"جبهة الخلاص" تتجه نحو جنوب تونس للحشد ضد قرارات قيس سعيّد

21 مايو 2022
اجتماع في تطاوين اليوم ووقفة احتجاجية غدا في مدنين (Getty)
+ الخط -

نظم "مواطنون ضد الانقلاب" وممثلو جبهة الخلاص الوطني في تونس، اليوم السبت، اجتماعا سياسيا، بمحافظة تطاوين، جنوبي البلاد، فيما يتم الإعداد لاجتماع يوم غد في محافظة مدنين جنوب شرقي تونس، في سياق الحشد لمناهضة قرارات قيس سعيد.

وأعدت اللجنة الجهوية لـ"مواطنون ضد الانقلاب" بمحافظة تطاوين للاجتماع بقاعة دار الشعب، في مبادرة سياسية تعد الأولى من نوعها منذ تشكل جبهة الخلاص.

وفقدت جبهة الخلاص و"مواطنون ضد الانقلاب"، المناضليْن في صفوفها، محسن النصري والهادي العاشوري، في حادث مرور عند عودتهما من العاصمة نحو مدنين الأسبوع الماضي إثر مشاركتهما في المسيرة التي انتظمت الأحد بشارع بورقيبة إلى جانب ثلاثة جرحى آخرين من مرافقيهم.

 وقال عضو تنفيذية "مواطنون ضد الانقلاب"، لمين البوعزيزي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "رمزية التوجه نحو الجنوب تفسر بأن الطبقة السياسية كانت دائما في جهة، والثورة وجمهورها وخطابها وجغرافيتها في واد آخر، وبالتالي فإن عمق البلاد هو الذي حرر الطبقة السياسية وليس العكس". وأكد  أن "التوجه نحو عمق البلاد ونحو الجنوب يعكس وعي الطبقة السياسية التي عاشت شللا وبهتة سياسية بعد الانقلاب".

وشدد البوعزيزي على أن "اجتماع تطاوين اليوم ومدنين غدا يترجم الوعي بأن مقاومة الانقلاب لا تكون إلا بالذهاب إلى الناس وليس انتظارهم، ولأن الناس والشعب هم الأكثر تضررا من الانقلاب ومن الوجيه التوجه نحو مشاكل الناس". 

وأشار إلى أن "هذه الجغرافيا التي يقطع أهلها مئات الكيلومترات نحو المركز لمجابهة الانقلاب قدمت شهيدين منذ أيام، واليوم على الطبقة السياسية أن تذهب للناس وليس العكس وعليهم أن يتعلموا دروسا من الجنوب في الصمود لأن هذه الجغرافيا تتكلم وليست بكماء وعندها نصوصها وجملها السياسية".

وقال القيادي في تنفيذية "مواطنون ضد الانقلاب"، الحبيب بوعجيلة، في مداخلته في تطاوين، أن هذا "الاجتماع يؤكد أن الجنوب عصي على الانقلاب ولأن تطاوين أول من خرج ضد الانقلاب، وفي هذه الأرض أكدنا أننا صناع القرار الوطني وهذه الأرض صنعت بشهدائها في بناء الاستقلال ولم يجمع الا بعد الثورة".

وشدد على أن "الانقلاب ليس موجودا في تطاوين لأن الاجتماع ينعقد في مؤسسة الدولة فلا وجود للانقلاب هنا". وأكد بوعجيلة "نحن نتعلم من تطاوين ولا يستطيع المركز أن يخطب ويعلم الجنوب وجاءت الثورة لتعيد توزيع السلطة التي سرقت من الهامش ومن الجنوب، ولكنها سرقت من جديد اليوم".

من جانبه، قال رئيس جبهة الخلاص، أحمد نجيب الشابي إن "تطاوين مصدر ثروة وهي غنية بالبترول الذي تنعم به جهات أخرى، بينما تعاني الجهات التي يستخرج منها"، موضحاً أن "التوزيع غير العادل للثروة هو سبب انفجار قنبلة الشباب والجهات المهمشة، واليوم تونس تعيش عزلة دولية وتعيش على وقع الإخفاق وتراكم الأزمة السياسية بسبب الفقر والبطالة والأزمة السياسية".

وأكّد الشابي في تصريح صحافي، على هامش اجتماع تطاوين، أنّهم "سيقومون بسلسلة من الاجتماعات بمحافظات الجمهورية على غرار تطاوين ومدنين وقفصة وتوزر، وذلك "لتجد الجبهة محتضنا من القوى الشعبية من أجل إعادة الديمقراطية لتونس وإنقاذها من الأزمة الاجتماعية والسياسية".

كما شدّد الشابي على أنّ "جبهة الخلاص جاءت لملء الفراغ في وجه قيس سعيّد وتعديل موازين القوى ودفع كلّ الأطراف للاجتماع في مجلس للحوار الوطني للخروج من الأزمة وتكليف حكومة إنقاذ تتم تزكيتها من طرف مجلس النواب لتدير مرحلة انتقالية في انتظار تنظيم انتخابات مبكرة".

في سياق متصل، أكدت أستاذة القانون الدستوري، منى كريم دريدي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "أساتذة القانون بالجامعة بصدد جمع الإمضاءات لإصدار عريضة رافضة لتعيين عمداء كليات الحقوق في لجنة صياغة الجمهورية الجديدة".

وتساءلت كريم عن "مدى أحقية عمداء كليات الحقوق المعينين بصفتهم عمداء في اللجنة المشاركة فيها دون موافقة أساتذة الجامعة الذين انتخبوهم ليشغلوا تلك الوظيفة". 

المساهمون