"العدالة والتنمية" المغربي يهاجم مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط: تدخل مقيت بشؤون المملكة
هاجم حزب "العدالة والتنمية" المعارض في المغرب، اليوم الجمعة، مدير مكتب الاتصال الاسرائيلي بالرباط، دافيد غوفرين، متهماً إياه بـ"التدخل المقيت في الشؤون الداخلية للبلاد".
وعبرت الأمانة العامة للحزب الإسلامي، في بيان أصدرته الجمعة، عن رفضها لما وصفتها بـ"التصريحات الخطيرة لممثل كيان الاحتلال الصهيوني" التي "استهدف فيها الحزب"، معتبرة تصريحاته "تدخلاً مقيتاً في الشأن السياسي الوطني والشؤون الداخلية لبلدنا".
وكان الدبلوماسي الإسرائيلي، قد قلل، في تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع لموقع "جيويش إنسايدر"، من أهمية وحجم معارضي استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل. وقال غوفرين:" كانت هناك بعض الاحتجاجات ضد استئناف العلاقات مع إسرائيل، ولكن بعد الانتخابات الأخيرة في البلاد أقوى الأصوات المعارضة لاستئناف العلاقات مع إسرائيل -الإسلاميون- الآن هم على الهامش".
وسجل غوفرين أنه "منذ حلوله بالمغرب لمس حماساً كبيراً من المواطنين للسفر إلى إسرائيل"، مشيراً إلى أن " هناك مسؤولين مغاربة سألوه إن كان يواجه أي مشكلة هناك، وأجابهم بمزحة وهي أن المشكل الوحيد الذي يعاني منه هو أن الأكل المغربي جيد جداً".
وذكر غوفرين أنه لقي ترحيباً حاراً وصادقاً منذ وصوله إلى المغرب في يناير/ كانون الثاني 2021 ، وقال:" هناك الكثير من الحماس نشعر به ونراه كل يوم، والناس هنا متحمسون جدًا حقًا لإسرائيل".
وقالت الأمانة العامة لـ"العدالة والتنمية" إن "القضية الفلسطينية قضية وطنية مقدسة عند المغاربة كافة وبأن مكانة المسجد الأقصى المبارك هي جزء من عقيدتهم، ومواقفهم في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني معروفة وراسخة"، مجددة ما قالت إنه موقف الحزب الواضح والثابت الرافض للتطبيع والهرولة نحو الكيان الصهيوني.
من جهة أخرى، عبرّت الأمانة العامة عن رفضها لما سمته بعض التصريحات الصحافية غير المسؤولة والمستفزة لبعض المسؤولين، وذلك في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية، ناصر بوريطة، على هامش "قمة النقب"، التي عقدت في إسرائيل الأحد الماضي.
وكان بوريطة، قد قال، خلال كلمته في أشغال قمّة النّقب إنه "منذ التوقيع الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا حققنا الكثير من الزيارات المتبادلة وأطلقنا خطوط طيران مباشرة، وهناك زيارة رسمية ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين، من أجل تعزيز التواجد الدبلوماسي المغربي في إسرائيل".
واعتبر بوريطة أن "وجود المملكة هنا يبعث برسالتين، الأولى للشّعب الإسرائيلي، فخطوة عودة العلاقات ليست نابعة من مصالح ضيقة، وإنما تعبّر عن قناعة وعلاقات تاريخية بين المغرب وإسرائيل وبين الملك والمجتمع اليهودي، إذ إنّه لكل إسرائيلي أصول مغربية، وزاد: "هذه ليست مزحة، هذا واقع".
في السياق، عبرت الأمانة العامة للحزب الإسلامي عن مناهضتها للاحتلال الإسرائيلي ولسياساته القائمة على اغتصاب الأرض وسلب الممتلكات وتهويد القدس والعدوان على الشعب الفلسطيني، معلنة عن دعمها للمقاومة الوطنية الفلسطينية في كفاحها المشروع من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكان المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية قد وقعت، في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إعلاناً تضمّن ثلاثة محاور. أولها، الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بينهما مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي. وثانيها، الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي الطرفين و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة". وثالثها، "تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلّاق، إضافة لمواصلة العمل في مجالات التجارة والمالية والاستثمار، وغيرها من القطاعات الأخرى".
وألقى توقيع الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" السابق، سعد الدين العثماني، بصفته رئيساً للحكومة، على الإعلان الثلاثي بظلاله على الحزب، ووصل إلى حد المطالبة بإقالته والدعوة إلى مؤتمر استثنائي للإطاحة به من على رأس الحزب.