حذرت صحيفة "جيروزلم بوست" من أي مظهر من مظاهر التدخل الإسرائيلي في الصراع بين التحالف الأميركي البريطاني الأسترالي والصين.
وفي تحليل أعده الكاتب عاموس أسئيل، ذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن إسرائيل تفضل دائما التحالف الإنعلوسكسوني، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، إلا أن الحفاظ على مصالحها يتطلب عدم التدخل في الصراعات التي تندلع بين القوى العظمى.
وأشار أسئيل إلى أن إسرائيل ليس بوسعها إلا أن تخسر جراء التورط في تبني موقف غير حيادي من الصراعات التي تندلع بين القوى العظمى.
ودعا أسئيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت إلى تبني نفس الموقف الذي اتخذته الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو عندما رفضت دعوة إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الانضمام إلى فرض العقوبات على روسيا في اعقاب احتلالها مناطق في شرق أوكرانيا.
وأشار إلى أن قرار نتنياهو في حينه أثبت فاعليته على اعتبار أنه دفع الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى مراعاة مصالح إسرائيل في سورية في أعقاب تدخل موسكو العسكري هناك في 2015.
وأوضح أن إسرائيل التي وقفت إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة كل من الاتحاد السوفييتي والصين أثناء حقبة الحرب الباردة لا يمكنها أن تقدم على نفس السلوك على اعتبار أنها ترتبط حاليا بعلاقات سياسية واقتصادية قوية بالصين؛ مشددا على أن علاقة تل أبيب الخاصة بواشنطن يجب ألا تدفعها إلى التدخل في الصراع بين التحالف الإنغلوسكسوني وبكين.
وشدد أسئيل على أن العلاقات الممتازة مع القوى العظمى المختلفة هو إنجاز مهم يتوجب على الدبلوماسية الإسرائيلية الحفاظ عليه وتبني نهج "حيادي" لضمان الحفاظ على مصالح تل أبيب.
وفي سياق آخر، وفيما يتعلق بالخلاف الفرنسي الأميركي في أعقاب خسارة باريس صفقة الغواصات التي كان يفترض أن تشتريها منها أستراليا، لفت أسئيل إلى أن العوامل التي تحدد موقف كل من فرنسا والولايات المتحدة من الصين مختلفة.
وأضاف أنه في الوقت الذي تركز الولايات المتحدة على مواجهة الصين، فإن لدى فرنسا مخاوف كبيرة إزاء روسيا، حيث تفترض أن الروس يمكن أن يقوموا مستقبلاً بغزو عدد من دول الاتحاد الأوروبي.
وفي ما يتعلق بالتوتر الفرنسي الأميركي، أشار أسئيل إلى أنه ليس بوسع إسرائيل التعاطف مع فرنسا بسبب التاريخ الإشكالي للعلاقة الثنائية بينهما، مشيراً إلى أن باريس فرضت حظراً على تصدير السلاح لإسرائيل خلال حرب 67.
يشار إلى أن خلافاً قد نشب بين إسرائيل وكل من إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب بسبب طابع العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وبكين، وقد طالبت الإدارتان إسرائيل بفرض قيود مشددة على الاستثمارات الصينية فيها، سيما على صعيد الاستثمار في مجال البنى التحتية والتقنيات المتقدمة.
وسبق أن حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من مغبة السماح للصين بالسيطرة على الموانئ الرئيسة فيها، سيما ميناء "حيفا"، الذي يعد أحد الموانئ التي ترسو فيه قطع الأسطول الأميركي السادس.
وعلى الرغم من أن مستويات سياسية وقيادات عسكرية في تل أبيب قد حذرت من مخاطر عدم فرض قيود على الاستثمارات الصينية، إلا أن الحكومة السابقة برئاسة نتنياهو تجنبت اتخاذ خطوات في هذا الشأن؛ رغم تشكيلها لجنة لتحديد معايير تتعلق بهذه الاستثمارات.