11 يوليو 2017
أبوظبي وحُلمها المتوحش في اليمن
حالة من التوحش البرمائي المفرط تُبديه أبوظبي جنوب اليمن يوماً بعد آخر، في انحراف علني للأهداف التي لأجلها جاء التحالف إلى اليمن.
بطريقة استعلائية محفوفة بالصفاقة والاستهجان الفج، تحاول أبوظبي رفع عقيرتها على السلطة الشرعية ورئيسها، وعلى المصالح الوطنية لليمنيين أيضاً.
في الثالث من أغسطس/ آب الجاري، وعلى نحو مفاجئ، تحدّثت القوات الإماراتية عن عملية عسكرية لها في شبوة ضد تنظيم القاعدة، انتهت بفرض سيطرة قوات النخبة الشبوانية (أحد التشكيلات العسكرية اللاوطنية التابعة لأبوظبي) على المراكز الحكومية والأمنية ومنشآت الذهب الأسود.
كما أنّ تلك القوات التي تحاشت، في وقت سابق، مناطق نفوذ الحوثيين في مناطق عسيلان وبيحان، شرعت أخيرا، بتنفيذ حملات اعتقالات وقمع ضد شخصيات لها نشاطات دعوية ومدنية، من بينهم اعتقال المواطن، ناصر محمد العولقي، والذي يملك أكبر مول تجاري في عتق واقتياده من دون أي سبب إلى مكان مجهول، بواسطة طائرة هليكوبتر إماراتية.
هذه العملية التي غاب فيها دور السلطة الشرعية ودول التحالف التي لم تحظ حتى بمباركة محلية أو إقليمية، تهدف ظاهرياً إلى محاربة تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، بينما الهدف الأساسي استنساخ أبو ظبي تجربتها الليبية في اليمن؛ من خلال السيطرة على أكبر مشروع صناعي في البلاد يطل على بحر العرب (مشروع بلحاف النفطي) الذي ينتج أكثر من خمسين ألف برميل نفط يومياً، وهذا في نظر الإمارات يمثل ثروة ضخمة لتحويله إلى مصدر بديل للغاز القطري.
كما أنّ دورالعربية السعودية إزاء العملية اتسم بالصمت، ما أثار التساؤلات لدى كثيرين، وخصوصا بعد أن كشف المُغرّد الشهير المقرب من العائلة السعودية الحاكمة، مجتهد، أنّ ولي العهد، محمد بن سلمان، أطلق يد الإمارات في الجنوب، بعد أن تعهد باستخدام نفوذه لإبعاد القوى الشمالية المعارضة لوجودها.
بهذه العملية، تحاول أبوظبي التغطية على انتهاكاتها للحقوق والحريات و للسيادة اليمنية والمتمثلة بإنشاء قواعد عسكرية إماراتية في جزيرة ميون والمخا، بالإضافة إلى تشكيل تكتلات سياسية وجماعات مسلحة رديفة للدولة، بطريقة غير قانونية وبمعزل عن الحكومة الشرعية، كما الحال في المحافظات الجنوبية.
كما أنّ العملية جاءت انتقاماً من قرارات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التي أطاحت، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، بثلاثة محافظين من دومينو أبوظبي، بينهم محافظ شبوة السابق.
ثمّة ما يثير التعجب والتساؤل معاً في العملية، وهو ما تحدثت عنه وسائل الإعلام الإماراتية عن مصرع وإصابة عشرات من العناصر الإرهابية، من دون عرض صور لأي اشتباكات أو مواجهات بين الطرفين، وهذا ما لم توثقه العدسات التي اكتفت بتغطية تدفق العربات العسكرية الحديثة، واستعراض ما يسمّى بقوات النخبة الشبوانية والأعلام الانفصالية، في محاولة ساذجة لتضليل الرأي العام واستفزاز لغة المنطق والعقل.
الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على عامة الناس، خصوصاً، وأنّ طبيعة واستراتيجية التنظيمات الإرهابية التي تتبعها في السيطرة على المدن والبلدات ذات القيمة الرمزية والجيوسياسية هي الدفاع والاستماتة على مواقعها.
سيناريو تحرير محافظة شبوة من عناصر تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) أشبه بسيناريو عملية تحرير مدينة المكلا أواخر أبريل/ نيسان من العام 2016. كلا العمليتين حقّقت أهدافها في غضون 24 ساعة وهذا إعجاًز بحد ذاته! على عكس عملية القوات العراقية المسنودة بالتحالف الدولي التي استغرقت أكثر من خمسة أشهر لتحرير مدينة الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، علماً أنّ مساحة مدينة المكلا تساوي عشرة أضعاف مساحة الموصل.
إذن، لماذا لا تُرْسَل إلى الموصل قوات النخبة الشبوانية والتشكيلات العسكرية الإماراتية، بدلاً من مليشيات الحشد الشعبي؟! هكذا تساءل أحدهم.
ترى أبوظبي أنّ رباعية المحافظات الجنوبية توشك أن تتَحقق، بعد سيطرة قواتها على محافظة شبوة، وأنّ حلم المجلس الانتقالي والانفصال قاب قوسين أو أدنى، لكنها ليست مدركة أنّ مشاريع الانفصال والتجزئة يستحيل تحقيقها في بلد شعبه حي مضمخ بالتاريخ والحضارات.
بات اليمنيون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يدركون جيداً طبيعة الدور الإماراتي ودلالته في اليمن وتجاوزاته، فهو يتنافى مع مصالح البلاد.
بطريقة استعلائية محفوفة بالصفاقة والاستهجان الفج، تحاول أبوظبي رفع عقيرتها على السلطة الشرعية ورئيسها، وعلى المصالح الوطنية لليمنيين أيضاً.
في الثالث من أغسطس/ آب الجاري، وعلى نحو مفاجئ، تحدّثت القوات الإماراتية عن عملية عسكرية لها في شبوة ضد تنظيم القاعدة، انتهت بفرض سيطرة قوات النخبة الشبوانية (أحد التشكيلات العسكرية اللاوطنية التابعة لأبوظبي) على المراكز الحكومية والأمنية ومنشآت الذهب الأسود.
كما أنّ تلك القوات التي تحاشت، في وقت سابق، مناطق نفوذ الحوثيين في مناطق عسيلان وبيحان، شرعت أخيرا، بتنفيذ حملات اعتقالات وقمع ضد شخصيات لها نشاطات دعوية ومدنية، من بينهم اعتقال المواطن، ناصر محمد العولقي، والذي يملك أكبر مول تجاري في عتق واقتياده من دون أي سبب إلى مكان مجهول، بواسطة طائرة هليكوبتر إماراتية.
هذه العملية التي غاب فيها دور السلطة الشرعية ودول التحالف التي لم تحظ حتى بمباركة محلية أو إقليمية، تهدف ظاهرياً إلى محاربة تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، بينما الهدف الأساسي استنساخ أبو ظبي تجربتها الليبية في اليمن؛ من خلال السيطرة على أكبر مشروع صناعي في البلاد يطل على بحر العرب (مشروع بلحاف النفطي) الذي ينتج أكثر من خمسين ألف برميل نفط يومياً، وهذا في نظر الإمارات يمثل ثروة ضخمة لتحويله إلى مصدر بديل للغاز القطري.
كما أنّ دورالعربية السعودية إزاء العملية اتسم بالصمت، ما أثار التساؤلات لدى كثيرين، وخصوصا بعد أن كشف المُغرّد الشهير المقرب من العائلة السعودية الحاكمة، مجتهد، أنّ ولي العهد، محمد بن سلمان، أطلق يد الإمارات في الجنوب، بعد أن تعهد باستخدام نفوذه لإبعاد القوى الشمالية المعارضة لوجودها.
بهذه العملية، تحاول أبوظبي التغطية على انتهاكاتها للحقوق والحريات و للسيادة اليمنية والمتمثلة بإنشاء قواعد عسكرية إماراتية في جزيرة ميون والمخا، بالإضافة إلى تشكيل تكتلات سياسية وجماعات مسلحة رديفة للدولة، بطريقة غير قانونية وبمعزل عن الحكومة الشرعية، كما الحال في المحافظات الجنوبية.
كما أنّ العملية جاءت انتقاماً من قرارات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التي أطاحت، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، بثلاثة محافظين من دومينو أبوظبي، بينهم محافظ شبوة السابق.
ثمّة ما يثير التعجب والتساؤل معاً في العملية، وهو ما تحدثت عنه وسائل الإعلام الإماراتية عن مصرع وإصابة عشرات من العناصر الإرهابية، من دون عرض صور لأي اشتباكات أو مواجهات بين الطرفين، وهذا ما لم توثقه العدسات التي اكتفت بتغطية تدفق العربات العسكرية الحديثة، واستعراض ما يسمّى بقوات النخبة الشبوانية والأعلام الانفصالية، في محاولة ساذجة لتضليل الرأي العام واستفزاز لغة المنطق والعقل.
الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على عامة الناس، خصوصاً، وأنّ طبيعة واستراتيجية التنظيمات الإرهابية التي تتبعها في السيطرة على المدن والبلدات ذات القيمة الرمزية والجيوسياسية هي الدفاع والاستماتة على مواقعها.
سيناريو تحرير محافظة شبوة من عناصر تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) أشبه بسيناريو عملية تحرير مدينة المكلا أواخر أبريل/ نيسان من العام 2016. كلا العمليتين حقّقت أهدافها في غضون 24 ساعة وهذا إعجاًز بحد ذاته! على عكس عملية القوات العراقية المسنودة بالتحالف الدولي التي استغرقت أكثر من خمسة أشهر لتحرير مدينة الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، علماً أنّ مساحة مدينة المكلا تساوي عشرة أضعاف مساحة الموصل.
إذن، لماذا لا تُرْسَل إلى الموصل قوات النخبة الشبوانية والتشكيلات العسكرية الإماراتية، بدلاً من مليشيات الحشد الشعبي؟! هكذا تساءل أحدهم.
ترى أبوظبي أنّ رباعية المحافظات الجنوبية توشك أن تتَحقق، بعد سيطرة قواتها على محافظة شبوة، وأنّ حلم المجلس الانتقالي والانفصال قاب قوسين أو أدنى، لكنها ليست مدركة أنّ مشاريع الانفصال والتجزئة يستحيل تحقيقها في بلد شعبه حي مضمخ بالتاريخ والحضارات.
بات اليمنيون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يدركون جيداً طبيعة الدور الإماراتي ودلالته في اليمن وتجاوزاته، فهو يتنافى مع مصالح البلاد.