دعا قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، القوى الفلسطينية إلى الوحدة في مواجهة ما سمّاها "عصابة السلطة الفلسطينية" التي تلوّح بفرض مزيد من العقوبات على قطاع غزة، ولمواجهة إجراءاتها "التي تعد جرائم ضد الإنسانية"، كما قال.
وقال يحيى موسى عضو المجلس التشريعي عن "حماس"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "المتضرر من كل الإجراءات التي قامت بها السلطة، وتلك التي تلوّح بالقيام بها، هو الشعب الفلسطيني، ما يستدعي من الجميع التوحّد وقيادة الشعب في وجه هذه العصابة".
وأضاف موسى أنّه "لا يجوز للسلطة أنّ تواصل التحدّث باسم الشرعية، وهي تختطف كل قيمة جميلة وتعطينا هذا التوحش وهذا الوجه البشع، هذه جرائم ضد الإنسانية ويحاكم عليها القانون".
وتابع أنّ "الشعب الفلسطيني أمام عصابة مجرمة متفلتة من كل القيم الوطنية والإنسانية، وتستقوي بالاحتلال الإسرائيلي وتقوم بالمهمات التي يكلّفها بها الاحتلال، فهو يحاصر وهي تسحب سكينها على رقبة الضحية، وبروح ثأرية".
وأشار القيادي في "حماس"، إلى أنّه يجري حالياً ربط ملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي بالمصالحة الفلسطينية، قائلاً إنّ "الاحتلال يريد توقيع تهدئة مع (الرئيس) محمود عباس، ومصر تريد لعباس أنّ ينفذ المشاريع في القطاع، وكذلك أميركا".
ولفت موسى إلى أنّ "كل الأطراف التي فرضت الحصار على الشعب الفلسطيني، على مدار 12 سنة في حالة تحالف مع (الرئيس) عباس، وهو يؤدي مهمته بإخلاص... مهمة التنسيق الأمني وهي التي تجعله رقماً صعباً في كل الحالات".
وتنصّ الورقة المصرية للمصالحة على رفع عقوبات السلطة الفلسطينية المفروضة على قطاع غزة، وعلى رأسها إعادة رواتب آلاف الموظفين بشكل كامل، إضافة إلى دفع الموازنات التشغيلية للوزارات.
وتتضمن تولّي وزراء حكومة الوفاق الوطني مهامهم بالهيكلية الإدارية ذاتها القائمة في الوزارات العاملة في غزة، وتشغيل محطة الكهرباء من خلال توفير الوقود لها من دون فرض ضرائب.
والورقة المصرية هذه رفضتها حركة "فتح" بشكل غير مباشر، كما أنّ مصر استجابت لها وعدّلتها، لتعود "حماس" وترفضها، وظل الأمر حبيس هذين الرفضين، في انتظار ما ستؤول إليه مباحثات ما بعد إجازة العيد.
وعن تأجيل مصر مفاوضات التهدئة والمصالحة التي كان يفترض استئنافها، اليوم الإثنين، قال موسى إنّ هذا التأجيل "قد يفسّر بسبب التصريحات التي صدرت عن السلطة، واللقاءات التي جرت"، مشيراً إلى أنّ "الإدارة المصرية قد تعيد تقويم الموقف في ضوء مواقف عباس من الملفات المعروضة".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، أعلن تأجيل مباحثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة حول التهدئة والمصالحة التي كانت مقررة، اليوم الإثنين، لعدة أيام.
ولم يذكر بدران، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أسباب هذا التأجيل، لكنّه ذكر أنّ "موقفنا ثابت في الحرص على تحقيق وحدة وطنية حقيقية على أساس اتفاق 2011".
وأضاف بدران: "مؤمنون بأنّ كل ما يتعلّق بغزة أو غيرها من القضايا الفلسطينية، يجب أن يدار بتوافق وطني".
— حسام بدران (@badran_husam) August 26, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— حسام بدران (@badran_husam) August 26, 2018
|
وأنهى وفد قيادي رفيع المستوى من حركة "فتح"، مباحثات مع مسؤولي المخابرات المصرية، وطلب مهلة 24 ساعة للرد على مصر بشكل نهائي، حول المصالحة مع "حماس".
وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصاراً مشدداً برياً وبحرياً وجوياً على قطاع غزة، منذ فوز حركة "حماس" الفلسطينية بالانتخابات التشريعية في عام 2006، بينما تغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر منذ سنوات، وتفتحه استثنائياً للحالات الإنسانية في فترات متباعدة.