عندما صدحت الدمشقيات
في تاريخها المبكر، تشبثت دمشق بكامل مدنيّتها، واحتفت بثقافة الترفيه، فضجت بالموسيقا والغناء والرقص، والحكايات والسمر واللهو في الحمّامات والمقاهي. ومع دخولها تحت وصايةَ سليم الأول، بدأت تأخذ مساراً أكثرَ تشدداً وانغلاقاً، ما أدى إلى توقف حركة تطورها الطبيعية.
وبعد عقودٍ طويلة ألف فيها الدمشقيون قسراً عادات تتسم بالتحفظ والانغلاق والتحريم، انتفضت قلة من النساء، فخرجن في موكب حاملات الشموع والقناديل والمباخر، وهن يغنين ويصفقن بالكفوف.
الطريقة التي عبرت فيها النسوة عن مرادهن، في مناخ مسرحي فريد وبديع، مثلت نقطة تحول جديدة وغير مألوفة، لمجتمع محافظ لم تتسنَّ له الفرصة منذ وقت طويل لرؤية مشهد فني حي مماثل.
في زمن لاحق، ألهمت قصة حاملات الشموع الكثير من صاحبات الأصوات البراقة، فتمكنت الحريم في ذلك الزمان من تخطي حاجز التحريم.
إخراج عبد الستار الحرك