18 أكتوبر 2024
هذا التلويح في لبنان بحربٍ أهلية
سريعاً، سحب رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه برّي، كلاماً منسوباً إلى أوساطه عن حربٍ أهليةٍ تهدّد البلد، إذا مضت التسوية الثنائية لحلّ أزمة الرئاسة الأولى بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون، ورئيس كتلة المستقبل، سعد الحريري. نفى برّي الحديث عن تلك الحرب، وأكد أنه مدسوسٌ، ولا علاقة لكتلة التنمية والتحرير، أو لحركة أمل التي يرأسها، به، إلا أن ما قيل كان قيل، ووصلت الرسالة إلى من ينبغي أن تصل إليهم، خصوصاً وأن معاونه السياسي، علي حسن خليل، قال كلاماً قريباً من ذلك في المجلس النيابي، عندما رفض أي ثنائية مسيحية – سنّية، تعيد إنتاج صيغة 1943 (صيغة الاستقلال) من جديد، وأكد أن من حقهم ككتلة أن يقفوا بوجه هذه الثنائية، ويقاوموها بما يملكون، لكنه أكّد، في الوقت نفسه، أن الكتلة ستحضر جلسة الانتخاب في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وستصوّت إذا حصل التصويت ضد ترشيح العماد ميشال عون، وستنتقل إلى صفوف المعارضة.
يدرك الكل في لبنان أن برّي أدّى دور "الإطفائي" طوال الفترة السابقة، أقله، منذ اغتيال رفيق الحريري، وكان دائماً صاحب الحلول "السحرية" التي تخرج الأزمة من عنق الزجاجة في ربع الساعة الأخير، كما كان دائماً يقوم بدور راعي الحوار بين كل الأطراف، الأمر الذي أكسبه ثقة الأصدقاء والخصوم، وهو ما حوّله من مجرد زعيم حزبي إلى الاقتراب من الزعامة الوطنية، وبالتالي، فإن الحديث عن التلويح بالحرب الأهلية فيما لو اكتمل عقد التسوية بين عون والحريري قد يكون مدسوساً، يريد أن يخرّب البلد، أو بالحدّ الأدنى، يريد أن يفرمل الاندفاعة الرئاسية التي يبدو أن الحريري مضى بها من خلال عقد العزم على ترشيح الجنرال عون للرئاسة، فمن، يا تُرى، يمكن أن يكون خلف هذا الحديث المدسوس؟ إذا كان مدسوساً فعلاً؟ ولماذا تلوّح أوساط برّي بالحرب الأهلية، إذا كان الحديث جدّياً وصحيحاً؟
إذا أخذنا بالاعتبار نفي بري لصحيفة النهار هذا الحديث، وهو نفي تؤكده القرائن خلال السنوات الماضية، فمعنى ذلك أن جهاتٍ تريد أن توقف الاندفاعة الرئاسية من خلال استغلال اسم بري وحركته (أمل)، تدرك جيداً أن سعد الحريري لجأ إلى خطوة ترشيح عون، لأنه لا يريد للبلد أن ينزلق إلى الفوضى والحرب الأهلية. وبالتالي، يندرج التلويح بهذه الحرب في إطار الحرب الاستباقية سياسياً، إذا صحّ التعبير، فالمحاولة إذاً هي من أجل تخويف الطرف المندفع للجم اندفاعته؛ فضلاً عن ذلك، الجهات التي تمتلك القدرة على إشعال حربٍ أهليةٍ في البلد معروفة للجميع.
أما إذا افترضنا أن الحديث جدّي عن الحرب الأهلية، في ما لو تمّت التسوية بين عون والحريري، فذلك يمكن أن يندرج في إطار استقراء المستقبل والتحذير منه، وخصوصاً أن بري يدرك تماماً أن هناك جهات داخلية لا تريد للاستحقاق الرئاسي أن ينجح، بغض النظر عن شخصية الرئيس الذي يمكن أن ينتخب، ويدرك أيضاً أن ما تريده تلك الجهات الانقضاض على كامل البلد، وتحويله إلى حديقةٍ خلفيةٍ لبعض الدول الاقليمية، وتحويل كل مكوّناته، من دون تمييز، إلى مجرد متاريس للدفاع عن المشاريع الطموحة، ويدرك أيضاً جيداً أن أصحاب هذا التوجه يريدون الفراغ الدائم في سدة الرئاسة، وفي كل المؤسسات، حتى يفضي هذا الفراغ مستقبلاً إلى حالةٍ من الشلل الكامل للدولة، وجعلها تابعةً، بشكل أو بآخر، لغيرها من الدول، ويدرك برّي أمام ذلك كله أن إفشال هذا المشروع من خلال إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بتسويةٍ ثنائيةٍ أو غير ثنائيةٍ، سيجعل أولئك يعودون إلى المربع الأول. وبالتالي، يمكن أن يلجأ أولئك إلى إشعال البلد بالحرب الأهلية، حتى لا تستقيم أمور الدولة والبلد، وتنتهي قضية الفراغ. وهنا نقول إن الحديث عن الحرب الأهلية جاء في إطار التحذير منها، بالنظر إلى نيات بعضهم، وليس في إطار التلويح بها.
أما إذا كان الحديث حقيقياً، وقد سحبه بري، بعد أن وصلت الرسالة إلى من يعنيهم الأمر، فذلك يعني أن البلد بات على حافة الانهيار، وقاب قوسين أو أقل من الانزلاق إلى الحرب المفتوحة في المنطقة، ولربما ما يعطي هذا الانطباع شيئاً من الجدّية ما كشفته حركة بري (أمل) من عروضٍ عسكريةٍ في ذكرى إحياء مراسم عاشوراء هذا العام، فهل بات لبنان على موعدٍ مع ما يجري في المنطقة من حروبٍ وويلات؟ أم أنها فشّة خلق وانتهت في وقتها؟
يدرك الكل في لبنان أن برّي أدّى دور "الإطفائي" طوال الفترة السابقة، أقله، منذ اغتيال رفيق الحريري، وكان دائماً صاحب الحلول "السحرية" التي تخرج الأزمة من عنق الزجاجة في ربع الساعة الأخير، كما كان دائماً يقوم بدور راعي الحوار بين كل الأطراف، الأمر الذي أكسبه ثقة الأصدقاء والخصوم، وهو ما حوّله من مجرد زعيم حزبي إلى الاقتراب من الزعامة الوطنية، وبالتالي، فإن الحديث عن التلويح بالحرب الأهلية فيما لو اكتمل عقد التسوية بين عون والحريري قد يكون مدسوساً، يريد أن يخرّب البلد، أو بالحدّ الأدنى، يريد أن يفرمل الاندفاعة الرئاسية التي يبدو أن الحريري مضى بها من خلال عقد العزم على ترشيح الجنرال عون للرئاسة، فمن، يا تُرى، يمكن أن يكون خلف هذا الحديث المدسوس؟ إذا كان مدسوساً فعلاً؟ ولماذا تلوّح أوساط برّي بالحرب الأهلية، إذا كان الحديث جدّياً وصحيحاً؟
إذا أخذنا بالاعتبار نفي بري لصحيفة النهار هذا الحديث، وهو نفي تؤكده القرائن خلال السنوات الماضية، فمعنى ذلك أن جهاتٍ تريد أن توقف الاندفاعة الرئاسية من خلال استغلال اسم بري وحركته (أمل)، تدرك جيداً أن سعد الحريري لجأ إلى خطوة ترشيح عون، لأنه لا يريد للبلد أن ينزلق إلى الفوضى والحرب الأهلية. وبالتالي، يندرج التلويح بهذه الحرب في إطار الحرب الاستباقية سياسياً، إذا صحّ التعبير، فالمحاولة إذاً هي من أجل تخويف الطرف المندفع للجم اندفاعته؛ فضلاً عن ذلك، الجهات التي تمتلك القدرة على إشعال حربٍ أهليةٍ في البلد معروفة للجميع.
أما إذا افترضنا أن الحديث جدّي عن الحرب الأهلية، في ما لو تمّت التسوية بين عون والحريري، فذلك يمكن أن يندرج في إطار استقراء المستقبل والتحذير منه، وخصوصاً أن بري يدرك تماماً أن هناك جهات داخلية لا تريد للاستحقاق الرئاسي أن ينجح، بغض النظر عن شخصية الرئيس الذي يمكن أن ينتخب، ويدرك أيضاً أن ما تريده تلك الجهات الانقضاض على كامل البلد، وتحويله إلى حديقةٍ خلفيةٍ لبعض الدول الاقليمية، وتحويل كل مكوّناته، من دون تمييز، إلى مجرد متاريس للدفاع عن المشاريع الطموحة، ويدرك أيضاً جيداً أن أصحاب هذا التوجه يريدون الفراغ الدائم في سدة الرئاسة، وفي كل المؤسسات، حتى يفضي هذا الفراغ مستقبلاً إلى حالةٍ من الشلل الكامل للدولة، وجعلها تابعةً، بشكل أو بآخر، لغيرها من الدول، ويدرك برّي أمام ذلك كله أن إفشال هذا المشروع من خلال إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بتسويةٍ ثنائيةٍ أو غير ثنائيةٍ، سيجعل أولئك يعودون إلى المربع الأول. وبالتالي، يمكن أن يلجأ أولئك إلى إشعال البلد بالحرب الأهلية، حتى لا تستقيم أمور الدولة والبلد، وتنتهي قضية الفراغ. وهنا نقول إن الحديث عن الحرب الأهلية جاء في إطار التحذير منها، بالنظر إلى نيات بعضهم، وليس في إطار التلويح بها.
أما إذا كان الحديث حقيقياً، وقد سحبه بري، بعد أن وصلت الرسالة إلى من يعنيهم الأمر، فذلك يعني أن البلد بات على حافة الانهيار، وقاب قوسين أو أقل من الانزلاق إلى الحرب المفتوحة في المنطقة، ولربما ما يعطي هذا الانطباع شيئاً من الجدّية ما كشفته حركة بري (أمل) من عروضٍ عسكريةٍ في ذكرى إحياء مراسم عاشوراء هذا العام، فهل بات لبنان على موعدٍ مع ما يجري في المنطقة من حروبٍ وويلات؟ أم أنها فشّة خلق وانتهت في وقتها؟