باتت لوائح الإرهاب الأميركية أشبه بلوائح مهرجانات موسيقية يشارك فيها عددٌ لا بأس به من النجوم من جنسيات مختلفة، وآخرهم دينيس كوسبرت الذي تصدّر اسمه عناوين الأخبار مؤخراً. كوسبرت المعروف بـ"ديزو دوغ" مغني راب سابق من ألمانيا، ولد عام 1975، وكانت له عدة إنتاجات في مسقط رأسه برلين، حتى عام 2009 يوم أشهر إسلامه، متخذاً لقب "أبومالك".
وبعد إشكالات عديدة مع السلطات الألمانية وإصداره عدة أناشيد جهادية، انضم إلى جماعة "ملة إبراهيم" التي يقودها المصري النمساوي محمد محمود، ويعتبر كوسبرت من القياديين البارزين فيها، لينتقل أغلب عناصر هذه الجماعة إلى مصر ومن ثم إلى سورية قُبيل انطلاق الثورة السورية.
وفي رصيد كوسبرت على صعيد الراب أربعة ألبومات، ذلك قبل تحوله إلى الإنشاد الجهادي وهي: Murda Cocctail Vol.1 ، Schwarzer Engel ، Deso Dogg & Jasha - Geeni'z ، Deso Dogg aka Soleil (6) - Alle Augen Auf Mich.
كوسبرت البالغ من العمر 39 سنة يُعتبر من الجهاديين الأكثر شهرةً في ألمانيا، وبعد انتقاله إلى سورية بات معروفاً باسم "أبوطلحة الألماني". وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن "الولايات المتحدة أدرجت على لائحتها السوداء للمنظمات "الإرهابية" مغني الراب الألماني السابق دنيس كوسبرت، الذي يعتبر مقاتلاً في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وعن حقيقة انتماء كوسبرت إلى الدولة الإسلامية فكثُرت المعطيات والقصص حوله، ذلك أنه خلال سنة 2014، تعددت الأخبار ومنها الشائعات عن المغني السابق، فقد أُعلن عن موته أكثر من مرة وبرز خبران: الأول مفاده وفاة الأخير في قصف للنظام السوري على حيّ يقطنه، أمّا الثاني فكان الأبرز عن مقتل أبوطلحة الألماني في عملية جهادية ضد داعش.
وقد سرت شائعات عديدة عن وفاته إثر عملية انتحارية لـ"جبهة النصرة" على مقر "الدولة الإسلامية (داعش)" في شرق سورية، سببها الخلافات الحادة بين الجماعتيْن. أمّا الحساب الذي يُعتقد بأنه تابع لكوسبرت (أبوطلحة الألماني) على تويتر، فقد توقف عن نشر الأخبار والصور منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، ليكون آخر ما نشره هو فيديو جهادي أُزيل عن موقع يوتيوب لاحقاً.
الأنباء الواردة باستمرار من جبهات القتال الدائر في سورية تثبت مشاركة بعض رعايا الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، في المعارك الدائرة بين النظام وكتائب الجيش الحرّ والتنظيمات الإسلامية وداعش.
عدد الجهاديين الأكبر يتوجه إلى سورية من فرنسا، عدد محدود يذهب من ألمانيا حتى اليوم، رغم الدعوات العديدة التي وجهها كوسبرت عبر منشوراته وأعماله وأناشيده الجهادية للناطقين بالألمانية، لتحفيزهم على الجهاد في سورية. وكانت أجهزة الأمن الألمانية قد شنّت بين عامي 2012 و2013 حملات مداهمة لأوكار مواطنين يُشتبه بانتمائهم إلى الجماعات المتطرفة، ولا سيما جماعة "ملّة إبراهيم".
أمّا الاستخبارات الألمانية، فأصدرت تقارير عن تزايد أعداد المسلحين الألمان الذين يتوجهون إلى سورية للانضمام إلى الجماعات المسلحة، وتحديداً داعش، ووصل عدد هؤلاء المسلحين إلى حوالى 40 متطرفاً قدم معظمهم إلى سورية بعد المرور بمصر، بالطريقة عينها التي وصل من خلالها كوسبرت إلى مواقع القتال والجبهات في سورية.
وقد ظهر كوسبرت في عدد من أشرطة الفيديو التي بثها تنظيم الدولة الإسلامية، وآخرها في نوفمبر/تشرين الثاني، حاملاً رأساً مقطوعاً "مؤكداً أنه يعود لرجل تم إعدامه لمناهضته الدولة الإسلامية".
موضوع الإسلام والفن المقترن بالتطرّف ليس موضعاً آنياً، فقد سبق واحتل الخبر عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية مرات عديدة منذ عام 2012 حتى اليوم. ولم يقترن الإسلام بالفن والتطرف في بلدٍ واحد، بل تعددت البلدان، فبعض الحالات اقتصرت على الدعم الشفهي والغنائيّ بدون سفر المنشد للقتال.
ومثال بسيط هو تحوّل المطرب اللبناني، فضل شاكر، إلى منشد إسلامي، في السنوات الأولى للثورة السورية، ودعمه العلَني للشيخ أحمد الأسير المطلوب من الدولة اللبنانية بعد معارك عبرا جنوب لبنان. أما من اليمن، فقد وضعت الولايات المتحدة الأميركية الخولان على قوائم الإرهاب، مع أنه منشد أيضاً، وليس مقاتلاً.
فنّانون آخرون عرب سخّروا أيضاً فنهم للدين والجهاد، ومنهم المنشد السعودي ماهر مشعل الشويب الذي قضى خمسة أعوام في المجال الإنشادي الفني، تنقل خلالها من قناة إسلامية إلى أخرى، ليُعلن عام 2013 انضمامه ومبايعته لتنظيم داعش، وتفرّغه للعمل لإنتاج الأناشيد الجهادية. ظهرت له مقاطع فيديو تهدف إلى تلميع صورة داعش أمام الأطفال وإقناعهم بالانضمام إلى التنظيم.
عام 2012 حمل متغيرات عديدة أيضاً أتت بعكس التيار الذي ساهم في تحويل منشدين جهاديين إلى مطربين، وأبرزها إعلان المنشد الإسلامي المعروف والملقب بمنشد الجهاد الأول أبو عبدالملك "محسن الدوسري" عن توجهه الجديد إلى إصدار ألبوم غنائي عاطفي مصحوب بالموسيقى، مخالفاً بذلك التيار السائد، مبتعداً عن الجهاد وأبعاده.
المنشد رائد فهد المعروف في المجال الفني الإنشادي كان قد التحق أيضاً بقطار المنشدين الذين غادروا إلى سورية، ليعود مطلع العام المنصرم (2014)، بحسب الأخبار المتداولة، عن قراره، ويبتعد عن داعش، وذلك "بعد أن اتضحت له صورة التنظيم الإرهابي المنضم إليه".
أما في أوروبا، فقد برز عام 2014 خبرٌ أفاد بانضمام عازفة الغيتار السابقة وربّة المنزل سالي جونز إلى تنظيم داعش، بعد زواجها من الهاكر البريطاني "جنيد حسين" المتهم بتنفيذ إعدام الصحافي جيمس فولي في شهر أغسطس/آب 2014. وكانت سالي التي باتت معروفة باسم "أم حسين البريطاني" مغنية في فرقة روك نسائية، قد اعتنقت الإسلام قبل أشهر من مبايعتها داعش.
وبذلك، يبدو أن القضية الوحيدة والمشهد الجامع الأساسي بين العرب والغرب اليوم، هو العناوين التي تروي قصص تحولات جذرية من الفنّ إلى التطرف بأنواعه، لنجد أنفسنا أمام سيناريوهات موسيقية من نوعٍ جديد ومختلف وبالتأكيد: مُخيف.
وبعد إشكالات عديدة مع السلطات الألمانية وإصداره عدة أناشيد جهادية، انضم إلى جماعة "ملة إبراهيم" التي يقودها المصري النمساوي محمد محمود، ويعتبر كوسبرت من القياديين البارزين فيها، لينتقل أغلب عناصر هذه الجماعة إلى مصر ومن ثم إلى سورية قُبيل انطلاق الثورة السورية.
وفي رصيد كوسبرت على صعيد الراب أربعة ألبومات، ذلك قبل تحوله إلى الإنشاد الجهادي وهي: Murda Cocctail Vol.1 ، Schwarzer Engel ، Deso Dogg & Jasha - Geeni'z ، Deso Dogg aka Soleil (6) - Alle Augen Auf Mich.
كوسبرت البالغ من العمر 39 سنة يُعتبر من الجهاديين الأكثر شهرةً في ألمانيا، وبعد انتقاله إلى سورية بات معروفاً باسم "أبوطلحة الألماني". وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن "الولايات المتحدة أدرجت على لائحتها السوداء للمنظمات "الإرهابية" مغني الراب الألماني السابق دنيس كوسبرت، الذي يعتبر مقاتلاً في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وعن حقيقة انتماء كوسبرت إلى الدولة الإسلامية فكثُرت المعطيات والقصص حوله، ذلك أنه خلال سنة 2014، تعددت الأخبار ومنها الشائعات عن المغني السابق، فقد أُعلن عن موته أكثر من مرة وبرز خبران: الأول مفاده وفاة الأخير في قصف للنظام السوري على حيّ يقطنه، أمّا الثاني فكان الأبرز عن مقتل أبوطلحة الألماني في عملية جهادية ضد داعش.
وقد سرت شائعات عديدة عن وفاته إثر عملية انتحارية لـ"جبهة النصرة" على مقر "الدولة الإسلامية (داعش)" في شرق سورية، سببها الخلافات الحادة بين الجماعتيْن. أمّا الحساب الذي يُعتقد بأنه تابع لكوسبرت (أبوطلحة الألماني) على تويتر، فقد توقف عن نشر الأخبار والصور منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، ليكون آخر ما نشره هو فيديو جهادي أُزيل عن موقع يوتيوب لاحقاً.
الأنباء الواردة باستمرار من جبهات القتال الدائر في سورية تثبت مشاركة بعض رعايا الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، في المعارك الدائرة بين النظام وكتائب الجيش الحرّ والتنظيمات الإسلامية وداعش.
عدد الجهاديين الأكبر يتوجه إلى سورية من فرنسا، عدد محدود يذهب من ألمانيا حتى اليوم، رغم الدعوات العديدة التي وجهها كوسبرت عبر منشوراته وأعماله وأناشيده الجهادية للناطقين بالألمانية، لتحفيزهم على الجهاد في سورية. وكانت أجهزة الأمن الألمانية قد شنّت بين عامي 2012 و2013 حملات مداهمة لأوكار مواطنين يُشتبه بانتمائهم إلى الجماعات المتطرفة، ولا سيما جماعة "ملّة إبراهيم".
أمّا الاستخبارات الألمانية، فأصدرت تقارير عن تزايد أعداد المسلحين الألمان الذين يتوجهون إلى سورية للانضمام إلى الجماعات المسلحة، وتحديداً داعش، ووصل عدد هؤلاء المسلحين إلى حوالى 40 متطرفاً قدم معظمهم إلى سورية بعد المرور بمصر، بالطريقة عينها التي وصل من خلالها كوسبرت إلى مواقع القتال والجبهات في سورية.
وقد ظهر كوسبرت في عدد من أشرطة الفيديو التي بثها تنظيم الدولة الإسلامية، وآخرها في نوفمبر/تشرين الثاني، حاملاً رأساً مقطوعاً "مؤكداً أنه يعود لرجل تم إعدامه لمناهضته الدولة الإسلامية".
موضوع الإسلام والفن المقترن بالتطرّف ليس موضعاً آنياً، فقد سبق واحتل الخبر عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية مرات عديدة منذ عام 2012 حتى اليوم. ولم يقترن الإسلام بالفن والتطرف في بلدٍ واحد، بل تعددت البلدان، فبعض الحالات اقتصرت على الدعم الشفهي والغنائيّ بدون سفر المنشد للقتال.
ومثال بسيط هو تحوّل المطرب اللبناني، فضل شاكر، إلى منشد إسلامي، في السنوات الأولى للثورة السورية، ودعمه العلَني للشيخ أحمد الأسير المطلوب من الدولة اللبنانية بعد معارك عبرا جنوب لبنان. أما من اليمن، فقد وضعت الولايات المتحدة الأميركية الخولان على قوائم الإرهاب، مع أنه منشد أيضاً، وليس مقاتلاً.
فنّانون آخرون عرب سخّروا أيضاً فنهم للدين والجهاد، ومنهم المنشد السعودي ماهر مشعل الشويب الذي قضى خمسة أعوام في المجال الإنشادي الفني، تنقل خلالها من قناة إسلامية إلى أخرى، ليُعلن عام 2013 انضمامه ومبايعته لتنظيم داعش، وتفرّغه للعمل لإنتاج الأناشيد الجهادية. ظهرت له مقاطع فيديو تهدف إلى تلميع صورة داعش أمام الأطفال وإقناعهم بالانضمام إلى التنظيم.
عام 2012 حمل متغيرات عديدة أيضاً أتت بعكس التيار الذي ساهم في تحويل منشدين جهاديين إلى مطربين، وأبرزها إعلان المنشد الإسلامي المعروف والملقب بمنشد الجهاد الأول أبو عبدالملك "محسن الدوسري" عن توجهه الجديد إلى إصدار ألبوم غنائي عاطفي مصحوب بالموسيقى، مخالفاً بذلك التيار السائد، مبتعداً عن الجهاد وأبعاده.
المنشد رائد فهد المعروف في المجال الفني الإنشادي كان قد التحق أيضاً بقطار المنشدين الذين غادروا إلى سورية، ليعود مطلع العام المنصرم (2014)، بحسب الأخبار المتداولة، عن قراره، ويبتعد عن داعش، وذلك "بعد أن اتضحت له صورة التنظيم الإرهابي المنضم إليه".
أما في أوروبا، فقد برز عام 2014 خبرٌ أفاد بانضمام عازفة الغيتار السابقة وربّة المنزل سالي جونز إلى تنظيم داعش، بعد زواجها من الهاكر البريطاني "جنيد حسين" المتهم بتنفيذ إعدام الصحافي جيمس فولي في شهر أغسطس/آب 2014. وكانت سالي التي باتت معروفة باسم "أم حسين البريطاني" مغنية في فرقة روك نسائية، قد اعتنقت الإسلام قبل أشهر من مبايعتها داعش.
وبذلك، يبدو أن القضية الوحيدة والمشهد الجامع الأساسي بين العرب والغرب اليوم، هو العناوين التي تروي قصص تحولات جذرية من الفنّ إلى التطرف بأنواعه، لنجد أنفسنا أمام سيناريوهات موسيقية من نوعٍ جديد ومختلف وبالتأكيد: مُخيف.