وقد سموا هذه الحفريات (البيسيتوس) على أنها تخص الحوت الأبيض في إشارة إلى الحوت الذي ورد في رواية (موبي ديك) من تأليف الروائي الأميركي هيرمان ملفيل الصادرة عام 1851، والتي تدور أحداثها حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان، وتتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود.
وإسماعيل هو الشخصية المحورية في الرواية، وهو بحار متجول يخرج في رحلة على متن مركب صيد الحيتان الذي يمتلكه القبطان أهاب. سرعان ما يكتشف إسماعيل أن أهاب يريد صيد حوت بعينه يدعى (موبي ديك)، وهو حوت أبيض شرس، وذلك لأن الحوت كان في السابق قد دمر مركب أهاب وقضم ساقه. وهكذا يسعى أهاب للانتقام.
وقال الباحث اليكس بويرسما من متحف التاريخ الطبيعي في واشنطن التابع لمؤسسة سيمثونيان "لأن الحفرية ذات لون أبيض شاحب وتتعلق بحوت العنبر العتيق، يبدو من الملائم تكريم حوت ملفيل سيئ السمعة".
كان طول هذا الحوت نحو ستة أمتار وكان يزن ستة أطنان على ما يبدو، وهو من الأقارب الأباعد لحوت العنبر الحديث لكنه أصغر حجماً، ويصل طول الحوت الحديث إلى 18 متراً. وكانت أسنانه المخروطية الضخمة وفكه الهائل أكثر متانة في البنيان من حوت اليوم، ما يجعل حوت (البيسيتوس) أكثر شراسة.
وقال بويرسما "يشير وجود أسنان ضخمة علوية وسفلية إلى أن (البيسيتوس) كان يبدو من آكلات اللحوم المتوحشة، ما يعني أنه يتغذى على الثدييات البحرية الأخرى مثل الحيوانات الصغيرة من الحيتان والفقمة".
اقرأ أيضاً: الديناصور ديبي.. سيحظى بجولة في بريطانيا