وأوضحت الحيطي، خلال كلمة، بمناسبة افتتاح المنتدى الدولي للواحات والتحولات المناخية، اليوم بمدينة زاكورة، جنوب المغرب، أن هذه الإشكالية مازالت مطروحة في الوقت الذي تستعد فيه مراكش لاحتضان قمة المناخ، بالنظر إلى كون المنظومة الواحية تعيش على أزمة تراجع الإمكانيات المائية وصعوبة مسايرة التحولات الشمولية التي يعرفها المحيط القريب والبعيد.
في مقابل ذلك، لم تنف الوزيرة أن المغرب كان سباقاً لتبني استراتيجية التعاطي مع هذه التهديدات، منذ الستينيات، كما تمكن خلال قمة باريس للمناخ بقيادة الملك، محمد السادس، من دمج التغيرات المناخية في السياسات العمومية بهدف الحد من هذه التأثيرات وتقليص خطورتها.
وكشفت الحيطي، خلال هذا المنتدى الذي ينعقد بعد مؤتمر الأطراف cop21 نهاية 2015 في باريس، عن خطة عمل الوزارة بمعية الصندوق الأخضر للأمم المتحدة، على إدماج المناخ كعامل هيكلي في جميع البرامج، من أجل تثمين الواحات والمحافظة عليها، وإدماج الاقتصاد الأخضر في إطار المنظومة الفلاحية للواحات.
وأشارت الحيطي إلى حس المسؤولية الذي يتمتع به سكان الواحات ومدى استشعارهم خطورة التهديدات التي تفرضها التغيرات المناخية على المستوى المحلي.
من ناحية أخرى، أكد لحسن حداد، وزير السياحة المغربي أهمية هذا المنتدى كونه يضع الإقليم ومنطقة زاكورة في صلب التحديات الإيكولويجية وتحديات التنمية المستدامة المطروحة اليوم.
وقال حداد في كلمته "بالنسبة للسياحة، فهي عماد أساسي لتنويع الدخل بالنسبة لكثير من الساكنة، على أساس أن هذه المنطقة هي خزان كبير جداً بالنسبة لما هو ثقافي وطبيعي، لكنها مازالت تواجه تحديات كبيرة جداً، فيما يتعلق بتثمين التراث وتثمين الواحات، والموارد المائية".
وأضاف وزير السياحة، أن "مخطط وزارة السياحة ينكب على دراسة مدى تأثير الأنشطة السياحية، على الساكنة المحلية وعلى الموارد وتثمينها، وكذا على الموروث الثقافي الذي تختزنه المنطقة من أجل تموقع المنطقة وإشعاعها". مشيراً إلى أن المنطقة لم تحظ بعدُ بالترويج الكافي عبر مختلف الوسائط الإعلامية، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي.
عاد حداد، ليذكر بضرورة التجاوب العقلاني مع المشاكل التي تطرحها التأثيرات المناخية قائلاً "يجب أن نكون على الموعد مع التاريخ ونتجاوب مع التحديات المطروحة".
يذكر أن المنتدى ينعقد تحت شعار "الواحات وتحدي التغيرات المناخية، أي التقائية بين الديناميات المتداخلة "، من 28 إلى 31 يناير/كانون الثاني 2016، بمشاركة خبراء ومتخصصين وأعضاء المنظمات الوطنية والدولية، وممثلي القطاعات العمومية والقطاع الخاص وديناميات المجتمع المدني بصفة عامة وذلك رغبة في إثراء النقاش واقتراح خطط العمل المستقبلية، والتوصل لرؤية منسجمة متشاور حولها لرؤية أكثر وضوحاً لقضية التغيرات المناخية بمناطق الواحات.
اقرأ أيضاً: المغرب يعلن "سنة جفاف" في البلاد