صحيح أن "الأوسكار" هي الجائزة السينمائية الأكثر شعبية في العالم، إلا أنها في فئة "أفضل مخرج" و"أفضل ممثل" تحديداً، كثيراً ما أخطأت في حق أسماء عظيمة.
المخرجون
أحد النقاد قال ساخراً ذات مرة إننا لو أنشأنا فريقاً من المخرجين الذين فازوا بالأوسكار وفريقاً آخر ممن لم يفوزوا.. فإن الفريق (الذي لا يملك تمثالاً ذهبياً) يمكن أن ينتصر. الجملة الساخرة لا تبدو بعيدة عن الحقيقة، وتالياً 5 مخرجين عظام لم يفوزوا بالأوسكار.
تشارلي شابلن
ربما يمكن بدء تأريخ جماهيرية وانتشار السينما الأميركية بتشارلي شابلن، ورغم ذلك لم يتم تقديره كما ينبغي من قبل "الأوسكار". المخرج والفنان العظيم الذي أنتج عدداً من أهم أعماله بعد نشأة الجائزة، مثل (City Lights (1931 أو (Modern Times (1936، لم يتم ترشيحه حتى "كأفضل مخرج"، وتم النظر لأعماله باعتبارها "ترفيهية"، قبل أن تصبح مع الزمن هي المنجز الأهم للسينما الأميركية الصامتة.
أورسون ويلز
في عام 1941 غير أورسون ويلز في تاريخ السينما حينما أخرج فيلم Citizen Kane، الفيلم الذي طور في مفاهيم المونتاج والسرد والحبكة وحتى التصوير تم اعتباره لاحقاً ــ وفي العديد من القوائم المهمةــ "أعظم فيلم في تاريخ السينما"، بينما عانى "ويلز" نفسه في أربعينيات هوليوود من تدخل الأستوديوهات في عمله، ورفضها تنفيذ رؤيته، لم يفز بأي جائزة أوسكار، بل إنه سافر إلى "أوروبا" بعد عجزه عن إنتاج أفلامه في أميركا.
ألفريد هيتشكوك
لوقت طويل ظل التعامل مع "هيتشكوك" باعتباره "مخرج أفلام الرعب"، الزمن فقط هو من أنصفه كواحد من أهم مخرجي السينما، بينما أكاديمية العلوم والفنون لم تدرك ذلك. ومرت إنجازات وأفلام سينمائية عظيمة مثل Psycho أو Vertigo أو Rear Window دون تكريم صاحبها.
ستانلي كوبريك
يمكن تفسير عدم فوز أي من مخرجي تلك القائمة بجائزة "أوسكار" في حياته، بشكل أو بآخر كانت أفلامهم بحاجة إلى الزمن لاكتشافها، بعد أن تم النظر إليها طويلاً باعتبارها "محض ترفية"، لكن لا يبدو أن هناك مبرراً لعدم فوز ستانلي كوبريك بجائزة أو أكثر على إنجازات كانت واضحة العظمة في لحظة صدورها.
مخرج Dr. Strangelove و 2001: A Space Odyssey، تم ترشيحه فقط للفوز، والمرة الوحيدة التي أعلن اسمه "فائزاً" على المسرح كانت كـ"أفضل مؤثرات بصرية" عن "أوديسا الفضاء".
سيدني لوميت
كان من الغريب جداً أن تنال أفلام سيدني لوميت الكثير من التقدير في حياته، وتفوز بأكثر من تمثال ذهبي عن التمثيل أو الكتابة، ويتم ترشيحه هو نفسه للجائزة 5 مرات، دون أن يفوز بها ولو مرة. المخرج العظيم الذي قدم أفلاماً من قبيل 12 Angry Men وNetwork ــ وكان يستحق جداً الفوز عن كليهما ــ مات من دون أن يفوز بأوسكار أفضل مخرج، رغم كونه في الحقيقة صاحب عدد من أكثر كلاسيكيات السينما جماهيرية وقيمة.
الممثلون الخمسة الكبار
على العكس من "فئة الإخراج" فإن الممثلين غالباً ما يتم تقديرهم في حياتهم، الأداءات التمثيلية الكبيرة لا يختلف عليها ولا يحدث أن يعاد اكتشافها مع الزمن مثل الإخراج، لذلك فأغلب عظماء التمثيل في تاريخ السينما صعدوا على المسرح واحتفظوا بتمثال ذهبي ـ أو أكثر ــ في حياتهم. ومع ذلك يبقى للأمر استثناءات وبعض الصدف التي تلعب دوراً في عدم تكريم ممثلين مهمين بالجائزة، تلك قائمة بـ5 منهم.
بيتر أوتول
أشهر وأعظم "ممثل كبير" لم يفز بالأوسكار. كان أول ترشيحاته عام 1962 عن فيلمه المهم Lawrence of Arabia، نال بعدها 7 ترشيحات كاملة، كان آخرها عن فيلم Venus عام 2006 وهو في الخامسة والسبعين من عمره، وضمن 8 ترشيحات لم يفز بيتر أوتول أبداً بالأوسكار.
جيمس دين
واحد من أعظم المواهب التي غيبها الموت في تاريخ السينما الأميركية، توفي في الرابعة والعشرين من عمره إثر حادثة، بعد أن ترك وراءه 3 كلاسيكيات سينمائية عظيمة هي Rebel Without a Cause ،East of Eden ،Giant.
نال ترشيحين للأوسكار كأفضل ممثل (كلاهما بعد وفاته!) ولم ينلها، ومع ذلك ظل بأعوامه الـ24 وأفلامه الثلاثة من أكثر ممثلي السينما خلودا.
جوني ديب
واحد من أعظم الأسماء في السينما الأميركية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، منذ بداية التسعينيات قدم عدداً كبيراً من الأفلام المهمة مثل Edward Scissorhands، Ed Wood و Dead Man.
قبل أن يصبح أكثر جماهيرية خلال الألفية ويتألق كـ"جاك سبارو" في Pirates of the Caribbean، ثم في أفلام أخرى كبيرة كـ Finding Neverland وSweeney Todd وأخيراً Black Mass. رشح للجائزة 3 مرات، ويعتبر أبرز أسماء الجيل الحالي من الممثلين الذين لم يفوزوا بالجائزة.
غلين كلوز
كانت من أهم الممثلات الأميركيات في الثمانينيات، قدمت عدداً من الأفلام الناجحة، ورشحت للأوسكار 5 مرات في 7 سنوات فقط. فتور مسيرتها بعد ذلك منعها من أن تفوز بالجائزة التي كانت ستأتي حتماً، قبل أن تنال ترشيحها السادس عام 2011 عن فيلم Albert Nobbs وتصبح أكثر ممثلة رشحت للجائزة دون فوز على الإطلاق.
ليوناردو ديكابريو
مسيرة سينمائية مدهشة منذ أن كان صبياً، نال ترشيحه الأول وهو في الـ18 من عمره عن فيلم What's Eating Gilbert Grape عام 1993، قبل أن يحقق نجاحاً تاريخياً مع Titanic، وينال بعده 3 ترشيحات أخرى كأفضل ممثل، 2 منها مع المخرج مارتن سكورسيزي، ويصبح من أكثر الممثلين المنتظر فوزهم بالجائزة.
ترشيح "ديكابريو" الخامس جاء هذا العام عن فيلم The Revenant، وأغلب التوقعات تشير إلى أنه سيفوز في تلك المرة ويخرج اسمه من قائمة "الممثلين العظماء الذين لم يفوزوا بالأوسكار".
اقرأ أيضاً: 21 أغنية عربية ستجعلك تقفز فرحاً