في وقت تسعى فيه القنوات العالمية والرؤساء التنفيذيون لشبكات التواصل الاجتماعي منها، إلى الحد من انتشار ظاهرة فيديوهات الرعب والقتل، التي يبثها تنظيم داعش، وذلك بعد تأثيرها على المجتمعات الغربية والعربية بشكل عام، والمراهقين والأطفال في العالم أسره بشكل خاص، تسعى العديد من القنوات العربية إلى تكريس هذا الفكر، أو تحويله إلى محتوى كوميدي.. لا ينجح.
منذ أيام، بدأ الموسم الرمضاني على الشاشات، وتنوّع بين الفوازير والدراما والبرامج الفكاهية والكوميدية-العنيفة، إن صح التعبير. لكن اللافت، الضخ المالي لبعض القنوات على البرامج "الكوميدية-العنيفة" التي لا تُضحك المشاهد، بدءاً من "رامز بيلعب بالنار" الذي يعرض على قناة "MBC"، إلى "هاني في الأدغال" الذي يعرض على قناة "الحياة المصرية"، وصولاً إلى "ميني داعش"، الذي يعرض على قناة "الحياة المصرية".
لنضع جانباً الجدال بشأن إن كانت هذه المقالب "السمجة" بالضيوف، مفبركة ومدفوعة الأجر أم عفوية، إلا أن دخول العنصر الداعشي، أي الإجرامي، إلى البرامج الكوميدية-العنيفة، هو الأهم.
ويبدو أن قناة "الحياة"، قررت الدخول في المنافسة الكوميدية مع باقي القنوات هذا العام، فحضّرت طاقم عملها وانطلقت ببرنامج "ميني داعش" اللا إنساني، من تقديم الممثل المصري خالد عليش، وإخراج محمد هشام الرشيدي.
وتدور أحداثه في إطار استضافة مجموعة من الفنانين وأصحاب المهن الحرة إلى فيلا خاصة بالمسنين، وعند دخولهم يكتشفون أن الفيلا وكر لتنظيم داعش، فيؤخذ الضيف رهينة، وسط القتل والرصاص العشوائي والملثّمين، وبعد دقائق تقتحم الشرطة المصرية المكان، ويبدأ الاشتباك مع المسلحين فينهار الضحية حتماً، وينتهي البرنامج.
هذا البرنامج لم يمر مرور الكرام على الصحافة العالمية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أجمعوا على المطالبة بإيقاف البرنامج، مستهجنين الطريقة اللا إنسانية التي يعامل بها الضحية، والتي وصلت في بعض الحلقات إلى إيهام ضيفة بالاغتصاب، فيما اعتبر البعض أن هذا البرنامج هدفه التطبيع مع تنظيم الدولة.
أيضاً نشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تقريراً عن البرنامج، وصفته بأنه أقسى مقلب في العالم يعرض على الشاشات. ونشرت صحيفة "التايمز" مقالاً للكاتب بيل ترو، جاء فيه أن "الكثير من المصريين عبّروا عن غضبهم واستيائهم من برنامج "ميني داعش" على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوه بأنه "تعذيب نفسي"، وأن العديد من المسؤولين والنواب في مصر طالبوا بحظر ومنع البرنامج، بحسب الكاتب.
كما تقدم البرلماني المصري مصطفى بكري، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزيرة الاستثمار، داليا خورشيد، لإيقاف برامج المقالب المذاعة على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان، وخص بالذكر برنامجي "رامز بيلعب بالنار" و"ميني داعش".
وقال بكري في طلبه "إن بعض القنوات الفضائية تُذيع برامج "مخادعة على هيئة مقالب من شأنها الإضرار بسمعة المجتمع المصري، وبعض الرموز الفنية"، معتبرا أن "ميني داعش" يقدم دعاية مجانية لتنظيم "داعش" الإرهابي، ويروّج لأفعاله الإجرامية، في قالب هدفه نشر ثقافة التنظيم في الشارع المصري، وتقديم هذا النموذج وكأنه "أمر طبيعي"، حسب طلبه.