"يحاول العلماء منذ عقود البحث عن أوجه التشابه بين الورم السرطاني ومشيمة المرأة الحامل"، ويقول ألي سالانتي، من جامعة كوبنهاغن، لموقع Independent: "تتكوّن المشيمة من خلايا قليلة خلال عدد من الأشهر، ويتشابه الورم السرطاني معها من حيث سرعة تكاثر الخلايا، وقد طمح العلماء للاستفادة من هذا التشابه في الأبحاث المتمحورة حول مرض السرطان".
وقام الباحثون بإضافة مادة سامة إلى بروتين الملاريا المستعمل في عملية التلقيح مفترضين أنّ البروتين سيخترق الخلايا السرطانية ويفرز المادة السامة فيقضي عليها، على أنّ بروتين الملاريا يلتحق بالكاربوهيدرات نفسها الموجودة فقط في المشيمة والخلايا السرطانية كما أثبتوا.
"لقد فصلنا بروتين الملاريا الذي يتصل بالكاربوهيدرات وأضفنا إليه مادة سامة، ومن خلال التجارب على الفئران أظهرنا أن المركّب قادر على قتل الخلايا السرطانية فعلاً"، يقول الباحث مادز دوغارد من الجامعة الكندية في كولومبيا. فبعد زرع ثلاثة أنواع مختلفة من الأورام السرطانية في الفئران وحقنهم بالمركّب، تقلّصت أورام الغدد الليمفاوية إلى ربع حجمها الأساسي، واختفى سرطان البروستات كليّاً في فأرين من أصل ستة، وبقي خمسة فئران من أصل ستة على قيد الحياة بعد انتشار سرطان العظام فيهم.
يبقى التساؤل الأكبر في ظلّ هذه الاكتشافات هو إمكانية تطبيق العملية نفسها على الإنسان وإن كان جسده سيتحمّل الجرعات الكافية من دون ظهور أعراض جانبيّة. هذا ويطمح العلماء إلى أن يقدروا على بدء اختبار اكتشافاتهم على الإنسان في السنوات الأربع القادمة. فهل تكون هذه بداية النهاية لأخبث الأمراض؟
اقرأ أيضاً: أنا حامل.. لا تخافي!