منذ بدأت أسماء المتورطين بمحاولة الانقلاب في تركيا تخرج إلى العلن، لم تتوقف المعلومات والخلفيات المتصلة بها تضيء جوانب إضافية من الأحداث. ومن اللافت أن أحد أبرز مدبري محاولة الانقلاب، الجنرال التركي أكين أوزتورك، القائد السابق لسلاح الجو في الجيش التركي، كان في تسعينيات القرن الماضي الملحق العسكري التركي لدى إسرائيل، وخدم في الأراضي المحتلة بين عامي 1998 و2000.
وعلى الرغم من تقاعده العام من الماضي من مركزه كقائد لسلاح الجو التركي (الجهاز العسكري الرئيسي في محاولة انقلاب 15-16 يوليو/ تموز 2016)، فإن أوزتورك (64 عاماً) احتفظ بمنصبه كعضو في المجلس العسكري الأعلى، وهو صاحب ميداليات رفيعة المستوى من حلف شمال الأطلسي الذي تشغل فيه تركيا موقعاً مركزياً.
صحيح أن السلطات التركية لم تتحدث حتى اللحظة عن أي أدوار لدول أجنبية في محاولة الانقلاب، إلا أن مراقبين توقفوا عند مفارقة أن الضابط الأرفع ممن تم توقيفهم حتى الآن، وهو الجنرال آدم حدوتي، هو المسؤول عن المنطقة الحدودية التركية مع سورية والعراق وإيران، ومقر هذا الجيش منطقة ملاطيا. دول ثلاث تجمعها علاقات متفاوتة مع تركيا، بين العداء في ما يخص النظام السوري، والتوتر الشديد مع الحكومة العراقية، والخلاف السياسي العميق الذي لم يؤثر على المصالح الاقتصادية الكبيرة في ما يتعلق بطهران.