تبدي المحافل الأمنية الإسرائيلية، أخيراً، قلقاً شديداً من مخاطر انفجار الأوضاع الأمنية بسبب طابع المناسبات والأحداث التي يشهدها شهر مايو/أيار الجاري، والتي توفر بيئة تصعيد قد تقود إلى مواجهة في الجبهتين الجنوبية أو الشمالية، أو كلتيهما معاً.
ونقل المعلق العسكري تال لفرام عن هذه المحافل قولها، إنّ "مايو سيشهد تنظيم حفل نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وحلول الذكرى السبعين للنكبة، وبدء شهر رمضان، إلى جانب تواصل المواجهات ضمن حراك مسيرات العودة والتوتر في الجبهة الشمالية"، لافتاً إلى أن هذه التطورات تضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام تحديات بالغة الخطورة.
وفي تقرير نشره موقع صحيفة "معاريف"، اليوم السبت، حذّر لافرام من أن الموقف الرسمي الإسرائيلي يمكن أن يعزز فرص اندلاع مواجهة مع حركة "حماس"، مشيراً إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يتشبث بالرأي القائل إن رفع الحصار عن قطاع غزة لن يتم قبل أن توافق الحركة على التخلي عن سلاحها.
وأشار إلى أنه حسب ليبرمان، فإن إسرائيل لن تستجيب لمطالب حراك مسيرات العودة، ولن ترفع الحصار حتى لو أدى الأمر إلى اندلاع مواجهة مع "حماس".
ولاحظ لافرام أن تنظيم حراك العودة مثل إنجازاً كبيراً لـ"حماس"، لافتاً إلى أنه لا يمكن التقليص من أهمية نجاح الحركة في حشد الآلاف أسبوعياً في تظاهرات على طول الحدود وعلى مدى زمني طويل نسبياً، لافتاً إلى أن التقديرات العسكرية ترجح بأن "حماس" مصممة على مواصلة حراك العودة حتى لو أفضى في النهاية إلى مواجهة عسكرية.
وأشار إلى أن المؤسسة الأمنية لاحظت، أخيراً، نجاح العشرات من المتظاهرين في اختراق الحدود، إلى جانب حرص منظمي حراك العودة على نقل "مخيمات العودة" لتكون على بعد 300 متر فقط من الحدود بعد أن كانت على بعد 700 متر.
وأضاف أن مثل هذا التطور قد يكون مجرد "بروفة" تقوم به "حماس" من أجل تحسين قدرتها في تنفيذ عمليات اختطاف للجنود في حال اندلعت مواجهة شاملة مستقبلاً.
ولفت إلى أن ما يعزز فرص انفجار مواجهة بين "حماس" وإسرائيل حقيقة أنه لا يوجد "وسيط" خارجي قادر على التوسط بين الجانبين بشكل يفضي إلى نزع فتيل التوتر.
من ناحية ثانية، أوضح لفرام أن تل أبيب تقدر بأن الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سورية هو "مسألة وقت فقط"، مشيراً إلى أنه حسب التقييمات الإسرائيلية فإن العشرات من الضباط والمستشارين الإيرانيين قد قتلوا في الهجمات التي استهدفت مواقع داخل سورية، مما يزيد من فاتورة الحساب بين تل أبيب وطهران.
وشدد على أن هناك إجماعا داخل القيادة الإيرانية على وجوب الرد على إسرائيل، مشيراً إلى أن الخلاف يتمحور حول حجم الرد وظرفه.
وشدد لفرام على أن ما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة أن إسرائيل مصممة على مواصلة عملياتها العسكرية الهادفة لمنع إيران من التمركز عسكرياً في إسرائيل، لافتاً إلى أن تل أبيب تصر على عدم السماح لطهران ببناء ترسانة صواريخ ونصب منظومات دفاع جوية متقدمة في سورية حتى لو بثمن نشوب مواجهة شاملة.
وحسب لفرام، فإن التقديرات في تل أبيب تفيد بأن "حزب الله" لن يكون معنيا في الوقت الحالي بالانضمام إلى أية مواجهة مع إسرائيل بسبب الظروف اللبنانية الداخلية.