وصنع النموذج المصغّر لقوس النصر من الرّخام المصري من معهد الآثار الرّقمية باستخدام تقنية 3D، وبالاعتماد على صور القوس الأصلي. ومن المقرّر أن يسافر القوس بجولة حول مدن العالم بعد أن يغادر لندن.
في هذا الصدد، قال مأمون عبد الكريم، مدير الآثار السورية إن تلك الخطوة هي نوع من التضامن ورسالة لرفع مستوى الوعي في العالم. وأكمل أنّه لدينا تراث مشترك وأنّ تراث سورية عالمي وليس فقط للشعب السّوري. وفي المقابل قال جونسون، إنّ نسخة القوس هي تحدّ للبرابرة الذين دمّروا القوس في المدينة التي تقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق، في العام الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القوس الأصلي بناه الرّومان، أمّا النموذج المصغّر للقوس، فسيعرض في "ترافالغار سكوير" في لندن، لمدّة ثلاثة أيّام، لينتقل بعدها إلى أماكن أخرى في جميع أنحاء العالم ومنها دبي ونيويورك.
من جانبه، قال روجر ميشيل، المدير التنفيذي للمؤسّسة الدولية للتنمية في منطقة أوكسفورد، إنّ النموذج سينقل في العام المقبل إلى تدمر ليوضع بالقرب من القوس الأصلي. وأردف أنّه أراد أن تكون لندن المكان الأوّل الذي يستقبل النموذج، لأنها مدينة أعيد بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية، وعلّق أنّ لا أحد يستطيع إحياء الموتى لكن نستطيع تحسين أوضاع الأحياء. وأضاف إن كان هناك أشخاص في العالم يرغبون بحذف أشياء من سجّل التاريخ، فينبغي استعادتها بكلّ بساطة، ولا يختلف الأمر عن حرق كتاب ومحاولة إلغاء أجزاء من التاريخ.
كذلك يلفت عبد الكريم، الذي زار تدمر بعد أسبوع من تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية، أنّ نحو 80 بالمئة من الآثار لا تزال موجودة. كما أكّد أنّ الهدف من المشروع هو استعادة القوس باستخدام التكنولوجيا على أن يعاد بناء الآثار القديمة، وأضاف أنّه لا يمكن أبداً إيجاد الصورة ذاتها كما كانت قبل سيطرة داعش على المدينة، لكن ما يحاولون القيام به هو احترام الطريقة العلمية وهويّة تدمر كموقع تاريخي.
ويبلغ ارتفاع النموذج 5.5 أمتارو صنع بواسطة آلات نحت الحجر للوصول إلى شكل وتصميم دقيق للقوس الأصلي، بالاستناد إلى صور 3D.