رأت النائب العربية في الكنيست الإسرائيلي عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" حنين زعبي، "أن العدوان الاسرائيلي على غزة فرض واقعاً جديداً على الإسرائيليين، وتحدياً جديداً على الفلسطينيين".
وأكدت زعبي، خلال ندوة استضافها منتدى الدستور الثقافي في عمّان، مساء أمس الأربعاء، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة الذي جاء بهدف القضاء على حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، وإفشال حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، جعل إسرائيل تستنتج ما مفاده أن "ما كان لا يمكن أن يكون"، بمعنى أن سلوكها في بدء العدوان ونهايته كما في المرات السابقة لا يمكن تطبيقه حالياً.
وبحسب زعبي، فإن إسرائيل كانت تشنّ عدوانها على غزة كل عامين أو ثلاثة من أجل إحداث حالة رعب، وتقليم المقاومة، وتنهي العدوان بالحفاظ على الوضع القائم، مؤكدة أن السياسة الإسرائيلية لا تتعامل على أنها أمام صراع يريد حلاً سواءً على صعيد الاحتلال أو الحصار، بل أمام واقع دائم تريد إدارته.
ووصفت ذلك الواقع بـ"الحصار المريح والاحتلال الرخيص الكلفة"، مشيرة الى "أن إسرائيل لا تدفع ثمناً دبلوماسياً غالياً بسبب ما تمارسه من احتلال وحصار"، وهو ما جعل الرأي العام الإسرائيلي يشعر بعدم وجود مشكلة مع الجانب الفلسطيني تحتاج إلى حل، بفعل تحييد غزة من خلال الحصار وبناء جدار الفصل العنصري الذي عزل الإسرائيليين عن الفلسطينيين.
ورأت زعبي أن فشل إسرائيل في تحقيق انتصار عسكري على المقاومة التي صدت العدوان ببسالة، وعجزها عن تحقيق انتصار سياسي بالقضاء على "حماس" أو عزلها سياسياً، جعلها عاجزة عن إنهاء العدوان ضمن سياسة الحفاظ على الأمر الواقع، وهو ما يغضب الشارع الإسرائيلي.
وقالت زعبي: "إن الإسرائيليين جميعاً، دون استثناء يؤيدون العدوان الهمجي والوحشي على قطاع غزة، فاليسار الإسرائيلي لا ينتقد سياسية حكومة بنيامين نتنياهو ضد غزة، واليمين الإسرائيلي يطالب بمزيد من العنف للقضاء على "حماس"، وبالتالي فإن النقد الموجّه لنتنياهو ينصبّ في اتجاه استخدام مزيد من العنف ضد القطاع".
وأمام هذه المعادلة المعقدة، توقعت زعبي، أن تعترف إسرائيل بفشلها العسكري، على أن تقوم بتسويق استراتيجية جديدة مفادها الانتقال من حصار غزة إلى حصار "حماس"، والتغني بخروجها من العدوان بكنز يتمثّل في تعميق التنسيق الأمني مع مصر.
وعلى الجانب الفلسطيني، قالت زعبي، إن أمام الفلسطينيين خيارين، إما الاكتفاء بنشوة صدّ العدوان دون الانتقال إلى نقطة إعادة ترتيب الأوراق والواقع حسب المقاومة، أو التمسك بإعادة ترتيب الأوراق وهو ما يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية، وتصليب الوفد الفلسطيني المفاوض، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ودعم مقاطعة شعبية لإسرائيل، والتوجه إلى الأمم المتحدة والتوقيع على ميثاق روما لتقديم إسرائيل الى المحاكم الدولية، وإعلان موت اتفاق أوسلو بكل ما أحدثه من تنسيق أمني وتجريم للمقاومة.
وأكدت "أننا اليوم أمام إما استمرار التنسيق الأمني والتفاوض مع الاحتلال، أو المقاومة والنضال، ونتنياهو لا يريد دولة فلسطينية ذات سيادة"، مشددة على أن "النضال الآن مُجدٍ، وهذا المسار سيؤدي الى نجاح سياسي يكمل النجاح العسكري".
وحول أوضاع الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، أكدت زعبي أن اسرائيل تعامل الفلسطينيين هناك بنفس السياسة العدائية التي تُعامل فيها الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، متوقعة أن تكون المعاملة أكثر عدائية مستقبلاً خاصة بعد تهديد نتنياهو بمعاقبتهم بعد الانتهاء من العدوان على غزة.
ولفتت زعبي إلى اعتقال السلطات الاسرائيلية 688 فلسطينياً على خلفية مواقفهم من العدوان على غزة، وهو 20 ضعف عدد المعتقلين خلال الانتفاضات السابقة، مشيرة إلى أن 50 في المئة من المعتقلين هم تحت سن الـ18 عاماً.
وقالت زعبي: "لسنا اليوم في مواجهة نظام قمعي، بل نحن اليوم أمام نظام فاشي انتقلت ملامحه إلى المجتمع"، مشيرة الى احصائيات لسنوات مختلفة تبيّن توجّه الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 48.
وحسب تلك الاحصائيات، فإن 75 في المئة من الإسرائيليين يرفضون السكن مع العرب، و60 في المئة يرفضون أن يدخل عربي بيوتهم، و50 في المئة مع فصل عنصري (أبارتايد) في أماكن الترفيه، فيما يؤيد 46 في المئة إعطاء حقوق متساوية للعرب في إسرائيل، ويطالب 70 في المئة بإخراج العرب من مسار القرارات المهمة.
ورأت زعبي أن المستقبل يحمل لهم المزيد من الملاحقة السياسية، وخطة إسرائيلية لمقاطعة العرب اقتصادياً، لمعاقبة البلدات التي خرجت في تظاهرات ضد العدوان.