اعتبرت افتتاحية صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية، اليوم الأربعاء، أن الأحداث الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى "تعكس استعصاء في الحلول"، محذرة من حصر الصراع في "رموز دينية".
وأكدت الافتتاحية أن "الاضطرابات في القدس تظهر أن الصراع يجري تفريغه من مضمونه بتجاوزه عبر قضايا دينية رمزية". ولفتت إلى أن "عطلة عيد الفصح شهدت محاولات متطرفين يهود من جماعة (جبل الهيكل) لتقديم قرابين في المسجد الأقصى وعلى عتباته"، وهو ما كان سيؤدي إلى انتفاضة ثالثة، ما دفع الشرطة الإسرائيلية بحسب الصحيفة إلى منع تلك الخطوة.
وبعدما عرجت الصحيفة على تاريخ بناء المسجد الأقصى والتذكير بأهميته عند المسلمين بعد مكة والمدينة، شددت على أن الأقصى قد بات نقطة محورية في الصراع.
وذكرت "إنفورماسيون" أنه في كل عام "يجري صدام مع اليهود المتدينين الذين يزعمون أن ساحة المسجدين، الأقصى وقبة الصخرة، كانت موقع المعبد (جبل الهيكل)"، زاعمين أنهم قد جاؤوا أولًا، أي قبل 5 آلاف عام، بينما يقاتل الفلسطينيون على منع هؤلاء من تغيير ما هو قائم منذ عام 1967 بعد احتلال الجزء الشرقي من القدس.
وترى الصحيفة أن التوترات في المسجد الأقصى تعبّر عن عجز أوسع في حل القضية الفلسطينية، مضيفة: "أدت هجمات فلسطينية أخيرا إلى مقتل 11 إسرائيلياً، بينما ومنذ بداية العام قتلت القوات الإسرائيلية 47 فلسطينياً، بينهم ثمانية أطفال، حيث نفذت معظم عمليات قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية في أغلبها ليلا، وأدت الاضطرابات الأخيرة في الحرم القدسي إلى جرح (فقط) 150 شخصا"، كما تقول.
وقالت الصحيفة إن "التوتر الديني يغطي حقيقة الصراع، ويُفرغه من معناه بعد 55 سنة من الاحتلال"، مشيرة إلى أبرز الأحداث التي حصلت أخيرًا بما يخص الأقصى، ومنها موقف الملك الأردني عبد الله الثاني، إضافة لإطلاق "حماس" صاروخاً على إسرائيل صباح الإثنين الماضي، لم يُحدث أي ضرر، وقصف إسرائيل فجر أمس الثلاثاء مباني فارغة في غزة، و"كأن الجانبين يريدان الحد من أضرار الصراع المزمن، والذي يبدو أنه لا يمكن حله"، بحسب تعبيرها.
وختمت "إنفورماسيون" افتتاحيتها بالقول: إن "ما تريد إسرائيل أن تنساه هو ذلك الصراع، بينما يجب على الفلسطينيين التمسك بجوهره لتذكير العالم بوجودهم، ولا يبدو أن ثمة من يؤمن بحل الدولتين، وحل الدولة الواحدة يعني ببساطة دولة أبرتهايد (فصل عنصري)، وعليه ستأتي الانتفاضة الثالثة المحتومة ذات يوم، بتقديم قربان أو بدونه".