تشهد منطقة "غصن الزيتون"، شمالي محافظة حلب، شمال سورية، هدوءا حذرا بعد توقف الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من جهة، وفصائل "الفيلق الثالث" من جهة أخرى، على تخوم مدينة أعزاز، معقل "الفيلق الثالث" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، شمالي محافظة حلب، وسط مفاوضات جارية بين الطرفين في بلدة كفر جنة، دون انسحاب الهيئة من المناطق التي سيطرت عليها أمس الإثنين بالقرب من مدينة أعزاز، شمالي حلب، بالتزامن مع تدخل قوات عسكرية ضخمة تابعة لتكتل "هيئة ثائرون للتحرير" كـ"قوات فصل بين الطرفين".
وقال هشام اسكيف، مسؤول العلاقات لدى فصائل "الفيلق الثالث"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هيئة ثائرون للتحرير دخلت كقوات فصل بين الطرفين لمنع حدوث اشتباكات في المنطقة"، نافياً "انسحاب هيئة تحرير الشام من المناطق التي استولت عليها يوم أمس الإثنين في بلدة كفر جنة ومناطق أخرى في مدينة عفرين وباقي المناطق الأخرى في منطقة غصن الزيتون، شمالي محافظة حلب".
وأكد اسكيف أن "هناك بعض التعهدات بانسحاب الهيئة من المنطقة، لكنها لم تطبق حتى اللحظة"، معتقداً أن "مصير هذه المناطق التي استولت عليها الهيئة في منطقة غصن الزيتون ستتحول إلى بؤرة لاستقطاب التحالف الدولي أو الروس".
في السياق، قالت مصادر عسكرية عاملة في "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جلسة مفاوضات جديدة تجري الآن بين "الفيلق الثالث" و"هيئة تحرير الشام"، وسط بلدة كفر جنة بريف مدينة عفرين، شمالي محافظة حلب، مُشيرةً إلى أن محور المفاوضات يتركز حول سحب الهيئة قواتها من كفر جنة وقطمة والقرى والبلدات المحيطة بهما إلى مدينة عفرين وتسليم تلك المناطق إلى فصائل "هيئة ثائرون للتحرير"، مشدداً على أن الهيئة لا تزال حتى اللحظة ترفض هذه الشروط.
وانتشرت فصائل "هيئة ثائرون للتحرير"، ليل الإثنين-الثلاثاء، داخل بلدات قطمة، وكفر جنة، ومريمين، بالإضافة إلى انتشار دبابات ومدرعات تابعة للقوات التركية في بلدتي كفر جنة وقطمة، لمنع حدوث اشتباكات مرة أخرى بين "هيئة تحرير الشام"، التي يتمركز جزء من قواتها حالياً في بلدة كفر جنة، وفصائل "الفيلق الثالث" التي تتمركز في قرية سيجراز الملاصقة لمدينة أعزاز، شمالي حلب.
وكانت جلسة مفاوضات قد جرت، أمس، بين "هيئة تحرير الشام" من جهة وفصائل "الفيلق الثالث" من جهة أخرى في مدينة عفرين، شمالي محافظة حلب، وطلبت الهيئة خلال المفاوضات إبعاد "جيش الإسلام" العامل ضمن تكتل فصائل "الفيلق الثالث" عن منطقتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" إلى منطقة "نبع السلام"، شمال شرقي سورية، والدخول إلى جميع مناطق الفيلق بما فيها مدينة أعزاز، مقابل إدارة مشتركة للفيلق مع الهيئة ضمن مناطق سيطرته، إلا أن الفيلق رفض شروط الهيئة، ما دفعها إلى شن هجوم واسع والسيطرة على عدة قرى وبلدات، أبرزها بلدة كفر جنة، خط الدفاع الأول عن مدينة أعزاز، معقل قوات "الفيلق الثالث".
وطالبت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم، بانسحاب هيئة تحرير الشام من مناطق ريف حلب الشمالي بشكل عاجل، معربةً عن قلقها إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال غربي سورية.