18 فبراير 2020
الكرد و"الخوف" من الاستفتاء التركي
يشكل الكرد في تركيا كتلة انتخابية وازنة، يمكن لها أن ترجح فوز هذا الطرف أو ذاك، ولا سيما في لحظات الانقسام بين القوى الحزبية والسياسية التركية، حيث تقدر الكتلة الانتخابية الكردية بنحو 18% من عموم الأصوات في البلاد. منذ تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة الحكم عام 2002، توزّع الصوت الكردي بين اتجاه إسلامي يصوّت لصالح هذا الحزب، واتجاه ثانٍ يصوت على أساس قومي كردي، كان له الفضل في إيصال حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان، بعد أن تجاوز العتبة الانتخابية المحدّدة (10%) في الانتخابات البرلمانية في صيف عام 2015، فيما لا يحظى حزب الشعب الجمهوري الذي يمثل إرث كمال أتاتورك بنفوذ في المناطق الكردية، وكذلك حزب الحركة القومية الذي يعادي تاريخيا التطلعات القومية الكردية في البلاد، انطلاقا من نظرته القومية المتطرّفة.
مع الحملة التي شنتها السلطات التركية، أخيرا، ضد حزب الشعوب الديمقراطي، وسجن قادته و12 نائبا له واعتقال آلافٍ من أنصاره، فقد الحزب الكثير من قدرته على تنظيم حملات إعلامية ضد الاستفتاء على التعديلات الدستورية الهادفة للانتقال إلى النظام الرئاسي. وبسبب ذلك، يبدو الشارع الكردي منقسما إزاء التصويت في الاستفتاء، ويتجسّد هذا الانقسام في الخريطة التالية:
القوى الرافضة للاستفتاء: تتألف أساسا من حزب الشعوب الديمقراطي، حزب المناطق الحرة، حركة المرأة الحرة، ومجلس المجتمع الديمقراطي، وجميع هذه الأحزاب والحركات قريبة من حزب العمال الكردستاني، وقد رفعت، منذ البداية، شعار لا للاستفتاء على اعتبار أن الدستور المقترح لا يتضمن الحقوق القومية الكردية، وأن الانتقال إلى النظام الرئاسي سيجعل من الرئيس، رجب طيب أردوغان، دكتاتورا ربما ينتهج من التصعيد العسكري ضد الكرد في المرحلة المقبلة، بحجة مكافحة الإرهاب.
القوى المؤيدة للاستفتاء: تتألف من التيارات الإسلامية التقليدية الكردية، وبشكل أساسي حزب هدى بار الذي تأسس في السنوات الأخيرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني، ويطرح نفسه بديلا عنه في الشارع الكردي، وتلقى توجهاته الدعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم. ويرى هذا الحزب أن الاستفتاء سيقوي تركيا، ويجعل من أرودغان أكثر قوة وقدرة لتحقيق الحقوق القومية الكردية في إطار رؤية إسلامية.
الكتلة الصامتة: على الرغم من أن هذه الكتلة غير موحدة تنظيميا، إلا أنها تبدو صامتة، وهي تتألف بشكل أساسي من الكتلة الكردية داخل حزب العدالة والتنمية، والتي تقدر بنحو 10% من مجموع أصوات الحزب، وتيارات كردية أخرى، من بينها تيار النائب الكردية الشهيرة ليلى زانا، وتلتزم هذه الكتلة الصمت، وهي تبدو غير قادرة على حسم خياراتها، بل ومتردّدة لقناعتها بأن مرحلة الاستفتاء تحمل معها كل السيناريوهات.
وعلى الرغم من هذا الانقسام، يبقى الصوت الكردي مهما في تحديد نتائج الاستفتاء، وذلك بسبب الانقسام الشديد في الشارع التركي نفسه، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى نسب متقاربة لجهة تأييد الاستفتاء أو رفضه، إذ تحدّد معظم استطلاعات الراي هذه النسب بين 52% إلى 56% سواء لجهة الرفض أو القبول، ويبدو أن أردوغان أدرك أهمية الصوت الكردي. وعليه، زار قبل أيام دياربكر التي تعد عاصمة كرد تركيا. وتحدث فيها مجدّدا عن السلام، متعهدا بالحرية والتنمية والأخوة في خطابٍ من الواضح أن هدفه هو الحصول على دعم الناخبين الكرد.
في جميع الأحوال، يمكن القول إن الغالبية العظمى من كرد تركيا تخشى من أن يؤدي فوز أردوغان في الاستفتاء إلى مرحلة أكثر صعوبةً مما سبق في ظل أجندته الواضحة، وإعلانه العزم على المضي في محاربة حزب العمال الكردستاني، وجناحه السياسي، حزب الشعوب الديمقراطي.
مع الحملة التي شنتها السلطات التركية، أخيرا، ضد حزب الشعوب الديمقراطي، وسجن قادته و12 نائبا له واعتقال آلافٍ من أنصاره، فقد الحزب الكثير من قدرته على تنظيم حملات إعلامية ضد الاستفتاء على التعديلات الدستورية الهادفة للانتقال إلى النظام الرئاسي. وبسبب ذلك، يبدو الشارع الكردي منقسما إزاء التصويت في الاستفتاء، ويتجسّد هذا الانقسام في الخريطة التالية:
القوى الرافضة للاستفتاء: تتألف أساسا من حزب الشعوب الديمقراطي، حزب المناطق الحرة، حركة المرأة الحرة، ومجلس المجتمع الديمقراطي، وجميع هذه الأحزاب والحركات قريبة من حزب العمال الكردستاني، وقد رفعت، منذ البداية، شعار لا للاستفتاء على اعتبار أن الدستور المقترح لا يتضمن الحقوق القومية الكردية، وأن الانتقال إلى النظام الرئاسي سيجعل من الرئيس، رجب طيب أردوغان، دكتاتورا ربما ينتهج من التصعيد العسكري ضد الكرد في المرحلة المقبلة، بحجة مكافحة الإرهاب.
القوى المؤيدة للاستفتاء: تتألف من التيارات الإسلامية التقليدية الكردية، وبشكل أساسي حزب هدى بار الذي تأسس في السنوات الأخيرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني، ويطرح نفسه بديلا عنه في الشارع الكردي، وتلقى توجهاته الدعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم. ويرى هذا الحزب أن الاستفتاء سيقوي تركيا، ويجعل من أرودغان أكثر قوة وقدرة لتحقيق الحقوق القومية الكردية في إطار رؤية إسلامية.
الكتلة الصامتة: على الرغم من أن هذه الكتلة غير موحدة تنظيميا، إلا أنها تبدو صامتة، وهي تتألف بشكل أساسي من الكتلة الكردية داخل حزب العدالة والتنمية، والتي تقدر بنحو 10% من مجموع أصوات الحزب، وتيارات كردية أخرى، من بينها تيار النائب الكردية الشهيرة ليلى زانا، وتلتزم هذه الكتلة الصمت، وهي تبدو غير قادرة على حسم خياراتها، بل ومتردّدة لقناعتها بأن مرحلة الاستفتاء تحمل معها كل السيناريوهات.
وعلى الرغم من هذا الانقسام، يبقى الصوت الكردي مهما في تحديد نتائج الاستفتاء، وذلك بسبب الانقسام الشديد في الشارع التركي نفسه، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى نسب متقاربة لجهة تأييد الاستفتاء أو رفضه، إذ تحدّد معظم استطلاعات الراي هذه النسب بين 52% إلى 56% سواء لجهة الرفض أو القبول، ويبدو أن أردوغان أدرك أهمية الصوت الكردي. وعليه، زار قبل أيام دياربكر التي تعد عاصمة كرد تركيا. وتحدث فيها مجدّدا عن السلام، متعهدا بالحرية والتنمية والأخوة في خطابٍ من الواضح أن هدفه هو الحصول على دعم الناخبين الكرد.
في جميع الأحوال، يمكن القول إن الغالبية العظمى من كرد تركيا تخشى من أن يؤدي فوز أردوغان في الاستفتاء إلى مرحلة أكثر صعوبةً مما سبق في ظل أجندته الواضحة، وإعلانه العزم على المضي في محاربة حزب العمال الكردستاني، وجناحه السياسي، حزب الشعوب الديمقراطي.