أعلنت قوات "ألوية العمالقة" المدعومة إماراتيا، مساء اليوم الإثنين، إنهاء وجود الحوثيين في كامل محافظة شبوة النفطية، شرقي اليمن، وذلك بعد 10 أيام من عملية عسكرية واسعة شاركت فيها وحدات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وقالت "ألوية العمالقة" السلفية، في بيان صحافي، إنها "استكملت المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي دشنتها مطلع العام الجاري، بتحرير مديرية عين، وهي إحدى 3 مديريات كانت قد سقطت في قبضة جماعة الحوثيين، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي".
وأشارت "ألوية العمالقة" التي دفع بها التحالف الذي تقوده السعودية من الساحل الغربي إلى جبهات شبوة للمرة الأولى، إلى "تحرير جميع مديريات محافظة شبوة"، بعد السيطرة على مديرية عين المتاخمة لمحافظة مأرب.
وأعربت قوات "ألوية العمالقة" التي تتألف من 15 لواء غالبيتهم من المقاتلين السلفيين، عن شكرها للتحالف بقيادة السعودية والإمارات، كما دعت أبناء شبوة لإعادة تنظيم صفوفهم بقيادة المحافظ الجديد، عوض العولقي.
ولم تكشف "ألوية العمالقة" عن أي خطط مقبلة، وما إذا كانت ستواصل مطاردة الحوثيين في المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية أم لا، وسط مطالب شعبية باستمرار المعركة بذات الزخم من أجل تحرير محافظة البيضاء والمناطق الجنوبية لمأرب.
بيان هام
— المركز الإعلامي ل ألوية العمالقة الجنوبية (@alamalikah) January 10, 2022
ألوية العمالقة تعلن تحرير جميع مديريات محافظة شبوة . pic.twitter.com/yFmUI9CZSf
وتشكّل عملية استعادة الحكومة اليمنية السيطرة على مديريات شبوة الثلاث، ضربة مزدوجة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، التي خسرت مناطق نفطية استراتيجية في مديرية عسيلان، كما باتت تحصيناتها الدفاعية جنوبي مأرب مهددة بالانهيار.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من جماعة الحوثيين حول الهزيمة التي تعرضت لها في شبوة، لكن قيادات سياسية ووسائل إعلام تابعة للحوثيين، قللت من حجم المكاسب التي حققتها "ألوية العمالقة" والجيش اليمني، بالقول إن "الاحتفاء باستعادة السيطرة على 3 مديريات غربي شبوة دليل تراجع طموحات التحالف الذي كان حتى أواخر العام 2019 في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء".
ولعبت مقاتلات التحالف دورا رئيسيا في حسم معركة مديريات شبوة خلال وقت قياسي، وفي وقت سابق اليوم الإثنين، ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الطيران الحربي نفذ 38 عملية استهداف على مواقع الحوثيين في شبوة.
وأفاد التحالف بأن العمليات الجوية، أسفرت عن تدمير 29 آلية عسكرية ومقتل 220 من عناصر جماعة الحوثيين، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة.
ومنحت الانتصارات التي حققتها القوات الموالية للحكومة الشرعية غربي شبوة، دفعة معنوية للجيش الوطني الذي يتصدى لهجمات حوثية مكثفة منذ مطلع العام الماضي في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب.
وقال مصدر في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إن الجيش الوطني مسنودا برجال القبائل، استعاد السيطرة على مواقع جديدة في سلسلة جبل البلق الشرقي وصحراء أم ريش وصولا إلى الأعيرف والعمود.
قوات التحالف تسعى لتكرار الإنجاز المحقق في شبوة داخل مأرب
ويبدو أن قوات التحالف تسعى لتكرار الإنجاز المحقق في شبوة داخل مأرب، حيث عقد قائد القوات السعودية بمأرب، اللواء يوسف الشهراني، اليوم الإثنين، اجتماعا مع وزير الدفاع اليمني، محمد المقدشي ورئيس هيئة الأركان، صُغير بن عزيز، بحضور محافظ مأرب، سلطان العرادة.
ووفقا لوزارة الدفاع اليمنية، فقد ركّز اللقاء على "آليات التنسيق والتعاون بين الجيش اليمني وقيادة القوات المشتركة للتحالف، في المعركة المشتركة ضد مليشيات الحوثي الإيرانية، والانتصارات الكبيرة التي تحققها قوات الجيش وألوية العمالقة بمساندة التحالف في جبهات محافظتي شبوة ومأرب".
وأكد المسؤول السعودي، أن قوات التحالف " لن تدخر جهدا في إسناد الجيش اليمني والمقاومة وتقديم الدعم العسكري واللوجيستي والإسناد الجوي للمقاتلين في مختلف الجبهات".
مباحثات إيرانية حوثية في مسقط
سياسياً، عقد الوفد التفاوضي لجماعة الحوثيين، اليوم الإثنين، اجتماعا هو الأول من نوعه مع وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، وذلك في العاصمة العمانية مسقط.
وقال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبدالسلام، إن اللقاء الأول مع عبداللهيان منذ تعيينه "ناقش التصعيد العسكري على اليمن والوضع الإنساني والسياسي والشأن الإقليمي والدولي ومآلاته على المنطقة والإقليم"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد عقد في وقت سابق اليوم، اجتماعا مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، ناقش خلاله القضايا المتعلقة بمحادثات فيينا بشأن العودة للاتفاق النووي والتأكيد على أهميتها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، وفقا لوكالة الأنباء العمانية.
ومن المرجح، أن تكون اللقاءات، قد تطرقت إلى خفض التصعيد العسكري في اليمن، وخصوصا فيما يتعلق بأزمة استيلاء جماعة الحوثيين على سفينة الشحن "روابي" التابعة لدولة الإمارات واقتيادها إلى ميناء الصليف، وهو ما جعل التحالف يلوح مرارا باستهداف موانئ الحديدة باعتبارها منصة لتهديد خطوط الملاحة.