هل ينجو "الإخوان" من الانشقاق؟
مظفر عتيق (فلسطين)
نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، ارتباط الحركة التنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، واصفاً العلاقة بين الطرفين بأنها لا تتعدى كونها ارتباطاً فكرياً ومنهجياً، وليس سياسياً، متحدياً أن يثبت أي شخص أنهم تلقوا أوامر من "الإخوان". وتلتقي أقوال الزهار مع تصريحاتٍ لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، أوضح فيها أن حماس حركة تحرر وطني فلسطيني، بمرجعيةٍ إسلامية داخل فلسطين فقط.
تصريحات هنية والزهار، والتي دعمّتها أحاديثٌ مشابهة للقياديين في الحركة، خليل الحية وأحمد يوسف، جاءت بعد أخبار عديدة عن طلب النظام المصري من حماس فك ارتباطها بمكتب الإرشاد الرئيسي، في الحوارات المفاجئة التي حصلت بينهما أخيراً، الأمر الذي قابلته الحركة الفلسطينية بالنفي، سواءً إن طلب النظام ذلك منهم، أو إن كان هنالك ارتباطٌ تنظيمي من الأساس.
تنص المادة الثانية من ميثاق حركة حماس الذي أعلن في الانتفاضة الأولى على أن حماس "جناحٌ من أجنحة الإخوان المسلمين"، علاوةً على تصريحاتٍ سابقة لأكثر من مسؤولٍ في الحركة، ذكروا فيها أنهم موجودون قبل إعلان الانطلاقة عام 1987، رابطين أنفسهم بنشأة الجماعة في العشرينيات بقيادة حسن البنا، الأمر الذي ذُكر مراراً وتكراراً، خصوصاً في مهرجانات الانطلاقة السنوية، ويضافُ إلى ذلك كله سؤالٌ جوهري: لماذا المشكلات بين النظام المصري وحماس منذ البداية، إن لم تكن حماس جزءاً من الإخوان المسلمين تنظيمياً؟
المصالح السياسية المأمولة من الحوارات الأخيرة بين حماس ومصر، هي من أخرجت تصريحات النفي هذه، إذ يقول أستاذ العلوم السياسية، عبد الستار قاسم، إن حماس تحاول أن تحمي نفسها، فلجأت إلى النفي، فهي بالأصل منبثقة عن حركة الإخوان المسلمين، ومؤسسها أحمد ياسين كان معروفاً بانتمائه للجماعة.
لعل عدم كون حماس اللاعب الوحيد على ساحة "الانسحاب الإخواني"، هو ما أجج فتيل "الانشقاق" في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، فقبل الأزمة الحالية والحوارات المفاجئة بين الحركة والجانب المصري بفترةٍ وجيزة، أعلن مجلس شورى جماعة الإخوان في الأردن فك ارتباطهم بمكتب الإرشاد المصري، في نهاية فبراير/ شباط الماضي، إثر الأقاويل التي درجت عن فكرة إصدار قرار لحظر نشاط الجماعة في المملكة.
أحداث الأردن ومن ثم حماس، أعادت إلى الأذهان ابتعاد إخوان السودان بقيادة العلّامة الراحل حسن الترابي عن إخوان مصر، إلى جانب انزواء إخوان تونس، بقيادة العلّامة راشد الغنوشي عن المكتب المصري، إثر خلافهم حيال التمثيل في الانتخابات المصرية، بَعد زيارة الغنوشي مصر ولقاءه المرشد محمد بديع، عقب ثورة 25 يناير، وليطرح سؤالٌ مهم: لماذا بدأ الإخوان بالانقسام وفك الارتباط، وهم في أوج أزمةٍ طاحنة تحيط بهم؟
يرى المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، إن ما يحدث ليس انشقاقات، بل هو أمرٌ مشروع، مؤكدا أن ارتباط حماس الأيديولوجي أو الفكري بالإخوان المسلمين طبيعي، أما إن كان تنظيماً وفرعا من أصل سيصبح عندها خاضعاً لمكتب الإرشاد الدولي، وهذا ما يكلف حماس أن لا تكون تنظيماً وطنياً فلسطينياً مستقلاً.
أما فك ارتباط إخوان الأردن فيعتبره سويلم أنه جاء في وقتٍ سليم، وأنه لا يجب أن يكون هنالك ارتباطٌ من الأساس، فلكلٍ ظروفه الوطنية المختلفة عن الآخرين، فالارتباط مسألةٌ غير مشروعة، موضحاً أن قرار إخوان الأردن جاء من أجل المصالح الوطنية الأردنية ولا شك في ذلك، فكل تنظيمٍ يحاول الآن ربط مصيره بمصير الإخوان في مصر، هو تنظيم يفضل مصالح التنظيم على وطنه.
ويصف سويلم مطلب النظام المصري من حماس فك ارتباطها مع مكتب الإخوان بـ"المشروع والمفهوم بالنسبة للناس"، وأنه من الطبيعي أن تنهي حماس هذه العلاقة التنظيمية المباشرة مع الإخوان، إذا أرادت أن تقيم علاقات مستقرة مع مصر فصيلاً مستقلاً.
بعيداً عن كل الحلول المقترحة، أو التحليلات المختلفة حيال وضع الإخوان المسلمين الحالي والمستقبلي، لعل الحل لا يكمن في المراجعة أو الصمت وإنكار الواقع، بل في تخلي الإخوان المسلمين عن فكرة مركزية "الإرشاد المصري"، أي عدم خروج المكتب العالمي للإرشاد من الأراضي المصرية، وتسليم مهمة الإرشاد لشخصٍ غير مصري، ستكون سابقة تاريخية، لكنها مبررة في ظل ضعف "الإخوان" وتراجع قوتهم؛ بسبب اعتقال القوى الكبرى في صناعة الرأي لديهم، واستمرارية وصفهم ومن انتمى إليهم بالإرهاب، بعد إسقاط الجيش حكمهم في مصر قبل ثلاث سنوات.
تصريحات هنية والزهار، والتي دعمّتها أحاديثٌ مشابهة للقياديين في الحركة، خليل الحية وأحمد يوسف، جاءت بعد أخبار عديدة عن طلب النظام المصري من حماس فك ارتباطها بمكتب الإرشاد الرئيسي، في الحوارات المفاجئة التي حصلت بينهما أخيراً، الأمر الذي قابلته الحركة الفلسطينية بالنفي، سواءً إن طلب النظام ذلك منهم، أو إن كان هنالك ارتباطٌ تنظيمي من الأساس.
تنص المادة الثانية من ميثاق حركة حماس الذي أعلن في الانتفاضة الأولى على أن حماس "جناحٌ من أجنحة الإخوان المسلمين"، علاوةً على تصريحاتٍ سابقة لأكثر من مسؤولٍ في الحركة، ذكروا فيها أنهم موجودون قبل إعلان الانطلاقة عام 1987، رابطين أنفسهم بنشأة الجماعة في العشرينيات بقيادة حسن البنا، الأمر الذي ذُكر مراراً وتكراراً، خصوصاً في مهرجانات الانطلاقة السنوية، ويضافُ إلى ذلك كله سؤالٌ جوهري: لماذا المشكلات بين النظام المصري وحماس منذ البداية، إن لم تكن حماس جزءاً من الإخوان المسلمين تنظيمياً؟
المصالح السياسية المأمولة من الحوارات الأخيرة بين حماس ومصر، هي من أخرجت تصريحات النفي هذه، إذ يقول أستاذ العلوم السياسية، عبد الستار قاسم، إن حماس تحاول أن تحمي نفسها، فلجأت إلى النفي، فهي بالأصل منبثقة عن حركة الإخوان المسلمين، ومؤسسها أحمد ياسين كان معروفاً بانتمائه للجماعة.
لعل عدم كون حماس اللاعب الوحيد على ساحة "الانسحاب الإخواني"، هو ما أجج فتيل "الانشقاق" في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، فقبل الأزمة الحالية والحوارات المفاجئة بين الحركة والجانب المصري بفترةٍ وجيزة، أعلن مجلس شورى جماعة الإخوان في الأردن فك ارتباطهم بمكتب الإرشاد المصري، في نهاية فبراير/ شباط الماضي، إثر الأقاويل التي درجت عن فكرة إصدار قرار لحظر نشاط الجماعة في المملكة.
أحداث الأردن ومن ثم حماس، أعادت إلى الأذهان ابتعاد إخوان السودان بقيادة العلّامة الراحل حسن الترابي عن إخوان مصر، إلى جانب انزواء إخوان تونس، بقيادة العلّامة راشد الغنوشي عن المكتب المصري، إثر خلافهم حيال التمثيل في الانتخابات المصرية، بَعد زيارة الغنوشي مصر ولقاءه المرشد محمد بديع، عقب ثورة 25 يناير، وليطرح سؤالٌ مهم: لماذا بدأ الإخوان بالانقسام وفك الارتباط، وهم في أوج أزمةٍ طاحنة تحيط بهم؟
يرى المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، إن ما يحدث ليس انشقاقات، بل هو أمرٌ مشروع، مؤكدا أن ارتباط حماس الأيديولوجي أو الفكري بالإخوان المسلمين طبيعي، أما إن كان تنظيماً وفرعا من أصل سيصبح عندها خاضعاً لمكتب الإرشاد الدولي، وهذا ما يكلف حماس أن لا تكون تنظيماً وطنياً فلسطينياً مستقلاً.
أما فك ارتباط إخوان الأردن فيعتبره سويلم أنه جاء في وقتٍ سليم، وأنه لا يجب أن يكون هنالك ارتباطٌ من الأساس، فلكلٍ ظروفه الوطنية المختلفة عن الآخرين، فالارتباط مسألةٌ غير مشروعة، موضحاً أن قرار إخوان الأردن جاء من أجل المصالح الوطنية الأردنية ولا شك في ذلك، فكل تنظيمٍ يحاول الآن ربط مصيره بمصير الإخوان في مصر، هو تنظيم يفضل مصالح التنظيم على وطنه.
ويصف سويلم مطلب النظام المصري من حماس فك ارتباطها مع مكتب الإخوان بـ"المشروع والمفهوم بالنسبة للناس"، وأنه من الطبيعي أن تنهي حماس هذه العلاقة التنظيمية المباشرة مع الإخوان، إذا أرادت أن تقيم علاقات مستقرة مع مصر فصيلاً مستقلاً.
بعيداً عن كل الحلول المقترحة، أو التحليلات المختلفة حيال وضع الإخوان المسلمين الحالي والمستقبلي، لعل الحل لا يكمن في المراجعة أو الصمت وإنكار الواقع، بل في تخلي الإخوان المسلمين عن فكرة مركزية "الإرشاد المصري"، أي عدم خروج المكتب العالمي للإرشاد من الأراضي المصرية، وتسليم مهمة الإرشاد لشخصٍ غير مصري، ستكون سابقة تاريخية، لكنها مبررة في ظل ضعف "الإخوان" وتراجع قوتهم؛ بسبب اعتقال القوى الكبرى في صناعة الرأي لديهم، واستمرارية وصفهم ومن انتمى إليهم بالإرهاب، بعد إسقاط الجيش حكمهم في مصر قبل ثلاث سنوات.