التّنوير... وعقْلَنَة التّمييز
عُرف عصر التّنوير بالعقلانيّة والعلميّة وظهور مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة التي جاءت بها ثورات وحركات التحرر في أوروبا ثم أميركا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فكيف يمكن لعصر اشتهر بذلك أن يكون بمكوّناته مجتمعةً سببًا رئيسًا في بناء وتشريع نوعين من أنواع التمييز بين البشر، التمييز القائم على العنصر والتمييز القائم على الجنس؟
كيف ساهم "العلم" بصورة خاصة، مدفوعًا بأجندات سياسية، في عقلنة التمييز القائم على الجنس؟
كيف تحوّلت العلاقة بين الذكر والأنثى في هذا العصر من نموذج الجنس الواحد (الذي تكون المرأة فيه تابعة للرجل حسب علاقة هرمية تراتبية) إلى نموذج الجنسين اللذين يختلف واحدهما عن الآخر تمامًا (والذي لم تعد فيه المرأة "آخر" الرجل، بل أصبحت "غير" الرجل، وأُسكِنتْ في جنس آخر، أشبَه بالصنف الآخر، يخلو من المشاعر والرغبات)؟
كيف استُبعدت المرأة، بالاتكاء على مفهوم "الطبيعة"، عن نظريات العقد الاجتماعي؟
ولماذا يُعَدّ مفهوم الطبيعة جوهريًا للنظرية النسوية والنقدية؟ أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها في حلقتنا هذه.