10 نوفمبر 2024
الرقة... معركة مؤجلة
يملك تنظيم الدولة الإسلامية عاصمتين في العراق والشام، وقد أشيع، أخيراً، أن معركة تحرير الموصل أصبحت وشيكة، على الرغم من وجود خلافاتٍ بين أطراف التحالف التي ستحرّر المدينة، فالأتراك محجمون، وكرد الإقليم متخوّفون من هجرة كثيفة تضغط على توازناتهم الإثنية، والحكومة العراقية تتخبط بتناقضاتها الداخلية من فسادٍ ومحاصصةٍ وطائفية. أما الرقة فبعيدة المنال، وخارج إطار الاهتمام، والسبب زيادة التعقيدات السياسية حولها، ودخول متغيرات جديدة على الملف السوري كل يوم، وتخليق معارك مرحلية، يجب الانتهاء منها قبل التفكير بمعركة الرقة، على الرغم من تزايد القوى المعادية ظاهرياً لوجود التنظيم، والإصرار الإعلامي عالي النبرة من كل الأطراف على وجوب القضاء عليه.
على الأرض قوى رئيسية، لديها إمكانات داخلية، وإسناد خارجي، وشرعية مستمدة من وجودها في الميدان، وجميعها يملك من الأسباب ما يجعله مرشحاً لمواجهة داعش.
قوات الأسد والمجموعات الملحقة بها مسنودة بدعم روسي غير محدود، وفرعها المرشّح للتحرّك نحو الرقة موجود بشكل رئيسي على خط السلمية – السعن، لكن لقيادة هذه القوات أولويات مختلفة، منها حلب. بالإضافة إلى عدم وجود إرادة فعلية لدى الأسد للتحرّك ضد التنظيم، فجزءٌ كبيرٌ من شرعية النظام أصبحت مستمدةً من وجود داعش، وتلاشي الأخير سيُشعر الأسد بأنه الهدف التالي. بالإضافة إلى أن الخلاف الروسي الأميركي المتفاقم قد يجعل لقوات النظام حجماً أصغر، وخصوصاً في المناطق الشمالية، الأمر الممكن تلمسّه من الضربة التي وجهتها أميركا إلى جيش الأسد في دير الزور.
استطاعت القوات الكردية مع الخليط الإثني التي تحتل الشريط الحدودي التركي، وصولاً إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، بتحالفها مع الأميركان، تحرير منبج من قبضة التنظيم، وقواتها تحتل الجبهة الشمالية لمدينة الرقة، ولديها أكثر من سببٍ لاقتحامها، لكن تركيبتها وأهدافها الملتبسة تجعل تركيا تقف في مواجهتها، ولا بد أن تعترض بشدّة على تدخلها في الرّقة، وهو اعتراض وجيه سيكون موضع دراسة جدية لدى كل من الروس والأميركان لما لهم من علاقات قديمة ومستجدّة مع تركيا. للقوات الكردية برامج فيدرالية، وبذور انفصال غير مكتملة، لكنها قوى منظمة، وتلقى دعماً جيداً ومشروطاً، ما يقيد حريّتها بالتحرّك نحو الرقة.
بعد انتصارات التحالف الذي يسيطر عليه الكرد في منبج، رأت تركيا نفسها مضطرّة للوجود في المشهد، خصوصاً على الضفة الغربية من الفرات لمنع الكرد من التمدّد واحتلال كامل الشريط الحدودي، فشكلت تحالفاً جديداً من كتائب الجيش الحر، وأمدّتها بدعم مدرع وقصف مدفعي عابر للحدود، دخلت بعده جرابلس وأمكنة أخرى أعلنتها "محرّمة" على الكرد. ليس تنظيم الدولة هدفاً أول لهذه المجموعة، على الرغم من أن المعركة الوحيدة التي خاضتها كانت ضده في جرابلس، ولا توجد نيات حالية لديها للتوجه نحو الرقة، فأهدافها مرحلية، ومرهونة بتحرّكات الكرد، وهي غير قادرة بمفردها على مواجهة التنظيم في الرقة. لذلك، قد تكون جزءاً من تحالف، لو قدّر أن يتشكل يوماً ما.
"فتح الشام" والمجموعات الأخرى مثل جند الأقصى وأحرار الشام التي تشكل نواة جيش الفتح، قوتهم الرئيسة في إدلب وأرياف حلب، وقد يصعب عليهم التمدّد نحو الرقة في الوقت الحاضر، وربما لا توجد لديهم نية بذلك أصلاً، فأولوياتهم الحفاظ على ما يملكون، ومحاولة قضم ما يستطيعون قضمه، ناهيك عن خلافات زعمائهم والاقتتال الجاري بينهم، بالإضافة إلى القرابة الفكرية بين تنظيم الدولة وهذه المجموعات، وقد يجعل الضغط الخارجي تلك المواجهةَ محتملةً، لكنها مؤجلة إلى حين الانتهاء من معركة حلب وأريافها، وربما اللاذقية.
تبدو القوى الفاعلة منشغلةً إلى الحد الأقصى في السياسة، وفي القتال أيضاً، والرّقة بعيدة المنال، ومعركتها مؤجلة إلى حين الانتهاء من الملفات الموجودة على الطاولة، مثل حل الخلاف الروسي الأميركي، وحسم مصير الأسد المتأرجح، وغيرها.. وهذه ملفاتٌ ذات عيار ثقيل تحتاج وقتاً طويلاً لحلها أو الشروع بحلها.
على الأرض قوى رئيسية، لديها إمكانات داخلية، وإسناد خارجي، وشرعية مستمدة من وجودها في الميدان، وجميعها يملك من الأسباب ما يجعله مرشحاً لمواجهة داعش.
قوات الأسد والمجموعات الملحقة بها مسنودة بدعم روسي غير محدود، وفرعها المرشّح للتحرّك نحو الرقة موجود بشكل رئيسي على خط السلمية – السعن، لكن لقيادة هذه القوات أولويات مختلفة، منها حلب. بالإضافة إلى عدم وجود إرادة فعلية لدى الأسد للتحرّك ضد التنظيم، فجزءٌ كبيرٌ من شرعية النظام أصبحت مستمدةً من وجود داعش، وتلاشي الأخير سيُشعر الأسد بأنه الهدف التالي. بالإضافة إلى أن الخلاف الروسي الأميركي المتفاقم قد يجعل لقوات النظام حجماً أصغر، وخصوصاً في المناطق الشمالية، الأمر الممكن تلمسّه من الضربة التي وجهتها أميركا إلى جيش الأسد في دير الزور.
استطاعت القوات الكردية مع الخليط الإثني التي تحتل الشريط الحدودي التركي، وصولاً إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، بتحالفها مع الأميركان، تحرير منبج من قبضة التنظيم، وقواتها تحتل الجبهة الشمالية لمدينة الرقة، ولديها أكثر من سببٍ لاقتحامها، لكن تركيبتها وأهدافها الملتبسة تجعل تركيا تقف في مواجهتها، ولا بد أن تعترض بشدّة على تدخلها في الرّقة، وهو اعتراض وجيه سيكون موضع دراسة جدية لدى كل من الروس والأميركان لما لهم من علاقات قديمة ومستجدّة مع تركيا. للقوات الكردية برامج فيدرالية، وبذور انفصال غير مكتملة، لكنها قوى منظمة، وتلقى دعماً جيداً ومشروطاً، ما يقيد حريّتها بالتحرّك نحو الرقة.
بعد انتصارات التحالف الذي يسيطر عليه الكرد في منبج، رأت تركيا نفسها مضطرّة للوجود في المشهد، خصوصاً على الضفة الغربية من الفرات لمنع الكرد من التمدّد واحتلال كامل الشريط الحدودي، فشكلت تحالفاً جديداً من كتائب الجيش الحر، وأمدّتها بدعم مدرع وقصف مدفعي عابر للحدود، دخلت بعده جرابلس وأمكنة أخرى أعلنتها "محرّمة" على الكرد. ليس تنظيم الدولة هدفاً أول لهذه المجموعة، على الرغم من أن المعركة الوحيدة التي خاضتها كانت ضده في جرابلس، ولا توجد نيات حالية لديها للتوجه نحو الرقة، فأهدافها مرحلية، ومرهونة بتحرّكات الكرد، وهي غير قادرة بمفردها على مواجهة التنظيم في الرقة. لذلك، قد تكون جزءاً من تحالف، لو قدّر أن يتشكل يوماً ما.
"فتح الشام" والمجموعات الأخرى مثل جند الأقصى وأحرار الشام التي تشكل نواة جيش الفتح، قوتهم الرئيسة في إدلب وأرياف حلب، وقد يصعب عليهم التمدّد نحو الرقة في الوقت الحاضر، وربما لا توجد لديهم نية بذلك أصلاً، فأولوياتهم الحفاظ على ما يملكون، ومحاولة قضم ما يستطيعون قضمه، ناهيك عن خلافات زعمائهم والاقتتال الجاري بينهم، بالإضافة إلى القرابة الفكرية بين تنظيم الدولة وهذه المجموعات، وقد يجعل الضغط الخارجي تلك المواجهةَ محتملةً، لكنها مؤجلة إلى حين الانتهاء من معركة حلب وأريافها، وربما اللاذقية.
تبدو القوى الفاعلة منشغلةً إلى الحد الأقصى في السياسة، وفي القتال أيضاً، والرّقة بعيدة المنال، ومعركتها مؤجلة إلى حين الانتهاء من الملفات الموجودة على الطاولة، مثل حل الخلاف الروسي الأميركي، وحسم مصير الأسد المتأرجح، وغيرها.. وهذه ملفاتٌ ذات عيار ثقيل تحتاج وقتاً طويلاً لحلها أو الشروع بحلها.