قال ناشط إيزيدي إن مئات العائلات الإيزيدية العراقية النازحة إلى تركيا، عادوا بالفعل إلى بلادهم لأسباب مختلفة بعضها اقتصادي، فضلا عن الخوف من برودة الشتاء القادم.
وأضاف الناشط لقمان ميرزو، إن أبرز أسباب العودة هي "برودة الطقس، غير المعتادة بالنسبة لهم، فضلا عن أن المساعدات الغذائية والإغاثية بدأت تشهد تدنيا واضحا، كما أن أغلبية العائدين أنفقوا ما كان معهم من أموال وتبددت أحلامهم بالوصول إلى دول أوروبية أخرى".
ولفت إلى أن "العوائل العائدة إلى العراق برا، بدأت بالاستقرار في مدن وبلدات محافظة دهوك، وغالبيتهم يبحثون عن المواقع التي تصلها مساعدات المنظمات الخيرية المحلية والدولية والأممية".
وكان ميرزو ذكر في وقت سابق أن عدد الإيزيديين النازحين إلى تركيا يبلغ نحو 12 ألف نازح.
وبسط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سيطرته في الثالث من أغسطس/آب الحالي على مناطق واسعة في محافظة نينوى، وضمنها قضاء سنجار (غرب الموصل) والذي يقطنه أغلبية من الإيزيديين، الأمر الذي تسبب بعملية نزوح غير مسبوقة بينهم، فضلا عن قتل وخطف وسبي بضعة آلاف منهم، وفق ناشطين إيزيديين.
والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سورية، إيران، جورجيا، أرمينيا.
وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغرب العراق، بعد سيطرة تنظيم (داعش) ومسلحين متحالفين معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة، تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار. فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.