تتواصل المحاولات الغربية للتغطية على الرفض الإسرائيلي لوقف العدوان على غزة، عبر السعي إلى تمديد الهدنة الإنسانية المعلنة في القطاع منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم السبت.
وهو ما ترجم في تصريحات وزير الخارحية الفرنسي، لوران فابيوس، في ختام اجتماع عُقده عدد من وزراء خارجية دول غربية وإقيليمة، في باريس حول غزة تحت عنوان"الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة".
ودعا فابيوس إلى تمديد الهدنة الإنسانية في غزة، مؤكداً أن "الاجتماع كان إيجابياً، وجميعنا ندعو لأن يكون وقف إطلاق النار الساري المفعول في غزة دائماً".
لكنه سرعان ما انتقل للحديث عن ضرورة "التفاوض لهدنة أطول تستطيع من خلالها إسرائيل التعامل مع مخاوفها بشأن الأمن"، متغافلاً أن العدوان بدأته إسرائيل على قطاع غزة واقترب عدد ضحاياه من الألف شهيد فضلاً عن الاف المصابين.
واستدرك فابيوس بالقول إن الهدنة يجب أن "تضمن مطالب الفلسطينيين بفتح الحدود أمام أشخاص أكثر يعيشون في غزة وتحفيز التنمية الاقتصادية هناك"، متجاهلاً أن الفلسطينيين ليس لديهم مطالب بل حقوق مشروعة يجري سلبها عبر فرض الحصار عليهم.
واجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة، قطر، تركيا، بالاضافة إلى كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا. ولم يشارك وزراء خارجية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي ومصر في هذا اللقاء الذي أُطلق عليه اسم "الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة".
وقبيل بدء الاجتماع، أعرب وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، على حسابه في موقع "تويتر" عن "ارتياح تركيا لدخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ، على رغم أنه مؤقت، بفضل جهودنا المتبادلة لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة".
وأضاف "لو قبلت اسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعددناه في قطر، لكنا انصرفنا إلى التفاوض على وقف إطلاق النار لمدة أطول. لكن موقف إسرائيل يؤكد أنها ليست صادقة في جهودها من أجل السلام".
أما نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، فقد أشار إلى أن هذا اللقاء لا يهدف إلى تحديد "المسؤوليات عن هذا التصعيد الجديد" للعنف، بل "للتوصل إلى موقف مشترك يؤكد على ضرورة وقف القتل".
وأعرب شتاينماير عن الأمل في أن تؤدي الهدنة الإنسانية إلى "وقف دائم لإطلاق النار"، وذلك في مؤتمر صحافي قبل بدء الاجتماع.
من جهته، كان المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، يأمل في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن يخرج اجتماع باريس الدولي حول غزة بنتائج لصالح الضحية بوقف العدوان على غزة.
وأضاف برهوم: "نتمنى أن تكون مخرجات هذا الاجتماع تصب في صالح الضحية، الشعب الفلسطيني، بوقف العدوان، وألا تعطي غطاءً لجرائم المحتل". وأكد أن "أي دور إقليمي أو دولي يوقف العدوان ويرفع الظلم عن غزة هو دور مشكور ومرحب به"، لكنه أضاف "أي دور مبني على سوء نية ونشتمّ من ورائه التآمر فلن نسمح بمروره".
وقال برهوم إن "شعبنا يتعرض لحملة دمار وشلال دم غير مسبوقة تعكس حالة الانتقام الاحتلالي من شعبنا الذي يحتضن المقاومة". وأضاف "الدمار الهائل في قطاع غزة يهدف الى تدمير سلاح المقاومة الفلسطينية، ونحن في حماس نؤكد أن من يراهن على هذا فرهانه خاسر ومحاولاته بائسة".