يتمكن مغنّي الراب الطنجاوي مسلم، من مفاجأتنا على الدوام بإصداراته الجديدة التي نكتشف أنها تبحث عن أعمق مشاكل المجتمع المغربي اليومية بتفاصيلها وتراكماتها. في إصداره الأخير، "دموع الحومة”، نجد مسلم ينغمس في الحديث عن الفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي، الذي تشهده مدينة طنجة، قاصدًا من ذلك ما يحدث، أيضاً، في المدن المغربية الأخرى.
فنّان الراب الذي توشَّح بالوسام الملكيِّ مؤخَّراً، اقتحَمَ وبجرأةٍ عوالم، اعتقدَ جمهورُه أنّه سيتراجع عنها بعد الوسام، لكنّه تعرض لثيماتٍ أقوى في إصداره الأخير، مما يحسب إيجابيّاً لمساره الفني. ولد الفنان الشاب في طنجة بحيّ مرشان، واستطاع من مكانه، أن يرصد التحوُّلات التي تعيشها المدينة ويحولها إلى كلماتٍ جارحة بوضوحها، وقاهرة بصراحتها.
فـ"دموع الحومة”، تقف على محتوى، يتناول قصص المقهورين في ثنايا المدينة وهوامشها، ويوصِف ذلك بقبض حقيقي وناريّ على مثل هذه الحالات.
فقد وظف، محمد الهادي المزوري، الملقب بـ”مسلم"، إمكانياته الصوتية والموسيقية وكلماته الخاصة، بحيث لم يخرج عن خط الدفاع عن مواضيع العدل والحرية والكرامة، وقضايا إنسانية عريضة أخرى والانتصار لها. كما نجد في ألبومه "التمرد" أغنية "الرسالة"، التي تجاوزت المليون مشاهدة على المستوى المحلي، بعد رابع يوم من نشرها على موقع "يوتيوب".
ويسجل مسلم حالة استثنائية تتناول هموم المدينة، في وقت تحاول فيه المؤسسات الثقافية والاجتماعية تناول مشاكل المدينة، من فساد أخلاقي وسياسي وبيع المخدرات، دون إيجاد أي مخرج حقيقي لها، مما جعلها مرثية بكائية حالياً. إنه زمن الراب إذن، بعيدًا عن الرومانسية، فمسلم يغني: "باش بغيتوا نبدا.. كيف بغيتوا نهدا، لحومة كضيع، وما كاين لي ينقذها" (بماذا تريدوننا أن نبدأ، وكيف تريدوننا أن نهدأ؟ الحي يضيع ولا يوجد من ينقذه؟) موجهاً ضرباته المستمرّة في كلماته اللاحقة، هازماً فيها الواقع ومأساته.
بدأ مسلم بتجربب الراب كهاوٍ سنة 1995، وأسس فرقة "الزنقة فلو" (تيار الزنقة) عام 1998 برفقة زميله العربي، وفاز بجائزة Morocco Music Awards عام 2014، وبذلك حاز على لقب أفضل مغني راب بالمغرب لسنة 2014، وقد تمكن من خلق جمهور يردد من ورائه "أنا مسلم"، و"قلب مجروح"، و"طاير حرّ".
يقول مسلم: "في أواخر التسعينيات، كنت معجبًا بالراب. لكنني شعرت أني أريد أن أعّبر وأن أكتب، كان طموحي صغيرًا، وهو أن يسمعني الناس من حولي، لكنني أصبحت اليوم مرآة من حولي". متابعا أن الظروف المحيطة فيه قد ساعدته أن يصبح فنان راب. صُلب الراب هو الموسيقى، ويساعده في إنتاجها فريق متخصص، أما الكلمات فهي من اختصاصه، يقول: "أكتب كلماتي وفق ما أراه وأشاهده من حولي وتخيّلي الخاص للإيقاع". وتتكفل الكلمات في أن تهب المستمع المتعة.
ساعدت لمسة الصدق الموجودة في أغاني مسلم على أن تصل لشريحة كبيرة من الناس، كما ساعد غناؤه باللهجة المغربية، أن تُقْتَنَى وتصبح قوائم الأغاني المفضلة، يقول: "الصدق في الكلمات، يعطي للأغنية انطباعاً، إنّها ليست مجرّد أغنية، لقد شعروا فيها أنها رسالة موقف ومبادئ". وقد طوّر مسلم موسيقاه بـ"إمكانيات بسيطة، بحيث لم تكن هناك موسيقى خاصة لنا، ولا استديوهات للتسجيل، بل إننا نقوم بكل شيء من مواردنا الخاصة، ولكن مع قليل من العلاقات العامة انتشرت أغانينا، وتقبلها الشباب، كما أنني أعمل وفق مبادئ ملتزمة”.
كما أوضح مسلم، قائلاً: "لم يتقبل الآباء الأغاني، معتقدين أنها أغانٍ تسيء إلى تربية أولادهم، وكأنها تحولهم إلى شباب يحملون سلاحًا، لكننا أقنعناهم أننا فقط أخذنا الموسيقى بطابع أميركي، وهي ليست ضد مبادئهم".
يظلّ غناء مسلم مُتاحاً على خشبات المهرجانات والمناسبات الثقافيّة والاجتماعيّة، كما أن موجة مسلم انتشرت بفعل عدم إدراج الألفاظ النابيّة في أغانيه. ويعاني فنان الراب بالخصوص في المغرب، من قلة الدعم والمساندة والتمويل. يقول مسلم: "يتحمل الرابور مصاريفه الخاصة، ولكن ذلك لا يعني أن تقفل الدولة باب المساعدة". ولم يمنع غناء الراب أن يجعل لمسلم حياة خاصة، يعمل فيها تاجرًا للملابس.
وعن مساحة الحرية التي يتيحها غناء الراب، قال مسلم: "هناك حرية في الراب، لأن الراب، خلق تمردًا على التقاليد، لكن ليس هناك حرية مطلقة، لذلك يجب تناول المواضيع بطريقة ذكية”. مردفًا: "عندما تكون ذكيًا، إذن أنت حر، دون أن تتسبب بمشاكل ما". كما يتقيّد الفنان برقابةٍ ذاتيّةٍ فرضها على نفسه، لا يتجاوز فيها بعد الخطوط الحمراء. في سياق آخر، يتعرض مسلم في أغنية "ضاحك" للتحديات التي تواجه الفنان في المجتمع قائلاً: "لا ألوم في الأغنية أحداً، لكنها توضيح لأمور يغفل عنها الناس، بأن الفنان لديه مشاكله وحياته الخاصة، ويواجه ضغوطات مثله مثلهم، نحن لا نبتسم على الدوام، وكفى إشاعات حول الفنانين".
يقدر مسلم حاجات جمهوره من خلال بقائه قريباً من معاناتهم اليومية، يقول: "أتخيل حالة معينة وأجدها تنطبق على معظم الناس. بعض الأغاني أوقفت أشخاص عن تناول المخدرات، وبدوري أفتخر بهذا التغيير. من المهم أن تصل الرسالة وأن تغير بحياة الإنسان ولو بقدر بسيط".
وعن عمله الأخير "دموع الحومة" يقول: "رسالتها واضحة وموجهة للشباب في الحي. هناك لعبة تدور بين مقتني المخدرات ومشتريها، فتخلق مشاكل بين الطرفين. حينها يصبح الجميع ضد بعضهم البعض”، متسائلاً: "لماذا الحكومة والدولة تدع "السموم" (المخدرات) تباع في الأحياء الشعبية دون رقابة، أن تشتري المخدرات كأنك تشتري الخبز. كلنا ضحايا، وكلنا نتحمل المسؤولية. يؤلمني ما يقع في أحيائنا الشعبية، وكنت أتمنى أن أغير تفكير أولاد الحي، أو أن أنبه السلطات لمشاكل المخدرات التي تقتل شبابنا يوميًا".
إقرأ أيضاً: الدراما التركية..قبلة المشاهد الجزائري
ويسجل مسلم حالة استثنائية تتناول هموم المدينة، في وقت تحاول فيه المؤسسات الثقافية والاجتماعية تناول مشاكل المدينة، من فساد أخلاقي وسياسي وبيع المخدرات، دون إيجاد أي مخرج حقيقي لها، مما جعلها مرثية بكائية حالياً. إنه زمن الراب إذن، بعيدًا عن الرومانسية، فمسلم يغني: "باش بغيتوا نبدا.. كيف بغيتوا نهدا، لحومة كضيع، وما كاين لي ينقذها" (بماذا تريدوننا أن نبدأ، وكيف تريدوننا أن نهدأ؟ الحي يضيع ولا يوجد من ينقذه؟) موجهاً ضرباته المستمرّة في كلماته اللاحقة، هازماً فيها الواقع ومأساته.
بدأ مسلم بتجربب الراب كهاوٍ سنة 1995، وأسس فرقة "الزنقة فلو" (تيار الزنقة) عام 1998 برفقة زميله العربي، وفاز بجائزة Morocco Music Awards عام 2014، وبذلك حاز على لقب أفضل مغني راب بالمغرب لسنة 2014، وقد تمكن من خلق جمهور يردد من ورائه "أنا مسلم"، و"قلب مجروح"، و"طاير حرّ".
يقول مسلم: "في أواخر التسعينيات، كنت معجبًا بالراب. لكنني شعرت أني أريد أن أعّبر وأن أكتب، كان طموحي صغيرًا، وهو أن يسمعني الناس من حولي، لكنني أصبحت اليوم مرآة من حولي". متابعا أن الظروف المحيطة فيه قد ساعدته أن يصبح فنان راب. صُلب الراب هو الموسيقى، ويساعده في إنتاجها فريق متخصص، أما الكلمات فهي من اختصاصه، يقول: "أكتب كلماتي وفق ما أراه وأشاهده من حولي وتخيّلي الخاص للإيقاع". وتتكفل الكلمات في أن تهب المستمع المتعة.
ساعدت لمسة الصدق الموجودة في أغاني مسلم على أن تصل لشريحة كبيرة من الناس، كما ساعد غناؤه باللهجة المغربية، أن تُقْتَنَى وتصبح قوائم الأغاني المفضلة، يقول: "الصدق في الكلمات، يعطي للأغنية انطباعاً، إنّها ليست مجرّد أغنية، لقد شعروا فيها أنها رسالة موقف ومبادئ". وقد طوّر مسلم موسيقاه بـ"إمكانيات بسيطة، بحيث لم تكن هناك موسيقى خاصة لنا، ولا استديوهات للتسجيل، بل إننا نقوم بكل شيء من مواردنا الخاصة، ولكن مع قليل من العلاقات العامة انتشرت أغانينا، وتقبلها الشباب، كما أنني أعمل وفق مبادئ ملتزمة”.
كما أوضح مسلم، قائلاً: "لم يتقبل الآباء الأغاني، معتقدين أنها أغانٍ تسيء إلى تربية أولادهم، وكأنها تحولهم إلى شباب يحملون سلاحًا، لكننا أقنعناهم أننا فقط أخذنا الموسيقى بطابع أميركي، وهي ليست ضد مبادئهم".
يظلّ غناء مسلم مُتاحاً على خشبات المهرجانات والمناسبات الثقافيّة والاجتماعيّة، كما أن موجة مسلم انتشرت بفعل عدم إدراج الألفاظ النابيّة في أغانيه. ويعاني فنان الراب بالخصوص في المغرب، من قلة الدعم والمساندة والتمويل. يقول مسلم: "يتحمل الرابور مصاريفه الخاصة، ولكن ذلك لا يعني أن تقفل الدولة باب المساعدة". ولم يمنع غناء الراب أن يجعل لمسلم حياة خاصة، يعمل فيها تاجرًا للملابس.
وعن مساحة الحرية التي يتيحها غناء الراب، قال مسلم: "هناك حرية في الراب، لأن الراب، خلق تمردًا على التقاليد، لكن ليس هناك حرية مطلقة، لذلك يجب تناول المواضيع بطريقة ذكية”. مردفًا: "عندما تكون ذكيًا، إذن أنت حر، دون أن تتسبب بمشاكل ما". كما يتقيّد الفنان برقابةٍ ذاتيّةٍ فرضها على نفسه، لا يتجاوز فيها بعد الخطوط الحمراء. في سياق آخر، يتعرض مسلم في أغنية "ضاحك" للتحديات التي تواجه الفنان في المجتمع قائلاً: "لا ألوم في الأغنية أحداً، لكنها توضيح لأمور يغفل عنها الناس، بأن الفنان لديه مشاكله وحياته الخاصة، ويواجه ضغوطات مثله مثلهم، نحن لا نبتسم على الدوام، وكفى إشاعات حول الفنانين".
يقدر مسلم حاجات جمهوره من خلال بقائه قريباً من معاناتهم اليومية، يقول: "أتخيل حالة معينة وأجدها تنطبق على معظم الناس. بعض الأغاني أوقفت أشخاص عن تناول المخدرات، وبدوري أفتخر بهذا التغيير. من المهم أن تصل الرسالة وأن تغير بحياة الإنسان ولو بقدر بسيط".
وعن عمله الأخير "دموع الحومة" يقول: "رسالتها واضحة وموجهة للشباب في الحي. هناك لعبة تدور بين مقتني المخدرات ومشتريها، فتخلق مشاكل بين الطرفين. حينها يصبح الجميع ضد بعضهم البعض”، متسائلاً: "لماذا الحكومة والدولة تدع "السموم" (المخدرات) تباع في الأحياء الشعبية دون رقابة، أن تشتري المخدرات كأنك تشتري الخبز. كلنا ضحايا، وكلنا نتحمل المسؤولية. يؤلمني ما يقع في أحيائنا الشعبية، وكنت أتمنى أن أغير تفكير أولاد الحي، أو أن أنبه السلطات لمشاكل المخدرات التي تقتل شبابنا يوميًا".
إقرأ أيضاً: الدراما التركية..قبلة المشاهد الجزائري