مرّ فن "الكوميكس" برحلة طويلة حتى اعترف به النقاد فنّاً مستقلاً، وأطلقوا عليه "الفن التاسع"، حين اجتذب شرائح متعددة من الجمهور الذي تفاعل مع إبداعاته. انتقلت بعض أفكار الكوميكس من عالم المجلات الورقية، مبكراً إلى عالم السينما والرسوم المتحركة، مثلما حدث مع حكايات "سوبر مان" و"تان تان" و"أليس في بلاد العجائب" وغيرها.
و"الكوميكس" هو فن السّرد المصور، الذي يعتمد على رسم كاريكاتيري لمشاهد درامية تتضمن حواراً بسيطاً بين الشخصيات المرسومة، حيث تكتمل القصة عبر حلقات متتابعة من الصور المصحوبة ببالونات حوارية. وتعدّ قصص الأطفال المصورة والمغامرات الروائية للمراهقين أبرز مجالاتها.
يُرجِع البعض أوّل صور الكوميكس إلى العصر الفرعوني، إذ توجد عدة حكايات مصورة على جدران المعابد، كما يوجد كوميكس روماني قديم على عمود الإمبراطور تراجان (53-117م) في روما، والذي يبلغ طوله حوالى 35 متراً. ويحكي قصة انتصار هذا الإمبراطور في بعض المعارك.
شهد القرن العشرون طفرة كبيرة لهذا الفن، ففي بلجيكا سنة 1929 بدأ رسام الكاريكاتير، جورج بروسبير ريمي (شهرته: هرجيه) في إصدار سلسلة مغامرات "تان تان"، التي تجاوزت مبيعاتها 230 مليون نسخة. والبطل فيها صحافي مغامر يقوم بحل القضايا الصعبة، يشاركه في الحلقات "كابتن هادوك"، والبروفيسور "تورنسول" والكلب "ميلوه". ترجمت هذه المغامرات إلى معظم لغات العالم، كما صدر في 2011 فيلم ثلاثي الأبعاد عن تلك الحكايات.
أيضاً أصدر الأميركي، جورج هيرمان، شخصية "القطة المجنونة" سنة 1913، كما ابتكر ستانلي مارتن لايبر شخصية "سبايدر مان" و"إكس- من". وإلى جانب العديد من التجارب الناجحة في أوروبا وأميركا؛ دخل فنانو الصين واليابان بقوة في مجال إنتاج العديد من الأعمال، التي فرضت نفسها عالمياً.على الصعيد العربي؛ كانت أول مجلة قصصية مصورة في مصر هي "مجلة الأولاد"، التي أصدرها إسكندر مكاريوس سنة 1933، وكانت تستخدم الصورة وإلى جوارها (أو تحتها) الجمل الحوارية، دون استخدام بالونات الحوار داخل اللوحة. ويظهر فيها الاقتباس من النماذج الغربية وبعض شخصياتها ومغامراتها. وفي تلك الأثناء اشتهر عدد من الرسامين والكُتاب المحترفين، مثل الفنانين حسين بيكار وبهيجة وهارون وحجازي ومعلوف وفواز، وغيرهم. كما أصدرت المطابع مجموعات من روايات الكومكيس، التي لا تزال رائجة حتى اليوم.
في المقابل ظهر نوع أقل فنية، يعتمد على استثمار الصور الجاهزة، والنماذج الكاريكاتيرية المكرورة مع تغيير الحوار اعتماداً على تقنيات إلكترونية ميسرة. وقد حقق هذا النموذج انتشاراً عربياً واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي لسهولة تنفيذه وسرعة استجابته للأفكار، وكثرت الصفحات الالكترونية الشخصيّة المتخصّصة في إنتاجها وترويجها.
ويرى المبدعون أنّ هذا النوع الأخير لا ينتمي إلى "الكوميكس"، وأصوله الفنية، بقدر انتمائه إلى الارتجالية الإلكترونية التي تفرضها طبيعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وانخفاض مستوى تأهيلهم الفني، وضعف عنايتهم بالقيم الإبداعية!
إقرأ أيضاً:وفاة فنان ياباني صوّر فظائع الحرب العالمية الثانية
و"الكوميكس" هو فن السّرد المصور، الذي يعتمد على رسم كاريكاتيري لمشاهد درامية تتضمن حواراً بسيطاً بين الشخصيات المرسومة، حيث تكتمل القصة عبر حلقات متتابعة من الصور المصحوبة ببالونات حوارية. وتعدّ قصص الأطفال المصورة والمغامرات الروائية للمراهقين أبرز مجالاتها.
يُرجِع البعض أوّل صور الكوميكس إلى العصر الفرعوني، إذ توجد عدة حكايات مصورة على جدران المعابد، كما يوجد كوميكس روماني قديم على عمود الإمبراطور تراجان (53-117م) في روما، والذي يبلغ طوله حوالى 35 متراً. ويحكي قصة انتصار هذا الإمبراطور في بعض المعارك.
شهد القرن العشرون طفرة كبيرة لهذا الفن، ففي بلجيكا سنة 1929 بدأ رسام الكاريكاتير، جورج بروسبير ريمي (شهرته: هرجيه) في إصدار سلسلة مغامرات "تان تان"، التي تجاوزت مبيعاتها 230 مليون نسخة. والبطل فيها صحافي مغامر يقوم بحل القضايا الصعبة، يشاركه في الحلقات "كابتن هادوك"، والبروفيسور "تورنسول" والكلب "ميلوه". ترجمت هذه المغامرات إلى معظم لغات العالم، كما صدر في 2011 فيلم ثلاثي الأبعاد عن تلك الحكايات.
أيضاً أصدر الأميركي، جورج هيرمان، شخصية "القطة المجنونة" سنة 1913، كما ابتكر ستانلي مارتن لايبر شخصية "سبايدر مان" و"إكس- من". وإلى جانب العديد من التجارب الناجحة في أوروبا وأميركا؛ دخل فنانو الصين واليابان بقوة في مجال إنتاج العديد من الأعمال، التي فرضت نفسها عالمياً.على الصعيد العربي؛ كانت أول مجلة قصصية مصورة في مصر هي "مجلة الأولاد"، التي أصدرها إسكندر مكاريوس سنة 1933، وكانت تستخدم الصورة وإلى جوارها (أو تحتها) الجمل الحوارية، دون استخدام بالونات الحوار داخل اللوحة. ويظهر فيها الاقتباس من النماذج الغربية وبعض شخصياتها ومغامراتها. وفي تلك الأثناء اشتهر عدد من الرسامين والكُتاب المحترفين، مثل الفنانين حسين بيكار وبهيجة وهارون وحجازي ومعلوف وفواز، وغيرهم. كما أصدرت المطابع مجموعات من روايات الكومكيس، التي لا تزال رائجة حتى اليوم.
في المقابل ظهر نوع أقل فنية، يعتمد على استثمار الصور الجاهزة، والنماذج الكاريكاتيرية المكرورة مع تغيير الحوار اعتماداً على تقنيات إلكترونية ميسرة. وقد حقق هذا النموذج انتشاراً عربياً واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي لسهولة تنفيذه وسرعة استجابته للأفكار، وكثرت الصفحات الالكترونية الشخصيّة المتخصّصة في إنتاجها وترويجها.
ويرى المبدعون أنّ هذا النوع الأخير لا ينتمي إلى "الكوميكس"، وأصوله الفنية، بقدر انتمائه إلى الارتجالية الإلكترونية التي تفرضها طبيعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وانخفاض مستوى تأهيلهم الفني، وضعف عنايتهم بالقيم الإبداعية!
إقرأ أيضاً:وفاة فنان ياباني صوّر فظائع الحرب العالمية الثانية