أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنّ حركة "حماس" نجحت في توجيه "ضربة قاضية" لمكانة إسرائيل الدعائية، بسبب سقوط المئات من المدنيين الفلسطينيين بين شهيد وجريح في المواجهات التي جرت الإثنين الماضي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، والمفوض بالتواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية، يونتان كونريكوس، إنّ "الجيش الإسرائيلي أقدم على قتل عدد من المتظاهرين من دون مبرر، وبشكل خاطئ".
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن كونريكوس قوله في لقاء جرى، أمس الأربعاء، مع ممثلين عن الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، "إنّ جيش الاحتلال فشل في تقليص عدد القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين"، مقراً بأنه "في حالات قُتل متظاهرون لم يكن من المبرر أن يتم قتلهم".
وشدّد الضابط على أن نتيجة المواجهات مثلت ضربة قوية للجيش الإسرائيلي وسمعته، مبيناً أن الخط الدعائي الفلسطيني "انتصر بشكل واضح وجلي على الخط الدعائي الإسرائيلي"، مؤكداً أن إسرائيل فشلت في تبرير عمليات جيشها.
واستدرك كونريكوس مدافعاً عن قتل المتظاهرين بحجة أن هذا كان من أجل ضمان تأمين المستوطنات اليهودية القريبة من الحدود، لافتاً إلى أنه "لضمان تأمين المستوطنات اليهودية فإن الجيش يتنازل عن هدفه، المتمثل في تقليص عدد الإصابات في الجانب الفلسطيني".
واستشهد 62 فلسطينياً وأصيب مئات آخرون، الكثيرين منهم في حال الخطر، في التظاهرات التي شهدتها المنطقة الحدودية الشرقية من قطاع غزة، الإثنين الماضي.
وأقر الضابط الإسرائيلي بأن رصاص جنود الاحتلال قد أخطأ، وأصاب الأشخاص الذين لم يكونوا في بؤرة الاستهداف.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت أن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين، تحديداً في اليوم الذي احتفلت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، أسهم بشكل كبير بالمسّ بالمكانة الدولية لكل من واشنطن وتل أبيب.
وأشار المعلقون الإسرائيليون بشكل خاص إلى عنوان "مجزرة السفارة" الذي تصدّر عدداً من الصحف العالمية، في إشارة تربط الاحتفال بنقل السفارة بسقوط العدد الكبير من الجرحى والشهداء من المتظاهرين الذين احتجوا على الخطوة.