13 فبراير 2022
بيرني ساندرز... مرشح قلب الموازين
لم يكن يعرفه أحد قبل شهور قليلة، لكنه يبدو الآن المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المزمع عقدها أواخر العام الحالي. إنه السبعيني بيرني ساندرز الذي يتقدم ببطء نحو مقدمة السباق الانتخابي على مستوي الولايات، ويهدد بقوة حظوظ هيلاري كلينتون، منافسته الرئيسية، فقد اكتسحها، وحصل على أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي عن ولاية نيو هامبشير قبل يومين، بفارق كبير وصل إلى 20 في المائة، في مفاجأةٍ بدت كما لو كانت انقلاباً على هيلاري في هذه الولاية التي كانت تتمتع فيها بتأييد كبير، خصوصاً بين السيدات.
هناك الكثير الذي قد يُقال عن ساندرز، وهو الذي يحظى بتاريخ طويل من العمل السياسي، سواء على مستوى ولاية فيرمونت التي استقر فيها، أو على مستوى الكونغرس الأميركي الذي يحظى بعضوية مجلس الشيوخ فيه، منذ أكثر من عقدين. وأهم ما يوصف به ساندرز، ولعل ذلك سر جاذبيته، خصوصاً بين مواطنين كثيرين، خصوصاً الشباب، هو ما يطرحه من أفكار تبدو "غير تقليدية" لكثيرين، خصوصاً فيما يتعلق بالاقتصاد، وكيفية إدارته، فضلا عن انحيازاته الاجتماعية والاقتصادية. فالرجل يتحدث بلغةٍ أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية، وينتمي إيديولوجياً إلى تيار اليسار الديمقراطي. حيث يسعى إلي فرض رقابةٍ مجتمعيةٍ على رأس المال المتضخم، من خلال توسيع منظومة الضرائب، ودعم برامج الرفاه الاجتماعية، خصوصاً للفقراء والطبقة الوسطى، عبر زيادة الحد الأدنى للأجور، وزيادة المنح التعليمية للطلاب في الكليات والجامعات. لذا، لم يكن غريباً أن يطلق عليه بعضهم "عدو وول ستريت"، في إشارة إلى سعيه إلى فرض ضرائب على رجال الأعمال. كما يتباهى ساندرز بأن معظم تمويل حملته الانتخابية يأتي من مواطنين عاديين، وليس من رجال أعمال، كما الحال مع منافسته كلينتون.
تبدو مواقف ساندرز السياسية مغايرة للمؤسسة الحاكمة في أميركا، فقد صوّت ضد غزو العراق، وصوّت ضد قانون مكافحة الإرهاب أو "باتريوت أكت" الذي تم فرضه، بعد أحداث "11 سبتمبر" 2001، وأدى إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. أصول ساندرز اليهودية تجعله أيضا مرشحاً مختلفاً عن الآخرين، فهو ينتمي لعائلة يهودية من بولندا، هاجرت إلى الولايات المتحدة أوائل القرن الماضي، كما نشأ لبعض الوقت داخل مستوطنة في فلسطين المحتلة، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة، كي يستقر في ولاية فيرمونت. وهو يدعم إسرائيل، ولكنه، في الوقت نفسه، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لا يتمتع ساندرز بكاريزما سياسية، كما أنه ليس خطيباً مفوهاً، على الأقل مقارنة بغريمته هيلاري كلينتون، ولكن ما يطرحه من أفكار تبدو جديدة لناسٍ كثيرين، خصوصاً الشباب، وهو ما جعله منافساً قويا لهيلاري، صاحبة التاريخ السياسي الطويل، سواء داخل الكونغرس، أو في الإدارة الأميركية في الفترة الأولى للرئيس باراك أوباما. وخلال زيارتي، أخيراً، للولايات المتحدة التقيت ببعض طلابي في جامعة جونز هوبكنز، ووجدت أن معظمهم يؤيدون ساندرز، وعندما سألت عن السبب، كانت إجابة الجميع أن الرجل "نزيه وصادق". ويبدو أن أميركيين كثيرين قد ملّوا من المرشحين التقليديين الذين لا يقدمون أفكاراً جذرية أو تغييرية. ولعل هذا أيضاً سرّ تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يمتلك خطاباً مغايراً لكل خطابات منافسيه، وإن تجاوز أحياناً، ووصل إلى مرحلة عدم اللياقة السياسية أو الاجتماعية.
من الصعب الجزم، الآن، بمن سيفوز ببطاقة الترشح، سواء عن الحزب الديمقراطي، أو الجمهوري، بيد أن المؤكد أننا إزاء انتخابات غير تقليدية، سوف تقلب موازين السياسة في أميركا في السنوات القليلة المقبلة.
هناك الكثير الذي قد يُقال عن ساندرز، وهو الذي يحظى بتاريخ طويل من العمل السياسي، سواء على مستوى ولاية فيرمونت التي استقر فيها، أو على مستوى الكونغرس الأميركي الذي يحظى بعضوية مجلس الشيوخ فيه، منذ أكثر من عقدين. وأهم ما يوصف به ساندرز، ولعل ذلك سر جاذبيته، خصوصاً بين مواطنين كثيرين، خصوصاً الشباب، هو ما يطرحه من أفكار تبدو "غير تقليدية" لكثيرين، خصوصاً فيما يتعلق بالاقتصاد، وكيفية إدارته، فضلا عن انحيازاته الاجتماعية والاقتصادية. فالرجل يتحدث بلغةٍ أقرب إلى الاشتراكية الديمقراطية، وينتمي إيديولوجياً إلى تيار اليسار الديمقراطي. حيث يسعى إلي فرض رقابةٍ مجتمعيةٍ على رأس المال المتضخم، من خلال توسيع منظومة الضرائب، ودعم برامج الرفاه الاجتماعية، خصوصاً للفقراء والطبقة الوسطى، عبر زيادة الحد الأدنى للأجور، وزيادة المنح التعليمية للطلاب في الكليات والجامعات. لذا، لم يكن غريباً أن يطلق عليه بعضهم "عدو وول ستريت"، في إشارة إلى سعيه إلى فرض ضرائب على رجال الأعمال. كما يتباهى ساندرز بأن معظم تمويل حملته الانتخابية يأتي من مواطنين عاديين، وليس من رجال أعمال، كما الحال مع منافسته كلينتون.
تبدو مواقف ساندرز السياسية مغايرة للمؤسسة الحاكمة في أميركا، فقد صوّت ضد غزو العراق، وصوّت ضد قانون مكافحة الإرهاب أو "باتريوت أكت" الذي تم فرضه، بعد أحداث "11 سبتمبر" 2001، وأدى إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. أصول ساندرز اليهودية تجعله أيضا مرشحاً مختلفاً عن الآخرين، فهو ينتمي لعائلة يهودية من بولندا، هاجرت إلى الولايات المتحدة أوائل القرن الماضي، كما نشأ لبعض الوقت داخل مستوطنة في فلسطين المحتلة، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة، كي يستقر في ولاية فيرمونت. وهو يدعم إسرائيل، ولكنه، في الوقت نفسه، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لا يتمتع ساندرز بكاريزما سياسية، كما أنه ليس خطيباً مفوهاً، على الأقل مقارنة بغريمته هيلاري كلينتون، ولكن ما يطرحه من أفكار تبدو جديدة لناسٍ كثيرين، خصوصاً الشباب، وهو ما جعله منافساً قويا لهيلاري، صاحبة التاريخ السياسي الطويل، سواء داخل الكونغرس، أو في الإدارة الأميركية في الفترة الأولى للرئيس باراك أوباما. وخلال زيارتي، أخيراً، للولايات المتحدة التقيت ببعض طلابي في جامعة جونز هوبكنز، ووجدت أن معظمهم يؤيدون ساندرز، وعندما سألت عن السبب، كانت إجابة الجميع أن الرجل "نزيه وصادق". ويبدو أن أميركيين كثيرين قد ملّوا من المرشحين التقليديين الذين لا يقدمون أفكاراً جذرية أو تغييرية. ولعل هذا أيضاً سرّ تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يمتلك خطاباً مغايراً لكل خطابات منافسيه، وإن تجاوز أحياناً، ووصل إلى مرحلة عدم اللياقة السياسية أو الاجتماعية.
من الصعب الجزم، الآن، بمن سيفوز ببطاقة الترشح، سواء عن الحزب الديمقراطي، أو الجمهوري، بيد أن المؤكد أننا إزاء انتخابات غير تقليدية، سوف تقلب موازين السياسة في أميركا في السنوات القليلة المقبلة.