انتقد الائتلاف الوطني السوري تصريحات البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، التي دعا فيها إلى إعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم قسرا.
وقال الائتلاف، في بيان له اليوم السبت، إن السوريين "وهم أبناء بلد عريق قدموا في سبيل حريته أرواحهم ودماءهم طوال عشر سنوات، لا يحتاجون إلى من يذكرهم بأن سورية هي وطنهم"، معتبرا أن "عودة اللاجئين والمهجرين السوريين إلى هذا الوطن مسؤولية، وطنية، وإنسانية، ودولية".
ورأى الائتلاف أن تحويل ملف اللاجئين إلى "محل للتجاذبات السياسية يظل أمراً مرفوضاً يتنافى مع الحد الأدنى للحس الإنساني، خاصة حين يصل إلى تعليق الأزمات الإدارية والاقتصادية والسياسية على عاتق اللاجئين السوريين، والانطلاق من وراء ذلك إلى التأكيد على ضرورة إجبار اللاجئين على العودة القسرية، حسب التصريحات المستهجنة والمدانة للبطريرك الماروني في لبنان".
وأضاف البيان: "نذكّر البطريرك الماروني بأن أحد أهم أسباب تهجير السوريين ولجوئهم إلى دول الجوار لاسيما لبنان هو إرهاب مليشيا حزب الله وانخراط الحزب في سفك دماء السوريين تحت لافتات طائفية مقيتة، ومن يرد معالجة ملف اللاجئين في لبنان فالأولى أن يشير إلى الجناة المتسببين في التهجير لا لوم الضحايا أو استغلال مآسيهم لغايات سياسية".
ودعا أصحاب هذه التصريحات إلى مراجعة تقرير منظمة العفو الدولية الأخير تحت عنوان: "أنت ذاهب إلى الموت" داعيا البطريرك إلى "إرفاق التقرير في الرسالة القادمة لقداسة البابا ليطّلع على تفاصيل التقرير الرهيب الذي يقدم جانباً صغيراً من الأهوال التي تعرض لها بعض اللاجئين السوريين الذين أجبروا على العودة إلى مناطق النظام، وعلى رأسها جرائم التعذيب والاغتصاب".
وكان البطريرك قال في تصريحاته السابقة إنه وجه رسالة إلى بابا الفاتيكان يوضح فيها أنه لم تعد ثمة حاجة لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان بسبب التركيبة الطائفية في هذا البلد.
وختم الائتلاف بيانه بالقول: "نؤكد على مسؤولية رجال الدين في نشر رسالة المحبة والتعايش الإنساني وأن يتجنبوا تماماً نشر خطاب الكراهية والتحريض لما له من آثار خطيرة على السلم المجتمعي وعلاقة المجتمعات بعضها ببعض".
وكان البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، وجه رسالة إلى اللاجئين السوريين، مطالبا إياهم بـ"العودة إلى بلادهم ومتابعة تاريخهم وثقافتهم".
وخلال كلمة له في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، قال بشارة الراعي: "ما يقلقنا بالإضافة إلى هجرة شعبنا، تزايد عدد اللاجئين والنازحين الذين بلغوا نصف سكان لبنان"، مشيرا إلى أنه "عدا عن كون هذا التزايد ثقلا اقتصاديا كبيرا، فإن هذا الواقع يشكل عبئا اقتصاديا ثقيلا على لبنان وخطرا سياسيا وديمغرافيا وأمنيا وثقافيا".
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن "اللاجئين السوريين في لبنان يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط أسوأ أزمة اجتماعية واقتصادية تضرب لبنان". وأوضحت أن "60% من عائلات اللاجئين السوريين بلبنان يعيشون بمساكن معرضة للخطر، و30% من الأطفال اللاجئين السوريين لم يدخلوا المدرسة قط، و49% من عائلات اللاجئين يعانون من انعدام الأمن الغذائي".