12 يوليو 2016
رقص صوفي أم شرقي "بلدي"؟
منة أبو أحمد (فلسطين)
في عالم الانفتاح هذا، أصبحنا وأمسينا نعيش على وتيرة واحدة من الفن الهابط، ولكن بالتدريج شيئاً فشيئاً، حتى أنّ الأمر بات مقبولاً عند كثيرين، بل إنّ "القعدة " لا تحلو بدون رقصة شرقية، تعلو بالمزاج قليلاً في كثير من لقطات الأفلام والمسلسلات التي تنعت نفسها بـ "الفن الأصيل"، في حين أنّ المستوى الذوقي والفني الحقيقيان سقطا في ذلك المستنقع الرديء من الابتذال والإسفاف والاستخفاف بالعقول، وكأنّها لا ترغب إلا بمشاهدة قصص الحب المستعصية، المنتهية بالفراق والضياع، ثم الاستياء من المخرج، لأنه لم يضع نهاية سعيدة للحبيبين، فقد كسر قلوبنا معهم، ونبقى نتحدث في النهاية مسيرة أسبوع.. وهذا كله لأنّ خيال السيناريست كان عبقرياً، وحبكته "ما تخرش المية" عدا عن لقطات "المراقص" التي لا أعلم جدوى عرضها، سوى أن نفكر بعددها في هذا البلد، ولم لا يغلقونها في بلاد المفترض أنها إسلامية؟
الأمر يطول، ليس علينا في هذا من شيء. لكن، ألا نستطيع أن نجد بديلاً عن هذا كله؟ لم لا نتعرّف إلى الرقص الدرويشي، هو ليس برقص في حد ذاته، بل أداء حركات معينة كالدوران، وهي تحمل معان خاصة.
بالطبع، لا مجال ولا مكان للمقارنة بين الاثنين، فالعالم الصوفي يحمل معاني راقية وحديثة للحب الروحي، ترتقي بالنفس الإنسانية، تتناسب وروح العصر الحديث، إذا ما عرفت حق معرفة، كما يراد لها أن تفهم.
اعتقدنا، في الصغر، أن هذا النوع من الرقص حماقة، أي أنك ترتدي تلك "التنورة الطويلة"، وتمضي بالدوران حتى تصاب بالدوخة، وتسقط أرضاً.. لا لا ليس ذلك بمعناها، فقد خانني المعتقد القديم، حتى وقعت في يدي رواية "قواعد العشق الأربعون"، فأملت عليّا، وأوحت لي بحياة صوفية ملؤها حب روحي أبدي، والرقص الصوفي يحمل معنى تعبدياً من نوع خاص وفريد، وأراه مستحدثاً، بعيداً عن قدم فكرته، ويصاحبه آيات من القرآن والذكر، وأدعية تحمل نوعاً من المناجاة.
هذا الرقص يمنح الإنسان جلسة تأمّل وتفكّر، وتطير به في عوالم خفية، كما أنّ حركاته تسفر عن معاني روحية معينة، وإتقان هذا الفن الرائع الذي يستحق التقدير الحقيقي لا يدركه الجميع، فهو يدق أوتار القلوب الخامدة، وقد أوجده جلال الدين الرومي في قونية، بعد معرفته شمس الدين التبريزي، فأصبح شاعراً ومؤلفاً للرقص والموسيقى الدرويشية، وتعرف لدى الأتراك باسمين "السماع"، ويعني الذكر الديني القائم على الدوران، وقوفاً مع استخدام آلات موسيقية، كالناي وآلة القانون، والنوع الآخر يسمّى "إلهي" من الشعر الصوفي التركي الذي يتحدث عن خصال الله ورسله، ويحتوي على أدعيةٍ كثيرة جداً، وأنواعه وأشكاله، مع تشابه مضامينه وأهدافه، لمحة بسيطة وودت عرضها، لكن الجمال سيتضح في القراءة عنه والاستماع له.
الأمر يطول، ليس علينا في هذا من شيء. لكن، ألا نستطيع أن نجد بديلاً عن هذا كله؟ لم لا نتعرّف إلى الرقص الدرويشي، هو ليس برقص في حد ذاته، بل أداء حركات معينة كالدوران، وهي تحمل معان خاصة.
بالطبع، لا مجال ولا مكان للمقارنة بين الاثنين، فالعالم الصوفي يحمل معاني راقية وحديثة للحب الروحي، ترتقي بالنفس الإنسانية، تتناسب وروح العصر الحديث، إذا ما عرفت حق معرفة، كما يراد لها أن تفهم.
اعتقدنا، في الصغر، أن هذا النوع من الرقص حماقة، أي أنك ترتدي تلك "التنورة الطويلة"، وتمضي بالدوران حتى تصاب بالدوخة، وتسقط أرضاً.. لا لا ليس ذلك بمعناها، فقد خانني المعتقد القديم، حتى وقعت في يدي رواية "قواعد العشق الأربعون"، فأملت عليّا، وأوحت لي بحياة صوفية ملؤها حب روحي أبدي، والرقص الصوفي يحمل معنى تعبدياً من نوع خاص وفريد، وأراه مستحدثاً، بعيداً عن قدم فكرته، ويصاحبه آيات من القرآن والذكر، وأدعية تحمل نوعاً من المناجاة.
هذا الرقص يمنح الإنسان جلسة تأمّل وتفكّر، وتطير به في عوالم خفية، كما أنّ حركاته تسفر عن معاني روحية معينة، وإتقان هذا الفن الرائع الذي يستحق التقدير الحقيقي لا يدركه الجميع، فهو يدق أوتار القلوب الخامدة، وقد أوجده جلال الدين الرومي في قونية، بعد معرفته شمس الدين التبريزي، فأصبح شاعراً ومؤلفاً للرقص والموسيقى الدرويشية، وتعرف لدى الأتراك باسمين "السماع"، ويعني الذكر الديني القائم على الدوران، وقوفاً مع استخدام آلات موسيقية، كالناي وآلة القانون، والنوع الآخر يسمّى "إلهي" من الشعر الصوفي التركي الذي يتحدث عن خصال الله ورسله، ويحتوي على أدعيةٍ كثيرة جداً، وأنواعه وأشكاله، مع تشابه مضامينه وأهدافه، لمحة بسيطة وودت عرضها، لكن الجمال سيتضح في القراءة عنه والاستماع له.
مقالات أخرى
27 يونيو 2016