يستمدّ المهرجان الأبرز في مجاله، الموسيقى الروحانية والصوفية، شعاره من حكاية ذات بُعد صوفي من القرن 12، حبكها الشاعر الفارسي الصوفي فريد الدين العطار، وملخّصها أنّ طائر الهدهد جمع أصنافاً من الطيور لرحلة طويلة ووعرة بحثاً عن الطائر الملك أو "السيمرغ".
تمرّ رحلة الطيور عبر سبعة وديان، وسبعة مقامات روحية، يظهر فيها كلّ طير بمرافعة مختلفة، من قبيل الببغاء والطاووس والحجل والصقر والعندليب وغيرها، حول الاختيار بين مواصلة الرحلة الخطرة أو الاكتفاء بما تحقّق من مكتسبات.
وقال فوزي الصقلي، مدير مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، إن مبرر اختيار قصة فريد الدين العطار يعود إلى الرغبة في استحضار روح المغامرة التي تفضي إلى التلاقي وتبادل الحضارات، وسفر الثقافات عبر الأزمنة والأمكنة من أجل المتعة الروحية للإنسان.
ويكرّم المهرجان هذا العام شخصية الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، باعتباره رمزاً للنضال ضدّ التمييز العنصري في بلاده، وأيقونة عالمية اشتهرت بمواجهتها لنظام "الأبارتايد" القائم على العنصرية والتفرقة والحطّ من كرامة الإنسان.
ويظهر تكريم الزعيم الأفريقي مانديلا أيضاً من خلال لقاءات وندوات تشهدها فعاليات المهرجان، حيث ستتمحور الندوات حول شخصية مانديلا وحنكته وتبصّره وصبره، ما جعله ينتصر على سياسة التمييز العنصري.
ويشارك في الدورة الحالية لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة كاظم الساهر من العراق، ولوزميلا كاربيو من بوليفيا، وروبيرطو ألاغنا من فرنسا، ومجموعة أطلان من إيرلندا، ورقية تراوري من مالي، وبارديك ديفاس من آسيا الوسطى، إضافة إلى مجموعات موسيقية من هنغاريا وكازاخستان وأوزبكستان وغيرها.