان: "خصوصا أنّه لم يمرّ شهور قليلة على وفاة نجل ناهد، الشاب فريد المرشدي".
أحبّ السباعي الكاميرا بشكل كبير فأحبته، وكان دائما يقول إنّ العلاقة بين المخرج والممثل "هي العلاقة بين المروّض والوحوش.. لا بدّ أن يكون بينهما توافق وإلا ضرّ كلّ منهما الآخر".
واعترف السباعي، في الكثير من لقاءاته، بأنّه لو كان منافقا أو لا يقول الحقّ لكان اسمه لمع وتلألأ أكثر، وكان عمل أكثر، مشدّدا على أنّه يكفيه شرف الحقّ "ولو على حساب نجوميتي".
كذلك كان للمخرج المصري رأيٌ خاص جدا في علاقة الفنّ بالتيارات الإسلامية، إذ قال إنّه لم يكن أبدا ضدّ الدين: "خصوصاً أنّ الشيخ حسن البنّا كان مُحبّاً بشكل كبير للموسيقى، وكم من روّاد الموسيقى كانوا من خرّيجي الأزهر الشريف، مثل زكريا أحمد".
من أشهر أعمال السباعي سينمائيا أفلام "حارة الجوهري" و"امرأة آيلة للسقوط" و"مقيّد ضدّ مجهول" و"الجريح" و"ثلاثة على مائدة الدم".
