وقال هنية في لقاء أقامته "حماس" بمدينة غزة، بحضور الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، إنّه "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، ولا تمدد في غزة إلا في إطار الجغرافيا الفلسطينية"، مشدداً على أنّ "كل ما يتداول عن ضم سيناء هي خزعبلات لا أساس لها من الصحة".
وأضاف هنية، أنّ "الصفقة التي يجري تطبيقها على الأرض تسير في مسارين: الفلسطيني والإقليمي، في محاولة جدية لإعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة"، موضحاً أنّ "من هذه الخطوات العملية، العمل على تصفية قضية اللاجئين، من خلال تصفية منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وأيضاً من خلال إعطاء الجولان للمحتل، وضم المستوطنات، والعمل على الفصل السياسي بين الضفة وغزة".
وتابع "أنّ "الشيء الجديد والخطير هذه المرة، هو أنّ الحد الأدنى لكل ما يطرح سابقاً، تم نسخه وضربه بالصميم من خلال خطوات عملية مباشرة على الأرض، بإعلان واشنطن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "من المشاهد الحاضرة حالياً انطلاق قطار التطبيع، ومحاولات اختراق إسرائيل للجسم العربي، هذه المرة لا من خلال البوابة الشعبية التي كانت قوية، لكن من بوابة رأس الهرم في بعض الدول".
وأشار إلى أنّ "من المحطات الملحوظة مؤخراً، قدرة الشعب الفلسطيني على المزاوجة بين المقاومة الشعبية والعسكرية"، لافتاً إلى أنّه "في عام 2018، خاضت فصائل المقاومة عبر غرفة العمليات المشتركة أكثر من 11 مواجهة عسكرية، وهذا يدلّ على أنّ الذهاب إلى المقاومة الشعبية لا يُعدّ بديلاً عن المقاومة المسلحة".
في سياق آخر، أكد هنية أنّ حركته "تتابع الحرب القديمة الجديدة، والأكثر قسوة، لمحاولة تجفيف مصادر المقاومة ومحاصرة من يدعمها"، واصفاً ما يجري بأنّها "حرب قذرة، الهدف منها كسر كل من يقول (لا) للأميركيين والإسرائيليين".
وأعرب هنية عن استعداد "حماس" لعقد لقاء عاجل مع حركة "فتح" برئاسة الرئيس محمود عباس، من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية، و"استعادة الوحدة الوطنية".
ورأى أنّ "المرحلة تحتاج إلى حكومة مسنودة لكل القوى الوطنية، تحضّر هذه الحكومة لمهمتين سريعتين؛ المهمة الأولى انتخابات شاملة نبدأها بانتخابات رئاسية وتشريعية، ثم انتخابات مجلس وطني، والمهمة الثانية هي العمل على توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة".
بدوره، قال نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، إنه "لا يمكن لإسرائيل أن تكون صديقة مع أحد في الساحة العربية والإسلامية والعالمية"، مشدداً على "ضرورة تشييد موقف عربي وإسلامي من أجل مواجهة صفقة القرن".
وأضاف عزام، في كلمة له خلال اللقاء الفصائلي، أنّ "مصر أكدت رفضها لكل التسريبات المشبوهة التي تمنح الفلسطينيين أجزاءً من سيناء"، معتبراً أنّ "الاحتلال يدرك أنه تحت الخطر إذا ما استمرت القضية الفلسطينية حية وحاضرة".
وشدد عزام على "ضرورة السعي لتوحيد الموقف الداخلي الفلسطيني، واستغلال الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية"، مؤكداً أنّه "لا مجال لاستمرار الخلاف الداخلي الفلسطيني ويجب توحيد الموقف".
وحذّر من أنّ "صفقة القرن تُشكّل خطراً على العرب، وتهدف لتشتيت المنطقة، وإنشاء محاور جديدة"، خاتماً بالقول إنه "بات واجباً على العرب أن يسندوا الفلسطينيين في رفض صفقة القرن، وأن يتم التصدي لمسيرة التطبيع مع الاحتلال، وسعي بعض الدول العربية لذلك".