08 مارس 2019
حق يراد به باطل
محمد لطفي (مصر)
كثيرا ما يستخدم شخص ما، أو نظام سياسي، كلمات وعبارات صحيحة في معناها، صادقة في ذاتها، لتبرير أفعال وأقوال لا يمكن قبولها (باطل).
أطلق عبد الفتاح السيسي، في 26 يوليو/ تموز 2013، شعار "تفويض الإرهاب". ومنذ ذلك اليوم، لم يتغير شيء والجرائم الإرهابية في مصر كما هي لم تتغير منذ اغتيال أنور السادات وتولي حسني مبارك (لم يطلب تفويضا ولا تصريحا)، تزيد تارة وتهدأ فترة. هكذا استمر الحال طوال عقود مبارك الثلاثة التي انتهت بثورة يناير 2011، ثم انتكست بانقلاب يوليو 2013.
طوال أربع سنوات من التفويض المزعوم أو التفويض الإجباري (إن جاز اللفظ لغويا)، وعندما تهدأ وتيرة الإرهاب وتقل الحوادث، يصرخ الإعلام والمنافقون "شفتم السيسي... نجح في دحر الإرهاب... علشان منبقاش زي سورية والعراق... إلخ"، وعندما تعود الجرائم الإرهابية يهتف حملة المباخر "الإرهاب في كل مكان... حرب الإرهاب طويلة وليست نظامية... كل الدول تعاني من الإرهاب... إلخ".
هذا هو الحال الذي تعيشه مصر منذ أربع سنوات، ولم يحاول النظام أن يغير سياسته أو يعيد تقييمها، ليدرك أين الخطأ، فكل ذلك وكل هذه الدماء الزكية والأرواح الطاهرة الصاعدة إلى بارئها لا تعنيه في شيء، فكل ما يهمه ويسعى إليه استمراره في الحكم، ولو كان ذلك على حساب أرواح عشرات المصريين.
والعجيب عندما يحدث أي حادث إرهابي، ويحاول بعض العقلاء مناقشته، وتوضيح أوجه الخلل والقصور، ينفعل ضاربو الدفوف، ويصرخ المنافقون "مش وقته... محدش يتكلم... دلوقت لازم الشعب كله يقف صفا واحدا... لا نقاش... بعدين نتكلم ونتناقش... ولا يأتي هذا البعدين أبدا".
أن يتعاون أبناء الوطن، ويقفون صفا واحدا في مواجهة الإرهاب، كلمة حق، ولكن أن يستغل ذلك في الصمت والسكوت وتكميم الأفواه وعدم المناقشة وكشف الخلل والتقصير فهذا هو الباطل.
منذ حادث الوادي الجديد في بداية حكم السيسي، والجرائم الإرهابية تتكرر بصورة متشابهة، والفشل في تأمين القوات المهاجمة والتقصير في المساندة والدعم والخطأ بداية في تسليح النقاط الأمنية (أفرادا وعتادا).. يتكرّر كل مرة، ولا أحد يجرؤ على الحديث، فمنذ أطلق السيسي صرخته المشهورة، بعد حادث كنيسة الإسكندرية "محدش يقول تقصير أمني"، صارت هذه العبارة قرآنا وإنجيلا يلتزمه الجميع.
فإلى متى؟ إلى متى يقال الحق ويراد به باطل؟ إلى متى يرقص المنافقون ويطبلون وأبناؤنا يستشهدون؟ إلى متى تعلن الدول الأخرى الحداد وتنكس الإعلام ونظامنا يحتفل بذكرى العلمين؟! إلى متى يتجرع الآباء والأمهات مرارة الفقد ولوعة الفراق وألم الحزن ورئيس النظام يتجول في أوروبا يستجدي الشرعية والمكانة الدولية؟ إلى متى، يا شعب مصر تقبل خسارة أبنائك وشبابك؟ إلى متى يظل النظام أسدا جسورا على الشعب الأعزل، فيعتقل هذا ويقتل هذا ويخفي هذا؟ إلى متى.. إلى متى؟
أطلق عبد الفتاح السيسي، في 26 يوليو/ تموز 2013، شعار "تفويض الإرهاب". ومنذ ذلك اليوم، لم يتغير شيء والجرائم الإرهابية في مصر كما هي لم تتغير منذ اغتيال أنور السادات وتولي حسني مبارك (لم يطلب تفويضا ولا تصريحا)، تزيد تارة وتهدأ فترة. هكذا استمر الحال طوال عقود مبارك الثلاثة التي انتهت بثورة يناير 2011، ثم انتكست بانقلاب يوليو 2013.
طوال أربع سنوات من التفويض المزعوم أو التفويض الإجباري (إن جاز اللفظ لغويا)، وعندما تهدأ وتيرة الإرهاب وتقل الحوادث، يصرخ الإعلام والمنافقون "شفتم السيسي... نجح في دحر الإرهاب... علشان منبقاش زي سورية والعراق... إلخ"، وعندما تعود الجرائم الإرهابية يهتف حملة المباخر "الإرهاب في كل مكان... حرب الإرهاب طويلة وليست نظامية... كل الدول تعاني من الإرهاب... إلخ".
هذا هو الحال الذي تعيشه مصر منذ أربع سنوات، ولم يحاول النظام أن يغير سياسته أو يعيد تقييمها، ليدرك أين الخطأ، فكل ذلك وكل هذه الدماء الزكية والأرواح الطاهرة الصاعدة إلى بارئها لا تعنيه في شيء، فكل ما يهمه ويسعى إليه استمراره في الحكم، ولو كان ذلك على حساب أرواح عشرات المصريين.
والعجيب عندما يحدث أي حادث إرهابي، ويحاول بعض العقلاء مناقشته، وتوضيح أوجه الخلل والقصور، ينفعل ضاربو الدفوف، ويصرخ المنافقون "مش وقته... محدش يتكلم... دلوقت لازم الشعب كله يقف صفا واحدا... لا نقاش... بعدين نتكلم ونتناقش... ولا يأتي هذا البعدين أبدا".
أن يتعاون أبناء الوطن، ويقفون صفا واحدا في مواجهة الإرهاب، كلمة حق، ولكن أن يستغل ذلك في الصمت والسكوت وتكميم الأفواه وعدم المناقشة وكشف الخلل والتقصير فهذا هو الباطل.
منذ حادث الوادي الجديد في بداية حكم السيسي، والجرائم الإرهابية تتكرر بصورة متشابهة، والفشل في تأمين القوات المهاجمة والتقصير في المساندة والدعم والخطأ بداية في تسليح النقاط الأمنية (أفرادا وعتادا).. يتكرّر كل مرة، ولا أحد يجرؤ على الحديث، فمنذ أطلق السيسي صرخته المشهورة، بعد حادث كنيسة الإسكندرية "محدش يقول تقصير أمني"، صارت هذه العبارة قرآنا وإنجيلا يلتزمه الجميع.
فإلى متى؟ إلى متى يقال الحق ويراد به باطل؟ إلى متى يرقص المنافقون ويطبلون وأبناؤنا يستشهدون؟ إلى متى تعلن الدول الأخرى الحداد وتنكس الإعلام ونظامنا يحتفل بذكرى العلمين؟! إلى متى يتجرع الآباء والأمهات مرارة الفقد ولوعة الفراق وألم الحزن ورئيس النظام يتجول في أوروبا يستجدي الشرعية والمكانة الدولية؟ إلى متى، يا شعب مصر تقبل خسارة أبنائك وشبابك؟ إلى متى يظل النظام أسدا جسورا على الشعب الأعزل، فيعتقل هذا ويقتل هذا ويخفي هذا؟ إلى متى.. إلى متى؟