19 نوفمبر 2016
القيادة في الإسلام
محمود حج علي (سورية)
يحتل مفهوم القيادة في الإسلام مكانة أساسية، على الرغم من أنّ القرآن الكريم لم يذكرها صراحة، لكنه ذكر الكثير والكثير من مقوماتها، وهو ما جعل العلماء ينتقلون الى استخراج الصفات القيادية من القرآن، وإسقاطها على الواقع النبوي وتعميمها فيما بعد بوصفها إحدى أهم الصفات القيادية، فعلى سبيل المثال استخرج العلماء من قوله تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" أنّ أهم عناصر القيادة وجود المرجعية الواضحة، والتي حدّدها الله بالقرآن، والمنوطة بمحددات الشريعة.
ولعل المعلّل الأوضح على عدم ربط هذه الصفات بالقيادة، وربطها عموماً بالإنسان المسلم العادي أنّ القرآن أراد من جميع المسلمين أن يتحلّوا بالصفات القيادية الكاملة. ولذلك، لم يوضح مهام وواجبات منوطة بالقائد مختلفة عن مهام المسلم العادي وواجباته، وهو واضح جلياً في أنّ العلماء السابقين لم يتحدّثوا عن القيادة صراحة في مؤلفات وكتب، في حين أنّهم ألفوا كتباً في علم الإجتماع السياسي.
بدأ الخلاف يطفو إلى السطح، بعد رحيل الرعيل الأول من الصحابة، وكان الإختلاف نتيجة لاختلاف المقاصد. وعندما يحاول المتقصّي لدلالات الآيات القرآنية استخراج النصوص المتعلقة بالقيادة، سيجد أنّ النصوص كانت تتحدث عن أخلاق المسلمين عموماً، ولم تفضّل بعضهم على بعض، إلا أنّ الدين كان له منظور آخر يختلف عن المنظور العام، وهو أنّ مقومات القيادة حينما تتوفر في شخص، فإنّ نعمة الله عليه فيه تفرض عليه القيام بحقها، ألا وهي منفعة الناس، وباعتبار أنّ هذا الأمر مرتبط بالدنيا وبحياة المسلمين ربطها بمنفعة الناس، حينما ذكر النبي: "أحب الناس إلى الله أنفعهم..".
لذلك، لم تنته الجدلية، ولم ينته الخلاف بين العلماء الذين رأوا أنّ القرآن الكريم هو أساس القيادة، ومنه نستقي محدّداتها، وبين الذين قالو إنّ القرآن لم يذكر القيادة، وإنّما هي علم محدث.
وعند شرح مفهوم الموافقة والمخالفة للآيات الكريمة، يتضح أنّ الصفات التي يتصف بها القادة هي غير التي يتصف به المكلّف العادي، وهذه الصفات متوفرة في المكلّف العادي، لكنها موجودة بدرجة عالية في القائد، فعندما تكون إحدى الصفات الطبيعية للمسلم هي العدل فصفة القائد أن يكون أعدل، وعندما يتصف المسلم العادي بالعلم، يكون القائد أعلم، أي أنّ العلم موجود عند البقية، لكن اصطفى لهم قائداً يتفوّق عليهم بهذه الخصائص. وأريد أن أستدل على هذا بمثالٍ واقعيٍّ، عندما يتولى القيادة شخص عادي، لا يصل إلى مستوى اتخاذ القرار، سيصل إلى حالة من الترّهل والتخبط، ناهيك عن اتصاف أقرانه بأكثر من صفاته. وأفضل مثال هنا هو جورج بوش الابن الذي سهّل بجهله وغبائه سيطرة اليمين المتطرف داخل البيت الأبيض، وكان أكبر عدد من الضحايا حول العالم في عهده، حتى وصل به الحال إلى أن قالت له، في حينها، رئيسة الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي، نانسي بيلوسي :"سيدي الرئيس، أنت غبي وكذاب".
في ظلّ النظرية الحديثة للسياسات، والتي توصف بأنّها تحمل الكذب والخداع والمناورة، حيث يمكن التخلّي، حتى عن أهم المبادئ الدينية والأخلاقية للوصول إلى الهدف، جاءت النظرية الجديدة في القيادة على اعتبار أنّه علم حديث، من حيث الصفات والمسمّيات التي وصلت إليها الآن، وإسقاط هذه الصفات والمؤهلات على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وذلك للوصول إلى تعريفٍ كامل وواضح للقيادة الإسلامية، يكون من خلاله تمثيل هذه النماذج في صور جلية، تكون مثالاً مغايراً لسمعة السياسة الحالية.
ولعل المعلّل الأوضح على عدم ربط هذه الصفات بالقيادة، وربطها عموماً بالإنسان المسلم العادي أنّ القرآن أراد من جميع المسلمين أن يتحلّوا بالصفات القيادية الكاملة. ولذلك، لم يوضح مهام وواجبات منوطة بالقائد مختلفة عن مهام المسلم العادي وواجباته، وهو واضح جلياً في أنّ العلماء السابقين لم يتحدّثوا عن القيادة صراحة في مؤلفات وكتب، في حين أنّهم ألفوا كتباً في علم الإجتماع السياسي.
بدأ الخلاف يطفو إلى السطح، بعد رحيل الرعيل الأول من الصحابة، وكان الإختلاف نتيجة لاختلاف المقاصد. وعندما يحاول المتقصّي لدلالات الآيات القرآنية استخراج النصوص المتعلقة بالقيادة، سيجد أنّ النصوص كانت تتحدث عن أخلاق المسلمين عموماً، ولم تفضّل بعضهم على بعض، إلا أنّ الدين كان له منظور آخر يختلف عن المنظور العام، وهو أنّ مقومات القيادة حينما تتوفر في شخص، فإنّ نعمة الله عليه فيه تفرض عليه القيام بحقها، ألا وهي منفعة الناس، وباعتبار أنّ هذا الأمر مرتبط بالدنيا وبحياة المسلمين ربطها بمنفعة الناس، حينما ذكر النبي: "أحب الناس إلى الله أنفعهم..".
لذلك، لم تنته الجدلية، ولم ينته الخلاف بين العلماء الذين رأوا أنّ القرآن الكريم هو أساس القيادة، ومنه نستقي محدّداتها، وبين الذين قالو إنّ القرآن لم يذكر القيادة، وإنّما هي علم محدث.
وعند شرح مفهوم الموافقة والمخالفة للآيات الكريمة، يتضح أنّ الصفات التي يتصف بها القادة هي غير التي يتصف به المكلّف العادي، وهذه الصفات متوفرة في المكلّف العادي، لكنها موجودة بدرجة عالية في القائد، فعندما تكون إحدى الصفات الطبيعية للمسلم هي العدل فصفة القائد أن يكون أعدل، وعندما يتصف المسلم العادي بالعلم، يكون القائد أعلم، أي أنّ العلم موجود عند البقية، لكن اصطفى لهم قائداً يتفوّق عليهم بهذه الخصائص. وأريد أن أستدل على هذا بمثالٍ واقعيٍّ، عندما يتولى القيادة شخص عادي، لا يصل إلى مستوى اتخاذ القرار، سيصل إلى حالة من الترّهل والتخبط، ناهيك عن اتصاف أقرانه بأكثر من صفاته. وأفضل مثال هنا هو جورج بوش الابن الذي سهّل بجهله وغبائه سيطرة اليمين المتطرف داخل البيت الأبيض، وكان أكبر عدد من الضحايا حول العالم في عهده، حتى وصل به الحال إلى أن قالت له، في حينها، رئيسة الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي، نانسي بيلوسي :"سيدي الرئيس، أنت غبي وكذاب".
في ظلّ النظرية الحديثة للسياسات، والتي توصف بأنّها تحمل الكذب والخداع والمناورة، حيث يمكن التخلّي، حتى عن أهم المبادئ الدينية والأخلاقية للوصول إلى الهدف، جاءت النظرية الجديدة في القيادة على اعتبار أنّه علم حديث، من حيث الصفات والمسمّيات التي وصلت إليها الآن، وإسقاط هذه الصفات والمؤهلات على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وذلك للوصول إلى تعريفٍ كامل وواضح للقيادة الإسلامية، يكون من خلاله تمثيل هذه النماذج في صور جلية، تكون مثالاً مغايراً لسمعة السياسة الحالية.
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2016