07 يوليو 2020
طرابلس.. خطوة العقيد التالية
تمر ليبيا بتحولات مهمة، بعد سيطرة قوات تابعة لخليفة حفتر على مدينة بنغازي، فقد وجدت هذه القوات الطريق معبداً للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، وقواعد عسكرية جوية جنوب البلاد ووسطها، بعد تسوياتٍ مع القبائل الليبية فيها، ما يعني زيادة نفوذ الرجل سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، مع بسط نفوذه على أهم المناطق الجيوسياسية في ليبيا. ما يجعل الخطوة الثانية في خطته العسكرية هي الزحف نحو العاصمة طرابلس، فالرجل يضع نصب عينيه رمزية العاصمة طرابلس وأهميتها، ودخولها فاتحًا يعني أن آخر حلقات انقلابه التلفزيوني يكون بإحكام قبضته على طرابلس. على أن تقدّمه ما كان ليصبح واقعًا لولا دعم عواصم عربية (القاهرة، أبو ظبي، الرياض)، وهو الذي فشل في التقدّم في بنغازي المحاصرة من قواته منذ أكثر من عامين، ولم يستطع دخول مدينة درنة المحصنة، بل اكتفى بقصفها بطائراته، وأوقع فيها خسائر مدنية، ولا حتى منطقة الهلال النفطي التي سيطرت عليها سرايا الدفاع عن بنغازي في ساعات قليلة قبل أن يستنجد بطائرات الإمارات ومصر لمساعدته لاستعادتها، وقبلها طائرات فرنسا التي أسقطت إحداها، وعلى متنها ضباط فرنسيون مهمتهم تقديم الدعم العسكري للعقيد حفتر.
عقبة كأداء لا شك أنها تدخل ضمن حسابات العقيد حفتر، كلما همّ واستجمع قوته لدخول العاصمة طرابلس، وهي مدينة مصراته وكتائبها العسكرية التي تعارضه سياسيًا وعسكريًا، وترى فيه نسخة مطورة من العقيد معمر القذافي، يحاول وأد الأهداف التي قامت من أجلها الثورة الليبية، وهي الحرية والخلاص من الديكتاتورية. فضلًا عن رفضه من كتائب الثوار في مدينة طرابلس ومحيطها التي ترى فيه عودة لحن قديم كره الليبيون سماعه مجددًا، وهو حكم العسكر. لذا، يعمل حلفاؤه بكامل طاقتهم لجمعه مع كتائب مصراتة، والتمهيد لاتفاق سياسي، أو حتى عسكري، يحيّد المدينة وكتائبها من خطوة العقيد المقبلة، فها هو وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد يتحدث عن لقاءات ستجرى بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وحفتر، في مدينة برقة الليبية، لتجاوز عقدة مصراتة. ويتساوق ذلك مع جمع القاهرة قيادات سياسية وعسكرية من مصراتة. ولكن لن تكون المهمة سهلة في طرابلس، مع وجود عدد من كتائب الثوار التي تعارض حفتر نهجاً وفكراً.
يحاول حلفاء حفتر كسب الوقت، وتسويقه أميركياً على أنه الوحيد القادر على محاربة الإرهاب، وهو الذي فشل في مواجهة الإرهاب في محور درنة- بنغازي- سرت، عندما هربت عناصر "داعش" من درنة باتجاه سرت، تحت سمع القدرة النيرانية لقواته وعلمها من دون ردة فعل. اجتمع العقيد والسفير الأميركي لدى ليبيا، بيتر بودي، وقائد قوات "أفريكوم" الجنرال توماس وادهاورز، في مقر القيادة العامة للجيش الليبي جنوب بنغازي، بالتزامن مع حديثٍ عن وضع استراتيجيةٍ عسكرية جديدة للتعامل مع ليبيا، مع الإشارة إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستأخذ في الحسبان هواجس (ومصالح) القوى الإقليمية الداعمة للاتفاق السياسي الليبي وحكومة السراج، وفي مقدمتها تونس والجزائر وإيطاليا، القوى التي يرتبط أمنها القومي بالأزمة السياسية الليبية. وقد تتضمن توسيع التدخل العسكري الأميركي الذي كان في ظل إدارة باراك أوباما إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سرت، من خلال ضرباتٍ جويةٍ ذكية، مركّزة، ساعدت قوات عملية البنيان المرصوص التي تشكل كتائب ثوار مصراته أغلبية مقاتليها تحرير مدينة سرت من التنظيم ودحره. وهو ما يضع الإدارة الأميركية أمام خيارين: إما دعم حفتر الآخذ نفوذه بالازدياد شرق ليبيا ويتمدد غربها، أو دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المعترف بها حكومة ليبية شرعية. وكلا الخيارين سيكون لهما تأثير مباشر على خطوة حفتر التالية وحلفائه بالتوجه نحو العاصمة طرابلس.
عقبة كأداء لا شك أنها تدخل ضمن حسابات العقيد حفتر، كلما همّ واستجمع قوته لدخول العاصمة طرابلس، وهي مدينة مصراته وكتائبها العسكرية التي تعارضه سياسيًا وعسكريًا، وترى فيه نسخة مطورة من العقيد معمر القذافي، يحاول وأد الأهداف التي قامت من أجلها الثورة الليبية، وهي الحرية والخلاص من الديكتاتورية. فضلًا عن رفضه من كتائب الثوار في مدينة طرابلس ومحيطها التي ترى فيه عودة لحن قديم كره الليبيون سماعه مجددًا، وهو حكم العسكر. لذا، يعمل حلفاؤه بكامل طاقتهم لجمعه مع كتائب مصراتة، والتمهيد لاتفاق سياسي، أو حتى عسكري، يحيّد المدينة وكتائبها من خطوة العقيد المقبلة، فها هو وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد يتحدث عن لقاءات ستجرى بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وحفتر، في مدينة برقة الليبية، لتجاوز عقدة مصراتة. ويتساوق ذلك مع جمع القاهرة قيادات سياسية وعسكرية من مصراتة. ولكن لن تكون المهمة سهلة في طرابلس، مع وجود عدد من كتائب الثوار التي تعارض حفتر نهجاً وفكراً.
يحاول حلفاء حفتر كسب الوقت، وتسويقه أميركياً على أنه الوحيد القادر على محاربة الإرهاب، وهو الذي فشل في مواجهة الإرهاب في محور درنة- بنغازي- سرت، عندما هربت عناصر "داعش" من درنة باتجاه سرت، تحت سمع القدرة النيرانية لقواته وعلمها من دون ردة فعل. اجتمع العقيد والسفير الأميركي لدى ليبيا، بيتر بودي، وقائد قوات "أفريكوم" الجنرال توماس وادهاورز، في مقر القيادة العامة للجيش الليبي جنوب بنغازي، بالتزامن مع حديثٍ عن وضع استراتيجيةٍ عسكرية جديدة للتعامل مع ليبيا، مع الإشارة إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستأخذ في الحسبان هواجس (ومصالح) القوى الإقليمية الداعمة للاتفاق السياسي الليبي وحكومة السراج، وفي مقدمتها تونس والجزائر وإيطاليا، القوى التي يرتبط أمنها القومي بالأزمة السياسية الليبية. وقد تتضمن توسيع التدخل العسكري الأميركي الذي كان في ظل إدارة باراك أوباما إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سرت، من خلال ضرباتٍ جويةٍ ذكية، مركّزة، ساعدت قوات عملية البنيان المرصوص التي تشكل كتائب ثوار مصراته أغلبية مقاتليها تحرير مدينة سرت من التنظيم ودحره. وهو ما يضع الإدارة الأميركية أمام خيارين: إما دعم حفتر الآخذ نفوذه بالازدياد شرق ليبيا ويتمدد غربها، أو دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المعترف بها حكومة ليبية شرعية. وكلا الخيارين سيكون لهما تأثير مباشر على خطوة حفتر التالية وحلفائه بالتوجه نحو العاصمة طرابلس.