دعا وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، جلعاد أردان، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العودة فوراً لسياسة التصفيات والاغتيالات التي انتهجتها حكومات الاحتلال في أوساط التسعينيات من القرن الماضي ضد قادة حركة "حماس"، وتم خلالها اغتيال عدد من قادة الحركة بدءاً بالشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش وآخرين من قادة الحركة.
وقال أردان في مقابلة مع موقع "يديعوت أحرونوت"، إنه "آن الأوان لأن يدفع قادة حماس ثمنا شخصيا"، عن تنظيم نشاطات "مسيرات العودة" التي وصفها بأنها نشاطات إرهابية.
وذكر في هذا السياق اسم رئيس حركة "حماس" محمد يحيى سنوار، مضيفا "عليهم أن يعودوا للاختباء تحت الأرض خوفا على حياتهم".
وادعى الوزير الاسرائيلي، أن الكابينت السياسي والأمني لحكومة الاحتلال، لا يدير بعد على المستوى التكتيكي العمليات، وبالتالي لم يتم طرح هذا الاقتراح على الكابينت، مؤكدًا أن هذا هو موقفه الشخصي.
كما لفت إلى أن جيش الاحتلال يواصل حالة الاستعداد والتأهب اليوم، تحسباً للمظاهرات التي تنظمها حركة "حماس" اليوم.
وقارن أردان بين" حماس" والنازية، وقال "عدد الضحايا لا يعني شيئاً. لو كان للنازيين مئات آلاف الضحايا، فهل هذا يعني أنهم كانوا على حق".
وكانت صحيفة "هآرتس" قد ذكرت مساء أمس الاثنين، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي هددت حركة "حماس" بتنفيذ غارات وقصف في عمق قطاع غزة واستهداف قيادات الحركة في حال استمرت المظاهرات عند السياج الحدودي في القطاع.
ونقل المراسل العسكري لـ "هآرتس"، عاموس هرئيل أن حركة "حماس" بعثت بشكل غير مباشر برسائل مفادها أن الحركة تدرس تغيير أنماط التحركات والتظاهرات الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يستعد لمواجهة احتمالات قيام كل من "حماس" والجهاد الإسلامي، وبمناسبة الذكرى السبعين للنكبة اليوم، بالرد على ارتقاء 60 شهيدا أمس خلال مسيرات العودة، الذين قتلوا برصاص جيش الاحتلال.
وأضافت الصحيفة أنه تقرر الليلة في ختام جلسة مشاورات أمنية وتقديرات للوضع شارك فيها قادة الجيش في الجنوب مع رؤساء المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، العودة لروتين الحياة العادية داخل المستوطنات، فيما يتوقع أن تستمر حالة التأهب القصوى لقوات الاحتلال على الحدود مع غزة، واستمرار نشر آلاف الجنود ومئات القناصة.
وزعمت الصحيفة نقلاً عن مصادر جيش الاحتلال ادعاء الأخير أن 12 شهيدا من الذين قتلوا برصاص الاحتلال، كانوا من نشطاء الأذرع العسكرية، ممن حاولوا اقتحام السياج الحدودي.
تعزيز الإجراءات بالقدس
إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال انتشاره في محيط قطاع غزة، مع نشر قوات خاصة إلى جانب نشر أكثر من ألفين من عناصر الشرطة وحرس الحدود في القدس المحتلة، وذكر موقع معاريف في هذا السياق أن الاحتلال يتوقع مظاهرات ومواجهات مشابهة للتي كانت أمس في أقل تقدير.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن جيش الاحتلال لا يسقط من حساباته احتمال اتجاه "حماس" إلى إطلاق صواريخ وقذائف باتجاه إسرائيل، لكن تقديرات أخرى أكدت أن الحركة غير معنية في المرحلة الحالية بمواجهة عسكرية شاملة مع دولة الاحتلال.