عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في وادي اليرموك تحت سيف "داعش"

30 نوفمبر 2017
أوضاع المدنيين المعيشية صعبة (Getty/ الأناضول)
+ الخط -


يعيش عشرات الآلاف من المدنيين تحت الحصار في وادي اليرموك الخاضع لسيطرة تنظيم "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" الإرهابي، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب الطبابة، إضافة إلى مخاوف الأهالي من استمرار القصف بعد أن وضع التنظيم مقراته بين منازل المدنيين.

ويقول أبو عبد الله، أحد أبناء المنطقة ورب أسرة مكونة من 7 أفراد، لـ "العربي الجديد"، إن "الأوضاع المعيشية ازدادت صعوبة بعد أن تم إغلاق المعبر الوحيد بين المنطقة ومناطق المعارضة السورية، وقد كان المنفذ الوحيد لدخول المواد الغذائية، وخروج الحالات الصحية لتلقي العلاج".

ويبين أن "بعض المواد الغذائية بدأت تُفقد في الأسواق كالسكر، كما أن هناك نقصا كبيرا في مواد المحروقات، والأهالي اليوم يحاولون زراعة أراضيهم الزراعية عبر أساليب بدائية، بالرغم من مخاوفهم من أن تحدث مواجهات عسكرية فلا بعودوا يستطيعون جني محاصيلهم وخاصة القمح والشعير".

بدوره، يقول فؤاد، شاب في منتصف الثلاثينيات من العمر، ويقيم في "وادي اليرموك"، لـ"العربي الجديد"، "بالرغم من سوء الوضع المعيشي والحصار الذي نعيش فيه، وانهيار التنظيم في معاقله الرئيسية شرق البلاد، ما زالت عناصره تتدخل بشكل بشع في حياتنا اليومية. يجبرون النساء عل ارتداء لباسهن الشرعي، ويمنعون الكشف عن عيونهن، كما يمنعون الشباب من حلق لحاهم أو شعرهم، ويفرضون تقصير ثيابهم والسراويل الواسعة، كما يمنعون علينا التلفاز وأجهزة الاستقبال الفضائي، حتى أن حمل الهاتف يجعلك عرضة للتهديد بأن يتم إيقافك وتفتيش الجهاز، وفي حال وجود أي اتصال مع أحد خارج مناطقهم أو صورة أو غيرها قد يتعرض الشخص لعقوبة تصل إلى الإعدام في بعض القضايا".   

         

أمير الحوراني، وهو ناشط يقيم في إحدى البلدات التي يسيطر عليها التنظيم، يقول لـ"العربي الجديد" "التنظيم كان يمنع الأهالي من الحصول على المساعدات الإنسانية، ويتهم كل من يأخذها بالردة، ما يعني أن تصل عقوبته إلى القتل".

ويوضح أن "الوضع المادي سيئ للغاية، إذ لا توجد فرص عمل، وقلة من الأهالي يعملون بتجارة المحروقات والمواد الغذائية، إضافة إلى أن زراعة الأراضي لا تستوعب كل الأيدي العاملة في المنطقة، في حين لا يستطيع الكثير من الأهالي التنقل خارج منطقة تنظيم "داعش"، الذي يفرض على الأهالي دفع إتاوات على محاصيلهم وتجارتهم بدعوى أنها زكاة".

كما يلفت إلى أن "التنظيم يقتل على الشبهة، إذ يكفي مثلا أن يتم تفتيش هاتف الشخص وإيجاد رسالة أو اسم أحد عناصر الجيش السوري الحر، ليتسبب ذلك بإعدامه على الفور".

ويضيف الناشط أن "الأهالي اليوم لديهم مخاوف كبيرة من حدوث عمليات عسكرية تستهدف التنظيم بعد القضاء عليه في دير الزور، وخاصة أن هناك مؤشرات تدل على أن شيئا ما يُحضر، حيث أغلقت المعارضة المعبر الوحيد، وهناك تحركات لفصائل المعارضة وتحشيد للقوات، كما أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تكاد تغادر أجواء المنطقة، حتى أن هناك مروحيات إسرائيلية قد استهدفت إحدى نقاط التنظيم مؤخراً والذي يستخدم المدنيين كدروع بشرية".