وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جو ستورك، إنّ "سكان الفلوجة يواجهون الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة وداعش"، داعيا الأطراف المتحاربة إلى "ضمان وصول المساعدات للمدنيين".
وأضاف أنّ "أهالي الفلوجة باتوا يتناولون الخبز المصنوع من نوى التمر وحساء العشب، ويُباع ما تبقى من الطعام هناك بأسعار باهظة"، مؤكّدا أنّ "أحد السكان قال إن كيس 50 كيلوغراما من الطحين يباع بسعر 750 دولارا، وكيس السكر بـ500 دولار، بينما في بغداد، تباع نفس الكمية من الدقيق بـ 15 دولارا والسكر بـ40 دولارا".
وساق جو ستورك شهادة مصدر طبيّ في الفلوجة، قال إن المستشفى المحلي يستقبل أطفالا جياعا بشكل يومي، ومعظم المواد الغذائية لم تعد متوفرة مهما كان ثمنها"، مؤكّدا أنّ "مسؤولا عراقيّا، زودنا بقائمة من 140 شخصا، أغلبهم مسنون وأطفال ماتوا خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب نقص الغذاء والدواء".
وأشار إلى أنّ "القوات العراقية الحكومية وقوات الحشد الشعبي منعتا وصول شحنات المواد الغذائية وغيرها من السلع إلى المدينة، ولم تستجب وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة في بغداد، ولجنة التعبئة الشعبية لطلباتنا بالحصول على تعليق".
وأكّدت المنظمة أنّ "المدنيين داخل الفلوجة لم يتمكنوا من مغادرة البلاد، وأنّ داعش أعدم في 22 مارس/آذار الماضي رجلا لمحاولته المغادرة"، موضحة أنّ "الرجل ذهب مباشرة إلى نقطة تفتيش لتنظيم الدولة الإسلامية قائلا إنه يريد المغادرة لأنه لا يستطيع تحمل الوضع أكثر، لكن أعضاء من التنظيم اقتادوه إلى المدينة وأعدموه".
وقال جو ستورك، إنّ "تنظيم الدولة الإسلامية يظهر تجاهلا تاما لحماية المدنيين في الصراعات، وعليه ألّا يضيف تجويع الناس لسجله البائس، وأن يسمح فورا للمدنيين بمغادرة الفلوجة".
وأضاف أنّ "الحكومة فتحت ثلاثة طرق لخروج المدنيين من الفلوجة، وهو ما أكّده محافظ الأنبار، صهيب الراوي، ومع ذلك فإنّ داعش مازال يمنع المدنيين من المغادرة".
وشدّدت المنظمة على أنّ "قوانين الحرب لا تمنع حصار القوات العسكرية المتحاربة؛ إلا أنها تمنع تجويع السكان المدنيين، وتعتبره جريمة حرب"، داعية الجانبين إلى "اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لإخلاء السكان المدنيين من المناطق المجاورة للأهداف العسكرية".
وأكّدت "رايتس ووتش" أنّه "يُحظر على أطراف النزاع مهاجمة المتطلبات التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين، مثل المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمناطق الزراعية ومرافق مياه الشرب، كما أنّ عليهم تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين، ولا يجوز المنع المتعمد للمساعدات الإنسانية أو تقييد حرية حركة موظفي الإغاثة الإنسانية".
وأشارت إلى أنّ "الحكومة نفّذت هجمات بالطائرات والمدفعية أسفرت عن مقتل مدنيين".
وأكّد جو ستورك، أنّ "الصورة الإنسانية في الفلوجة قاتمة وتزداد قتامة، وهناك حاجة لمزيد من الانتباه الدولي للبلدات والمدن المحاصرة، وإلّا فإنّ المدنيين سيواجهون نتائج كارثية".