صعّب نجاح أيسلندا في اقتناص نقطة التعادل 1-1 مع الأرجنتين، من المباراة على الفريقين حيث جعل منها "مجموعة الموت" وضاعف درجة الصعوبة على منتخبي كرواتيا ونيجيريا لاحتياج كل منهما إلى الفوز، لأنه السبيل الوحيد للاقتراب من التأهل للدور الثاني، إذ إن تعادلاً آخر سيجعل هذه المجموعة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولن يفرق بين كبير وصغير فيها.
ووضح الضغط بالفعل على الطريقة الحريصة هجوميا التي لعب بها المنتخبان وهي 3-2-3-1، واكتفى المدربان بمهاجم واحد صريح، كما وضح على الأداء، وخاصة في بداية المباراة حيث انحصر اللعب في منطقة وسط الملعب، وأعرض كل فريق عن المبادرة بالهجوم حتى الدقيقة 14 عندما نظم الكروات إحدى هجماتهم، وأنهاها إيفان بيريسيتش بتصويبة قوية مرت من فرق العارضة مباشرة.
وعادت بعدها المباراة إلى التمريرات العقيمة التي لا تصل إلى المرمى مع سيطرة أكبر على الكرة من الفريق النيجيري الذي استعاد توازنة، ووسط سيطرة النسور الخضراء قاد النجم الكرواتي لوكا مودريتش هجمة منظمة انتهت بتصويبة حولها الدفاع إلى ركلة ركنية، مررها مودريتش عرضية ماكرة خدعت المدافع النيجيري إتيبو فحولها في مرماه بدلا من إبعادها مسجلا هدف التقدم للكروات في الدقيقة 33.
منح الهدف الثقة للمنتخب الكرواتي فسيطر على زمام المباراة وكاد يعزز تقدمه في الدقيقة 40 من ضربة رأس صاروخية سددها كراماريتش، لكنها عبّرت كالسهم فوق العارضة مباشرة، وشهدت الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول التهديد النيجيري الأبرز للمرمى الكرواتي، بهجمة ارتبك فيها خط الدفاع وأنهاها إتيبو بتصويبة قوية كادت تعادل النتيجة لولا أن المدافع لوفرين نجح في إبعادها قبل الوصول لمرماه.
وبينت إحصائيات الشوط الأول مدى المجهود الكبير الذي بذله الفريقان، حيث قطع الكروات 62 كيلومتراً مقابل 59 كيلومتراً للاعبي نيجيريا، كما شهدت باقي الإحصائيات تقاربا شديدا ومنها عدد التمريرات التي بلغت 274 لكرواتيا مقابل 262 للنسور الخضر.
وحاول المنتخب الكرواتي من خلال خط وسطه القوي بقيادة مودريتش وإيفان راكيتيتش الحفاظ على تقدمه، وبالفعل نجح في ذلك من خلال الضغط العالي على الفريق النيجيري الذي استسلم لخبرة وقوة نجوم كرواتيا الذين استطاعوا من خلال الضغط الحصول على ركلة جزاء تصدى لها لوكا مودريتش وسددها أرضية على يمين الحارس النيجيري الشاب أوزوهو الذي فشل في التصدي لها ليعزز الكروات تقدمهم بإحراز الهدف الثاني في الدقيقة 71، مسجلا الهدف رقم 2400 في تاريخ كأس العالم ومنهيا المباراة بفوز فريقه واعتلائه قمة المجموعة الرابعة وحيدا برصيد 3 نقاط، بينما أصبح موقف المنتخب النيجيري غاية في الصعوبة بعد تذيله المجموعة بدون أي رصيد من النقاط.