الموسيقى لغة عالمية تفهمها كل الشعوب، وهي تختصر الكثير من الكلام وتحمل بين نوتاتها الحنين، وخاصة إذا كانت تُعزف بأنامل فنانين فلسطينيين يشدهم الحنين إلى وطنهم المحتل.
"ديو سبيل" الذي يضم الفلسطينيين أحمد الخطيب (عود)، ويوسف حبيش (إيقاع)، وصل إلى العالمية من خلال الموسيقى التي يقدمانها، والتي نجحت في إيصال ما يريدان إيصاله بالإيقاع فقط، ويمكن وصفها بموسيقى المنفى.
وهذا ما يظهره عزف أحمد الخطيب الذي أجبره الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة فلسطين عام 2002، فهو عازف تشيلّو في الأصل، ودرس أصول العزف على هذه الآلة في جامعة اليرموك الأردنية، وكذلك قام بتدريس آلة التشيلو لسنوات في جامعة ادوارد سعيد في القدس، وشارك في فرق عدة للموسيقى الشرقية، لكنه تحوّل للعزف على آلة "العود" بعدما هاجر إلى أوروبا وعاش في السويد حاله كحال العديد من الفلسطينيين الذين توجهوا إلى الدول الأوروبية، ليكمل دراسته الموسيقية في جامعة غوتنبرغ السويدية حيث تخصص في أصول الموسيقى الشرقية، وأصدر ألبوماً موسيقياً عام 2004 تحت عنوان "سادا" أهداه إلى عازف العود العراقي منير بشير.
وشارك الخطيب مع ثلاثي سمارة للموسيقى الشرقية في السويد، كما كانت له مساهمات في التلحين والتأليف الموسيقي مع فرقة "كارولما" إلى جانب عازفين أجانب. أما أستاذ الآلات الإيقاعية في معهد ادوارد سعيد يوسف حبيش، والذي التقى بالخطيب خلال تدريس الأول في المعهد نفسه، شارك مع عدد من العازفين البارزين والفرق الأوروبية المعروفة، وخاصة في بلجيكا، وأيضاً مع "ثلاثي جبران".
ثنائي "ديو سبيل" أحيا حفلات موسيقيّة عدة في لبنان بمشاركة عازف الكونترا باص السويسري رودي فلدر، كانت أولى الحفلات في بيت الفن بمدينة طرابلس شمال لبنان، وفي مسرح المدينة ببيروت، ثم في قاعة الكحالة بسن الفيل، وختاماً في مركز معروف سعد الثقافي بمدينة صيدا (جنوب لبنان)، حيث قدّمت الفرقة حواراً موسيقياً انطلق من أرض فلسطين حاملاً في حناياه أنغاماً عربية مرتبطة بالأرض العربية التي تحتضن فلسطين.
فقد التقت آلة العود مع آلات الإيقاع في عزف متنوع بين الموسيقى الصوفية وموسيقى الجاز، بالإضافة إلى الموسيقى الشرقية التي تعتمد على أوتار العود، والتي تعود أصولها إلى المشرق العربي وتركيا وإيران. كما أقيمت ورشات عمل عدة متعلقة بالموسيقى، وذلك في مسرح المدينة والمعهد العالي للموسيقى وبيت أطفال الصمود في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
اقرأ أيضاً: لأول مرة مسلسل تركي باللهجة التونسية